عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



الـفـصـل الـخـامـس عـشـر لـ روايـة (( عـــــذراء الــــــشيطان )) ..

قد نخسر كل شيئ نحبه بلحظه ليعوضنا الله عن الكثير مقابله .. يأخذ شيئآ ليعطينا اشياء .. تخسر من تحب لأسباب عديده لا نعلمها لأنها محجوبه عنا نحن البشر ولكن منذ تلك الخساره ربح الكثير ولكن ظل قلبه مفطورآ ينزف دمآ اثر ذلك الجرح الذي من المستحيل أن يبرأ .. الكره الحقد الضغينه كلها اشياء سلبيه ليست بصالحنا نحن فالمشاعر اجمل من اي شيئ اخر .. المشاعر تضيئ لك دربك وما الحقد الا سواد وضياع بتلك المتاهات التي لا نهايه لها ولا طريق صائب صحيح .. توقف على اعتاب الموت ولكن لم يكن مقدرآ له أن يذهب للجحيم الان بل لا يزال الوقت امامه طويل .. وكأن الموت يقول له ” اذهب وعش حياتك لكن ضع في بالك أنني سأزورك لا محاله ” كأن هذا ما قاله له تلك الليله ولكن يبقى السؤال المحير يطرح نفسه لماذا الخيانه مستأصله بجذور بعض البشر لما رغم كل ما تقدمه لا بد من وجود شخص يعض يدك رغم كرمك وعدم تقصيرك .. لماذا يا ترى ؟؟ ..
*
*
صوت بكاء مختلط بأشياء اخرى لم يعرف ماهيتها .. صرخ بدون وعي منه ونهض بسرعه من سريره يخرج من غرفته ليفتح عينيه على اتساعهما من هول الصدمه ……. !!!! ..
المنزل كله يحترق وكأن الجحيم قد اشتعل فيه .. اللسنة اللهب تتصاعد بقوه ونيران تلتهم كل شيئ بطريقها كان منظرآ فضيعآ والدخان يملئ الارجاء هرع مسرعآ يصرخ بأعلى صوته
” أمي أبي .. جورج .. فريد أين انتم أنا خائف .. ”
انسابت الدموع تغطي وجهه وهو يسعل بقوه بسبب الدخان الذي ملئ صدره رأى امامه بصعوبه فضيعه .. جورج تشتعل فيه النيران صرخ بهستيريه من منظر اخيه وركض نحوه بكل قوه يمتلكها رغم جسده المتعب مما يراه الان .. صوت نشيجه تعالى وهو يصرخ
” جورج .. اخي جورج أنت تحترق .. ”
لم يجبه الاخير بل استسلم للأمر وكأنه كبريائه اللعين يمنعه من الصراخ فقط يتلوى يحاول اطفاء ما اشتعل بجسده .. زاد الامر سوءآ وديانا تحتضنه لتشتعل معه مع حبها الذي لا تريد البقاء بدونه .. دفعها عنه بقوه صارخآ بصوت عالي
” هل جننتِ أذهبي وانجي بحياتك .. انقذي نفسك بسرعه واعتني بطفلنا الذي لم يولد بعد ”
غطت الدموع وجهها وطوني ينظر لهما بضياع ودموعه لا تكف عن النزول .. خلع قميصه بسرعه وحاول اطفاء النيران التي تلتهم جسد اخيه ولكن بلا فائده .. تعالت شهقاته ليهرع مهرولآ ينجو بحياته والخوف يعصف به كان يردد احدهم في اذنه ” انجو بحياتك الجميع ميت .. انجو بحياتك ” هذه المره انصاع لما يتردد بأذنه وهرب بعيدآ من خلال القبو المخبأ بأحدى الاجنحه والتي ينتهي طريقه للخارج .. خرج من القصر واستمر بالركض طويلآ الى أن توقف على بعد امتار عديده ينظر للخلف لعائلته التي باتت رمادآ .. وما عسى الدموع تفعل في مثل هذا الموقف لا هي تعيد له احبابه ولا هي تخفف مرارة الفقدان .. جورج .. فريد .. امه .. ابيه .. جده .. وجميع افراد عاللته .. يحترقون بالقصر الذي بدأت جدرانه تتحول للون السواد .. اللسنة اللهب تشتعل بالقصر ولا يمكن رؤية شيئ سوى النيران .. همس بأختناق
” أمي .. أبي !! ”
انهار على الارض ولم تعودا ساقيه تحملانه ينحب على ما خسره .. على العائله على الابوين على الاخوه على الاحباب لقد خسر كل شيئ .. ↓↓

داخل القصر انهار جورج ساقطآ على الارض وديانا تحتضنه كانت تلك لحظاتهما الاخيره قبل أن يفارقا الحياه .. اراد أن يعترف لها بما يشعر به لا يريد أن يموت وهي لا تعلم بمشاعره .. همس بأختناق
” ديانا هل تسمعينني ”
اجابته بشهقه خوف من الموت الذي سيحل ضيفآ عليهما بعد دقائق معدوده .. عاد يهمس لها
” انا احبكِ ديانا .. احببتك منذ كنتِ صغيره لكنني كنت احمقآ ولم اعترف لأنني ظننت ذلك ضعفآ مني ”
رفعت رأسها عن صدره تحدق بوجهه الذي غطاه الرماد .. مررت اصابعها على ملامحه وشهقاتها تتابع واحده بعد اخرى بدأ يغمض عينيه مما جعلها تهز صدره وهي تقول بضحكه مليئه بالغصه ولم تهنئ بأعترافه الذي كانت تحلم به
” انا احبك .. احبك جورج منذ الصغر وحتى الابد .. لو .. لو بقينا على قيد الحياه سأثبت لك ذلك بـطريقــ تـ ”
اغمضت عينيها وسكنت انفاسها ولم تعد تستنشق هذا الهواء الملوث فروحها قد فارقت الحياة القاسيه هذه .. صدمته كانت قويه .. هز جسدها بفضاضه وهو يصرخ كالمجنون
” الى أين عودي .. انا لم امت ارجوكِ عودي .. لا تتركيني ارجوكِ ”
بعد هذه الكلمات سقط جسده هو الاخر فوق جسدها ليغادرا معآ هذا العالم المتداعي المليئ بالاسى علهما يرتاحان هناك بذاك العالم المجهول .. لقد فارق الحياه الكثير منهم والجد قد مات بعد دقائق من الحريق الذي نشب بالقصر كله بكل زاويه فيه .. اما فريد فقد كان يركض يحاول الهرب من هذه الكارثه ولكن وبلحظه غير متوقعه سقطت عليه احد الثرى لتخترق جسده وتزهق روحه الطاهره .. »»

الجميع مات في ذلك اليوم عدا عن فرد واحد نجا بأعجوبه من تلك الحادثه أنه طوني رويس والد يوسف رويس .. نجا ليلاحقه القدر ويقتله ببشاعه كما حدث مع عائلته .. »»

(( الواقع بحفلة مراد الشهري ))

فتح فمه ليتكلم ولكن فاجئهم ضهور سعود وهو يقول بغضب اعمى
” كلا مراد ”
نظر اليه الاخر بدهشه وابتلع ريقه تبآ لقد كان يعلم أنه لو علم بالمخطط بمثل هذه اللحظه سيغضب لذلك لم يخبره وها هو الان يدمر له كل شيئ قال بسماجه
” سعود لو سمحت الامر بيني وبين يوسف لذلك اخرج أنت من الموضوع ”
تفاجأ يوسف بشده من عدم توافق الاثنين يبدو أن لديهما مشاكل كثيره فجأه ادرك بصدمه وقد أتسعت عينيه ولم يصدق ما طرأ على باله الان .. هل يعقل أنهما يخافان من بعض وان كلاهما يمسك على الاخر عدة اشياء يهددان بها بعض لو حاول احدهم الخيانه .. قال ببرود
” العمل يخص مراد سيد سعود فلما تتدخل بأموره ”
زفر الاخير بقوه وعيناه احتدت كصقر جامح .. هتف بعصبيه
” لا تتدخل هل تسمع .. أنت لا شأن لك ”
لوى شفتيه بسخريه من همجيته أنه رجل ارعن هذا ما اطلق عليه بسره .. ان أبنته لا تشبهه بهذه الصفه فهي فتاه لبقه بالكلام وتجيد انتقاء جملتها بسهوله عكس والدها المتهور .. حول نظراته لـمراد وقال بهدوء اثار ازعاج سعود
” سيد الشهري لو كنت ترغب بالعمل معي فهذا شرف لي ولك أيظآ اعتقد !! .. الان اعذرني يتوجب أن انصرف ”
تحدث بسرعه وقد فاجأه قراره بالرحيل
” مالذي تقوله سيد رويس لا يزال الوقت باكرآ .. لقد بدأت الحفله للتو .. ”
هز برأسه ايجابآ ليقول وهو يمرر يديه بخصلات شعره الفاحم
” اعلم ذلك سيد الشهري ولكني كما تعلم مشغول كثيرآ وبالكاد استطعت المجيئ لتلبية دعوتك ”
اومأ عدة مرات وقد فهم الامر كيف لا وهو اكثر من يعلم أن الجميع يحلمون بالعمل معه الجميع يتمنون أن يقترن أسمهم بأسم رويس عائلة الشياطين وها هو ذا سيعمل معه مع الرجل المتبنى من قبل طوني .. بعد القاء التحيه رحل يوسف بهدوء ولكن قبل ذلك قام بحركه غريبه من يده وكأنها اشاره لشخص ما .. ولم يحدث اي تلاحم بينه وبين سارا كان مجرد لقاء بسيط لم يستطع حتى التكلم معها بوجود السيده مناير وسعود .. على ذكر السيده مناير لقد دعاها غدآ لتناول العشاء عنده .. تناهى الى سمعه صوت مؤلوف .. صوت يتذكره جيدآ اغمض عينيه بقوه ليلتفت بعدها للخلف ويراه امامه أبتسم ببرود قائلآ
” هل أتيت لتزعجني مجددآ سيد ماليري ”
لوهله لم يصدق ما يراه واخيرآ يرى امامه يوسف .. شعر بقلبه يقفز من مكانه رباه كم من الوقت مضى منذ اخر لقاء لهما .. لقد اعجب به منذ اول لقاء عندما يأتي لزيارة والده وتمنى أن يكون صديقه ولكن هذا الاخير كان يبعده بشتى الطرق .. شقت أبتسامه عريضه وجهه واحتضنه بكل قوته وسط دهشة يوسف بهذه الحركه .. قال بسخريه لاذعه
” لست حبيبتك لتفعل هذا ايها الغبي ”
أبتعد عنه وانفجر بضحكه قويه تنبع من اعماق قلبه لا يزال هذا البارد كما هو لم يتغير اطلاقآ .. صغر عينيه ليهمس بصوت مستمتع وهو يقرب وجهه من يوسف
” مضى وقت طويل يوسف لقد اشتقت اليك يا رجل .. ثم هل تتعمد تذكيري بأنك سبب سعادتي ”
تصلب وجهه ولم يعد يعبر عن اي شيئ قائلآ بتهكم
” والان اصبحت سبب تعاستك ولكن لعل كاريس تخفف عنك قليلآ ”
انتفض قلبه بقوه وكأنه سيخرج من صدره والصدمه علت وجهه كيف يعلم بشأن كاريس أبتلع ريقه بصعوبه
” كيف تعلم بشأنها ”
اجابه ببرود وهو يدير وجهه بعيدآ ينظر للقمر
” احدهم اخبرني لا اذكر من هو جيدآ ”
قطب حاجبيه وقلبه بات يؤلمه وذكريات لعينه تعود لتشوش الصوره امامه .. كاريس وجان وعلاقه محرمه والفتاه لا تعلم بالامر .. ربما الحقير قام بتخديرها وحصل عليها بسهوله .. زفر بقوه وافكاره تتراوح هنا وهناك .. ادار رأسه الى حيث ينظر يوسف وقال بألم
” لم تخفف عني بل زادت الطين بله .. ”
كلماته جذبت انظار يوسف اليه وهو يرى وجهه الحزين وكأن الدنيا لم تعد تسعه بعرضها وطولها .. أبتسم بسخريه متسائلآ اهذا هو الحب هل فعلآ له وجود وهو من ينكره .. تنهد ببرود واستدار عائدآ من حيث اتى الى شركته ولكن قبل ذلك قال بغموض
” لا تصدق كل ما ترى فالبعض يحب الخداع .. ولكن احيانآ نضطر للأنسحاب تجنبآ للأسوأ ”
اختفى هو وعمر عن انظار امين ولكن كلماته ظلت تتردد بعقل الاخر يحاول تفسيرها لكن لا يجد لها جوابآ لا يجد لها تفسير يفهمه ” لا تصدق كل ما ترى ” هذه الكلمات لها معنى واحد أن جان لم يفعل شيئآ لكاريس .. ربما .. ربما هذه اشاره من القدير على ذلك ولكن .. تشتت عقله ولم يعد يعرف ما يصدق لقد اصبح ملخبطآ لا يعرف ما الصواب وما الخطأ ولكنه متأكد من شيئ واحد انه لن يتخلى عن كاريس ابدآ

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….

انقضت الحفله بسرعه وقد استمتع الجميع بها ومرت خفيفه على النفس .. اما يوسف رحل بالبدايه هو وامين ولم يطيقا البقاء كثيرآ قد يختلفان بكثير من الامور ولكن يبقى يجمعهما نفس القدر فكلاهما يريدان شخص واحد وهو من سبب التعاسبه لقلبيهما .. سارت بأنزعاج وهي تضرب الارض بقوه وتشتم بأرتفاع صوتها
” أيها التافه الوغد كف عن اللحاق بي الا تفهم ”
لم يتكلم بل بقي صامتآ وكأنه لم يسمعها مما اثار انزعاجها اكثر وصرخت بصوت عالِ هز الارجاء
” صدقني أن لم تتوقف سأجعل حياتك جحيمآ لا يطاق ”
اومأ برأسه رغم انها لا تراه وبدى غير مهتم اطلاقآ .. توقفت اخيرآ وهي تستشعر خطواته الخفيفه تلاحقها .. هدأت خطواته بهدوئها وتوقفها عن السير .. استدارت اليه لتصرخ بصوت عالٍ كاد يمزق طبلة اذنه
” سيد كرم اسمع ما سأقوله جيدآ .. لك فرصه حتى الغد لو لم تترك عملك هذا فأقسم لن ارحمك ابدآ ”
فتح فمه اخيرآ ليجيبها بسخريه
” لسانك سليط أيتها المدلله اعتقد أن علينا قصه ”
اتسعت عيناها بصدمه وفغرت شفتيها بذهول كالبلهاء وهي ترى وقاحته .. اخذت نفسآ عميقآ لتتبعه بزفير حاد .. كررت هذا الامر عدة مرات تحاول كبت لسانها عن سيل الشتائم التي تقف على طرفه كي لا تبدو غير مؤدبه وسوقيه ولكنه زاد النار بداخلها اشتعالآ وهو يهتف بتهكم
” هل أرى أن لسانك قد اكله القط !! ..”
ارتجف جسدها من شدة الغضب ولم تعد تحتمل لقد طفح بها الكيل لتقتزب منه وتمسكه من ياقته تضرخ بوجهه بهستيريه
” أيها التافه يا جرذ المجاري يا وقح يا منحط .. كيف تجرأ على اهانتي انت وغد حقير سأجعل والدي يطردك من عملك .. انتظر غدآ وسترى ايها الحثاله ”
تشدقت بالكلمه الاخيره بصراخ اعلى .. اما هو فلم يكن ردة فعله سوى أن رفع حاجبيه بطريقه تعجب ساخره قائلآ
” سليطة اللسان .. وقحه .. عصبيه .. مغروره .. ليست جميله .. هذا للأن ما اعرفه عنك وببدو أن هناك المزيد بأنتظاري .. ”
سقطت يديها على جانبيها وعادت تتردد بأذنيها صدى كلماته ” غير جميله ” هذا المنحط الدنيئ يقول انها غير جميله انه يسخر من شكلها وينعتها بكلمات بذيئه مثله .. زمت شفتيها تضغط عليها بأسنانها حتى كادت تدميها ليرن صدى صفعه في الارجاء .. »» أبتلع ريقه بعدم تصديق وخده بات يؤلمه قليلآ .. وضع كفه على مكان الصفعه ليعاود النظر لوجهها المحتقن .. احتدت نظراته وقد اصبح خطيرآ جدآ ليهمس وهو يصر على اسنانه
” أقسم لو لم تكوني امرأه لعلمتك جيدآ كيف ترفعين يدكِ مجددآ .. ”
استدارت بجسدها عنه وما زالت المسافه بينهما قريبه قالت بجمود
” هذا لتتعلم كيف تتحدث مع اسيادك ”
لم يقل شيئآ بقي صامتآ ونظراته تزداد حده بينما تحركت هي من جديد تسير لغرفتها وعليه البقاء هنا حتى الـ 12:00 منتصف الليل ثم يعود لمنزله ويأتي من جديد الساعه الـ 7:00 صباحآ .. دخلت غرفتها وصفقت الباب خلفها بقوه وكأنها بذلك نخفف من غضبها قليلآ او تثبت للرجل الذي تركته خلفها كم هو اثار انزعاجها .. بقي مكانه لم يتحرك وهو يشتمها بسره .. جلس على الحائط بجانب الباب يمد ساقآ والاخرى يضمها اليه يضع كفه عليها ليستقر خده فوقها مغمض العينين .. كالنمر نائم ولكن اقل حركه قد توقظه لقد كان يومآ متعبآ بالنسبه له ولم يستمتع به اطلاقآ حتى أمين كان متواجدآ ولكن لم يجد فرصه ليتحدث معه وكم ازعجه هذا .. ارهف سمعه ليتناهى اليه صوت الماء يتساقط على الارض مما ادرك أنها الان تستحم .. تنهد بضجر رفع ساعده ينظر للساعه وجدها لا تزال 11:23 حك شعره وهذه المهمه لا يستسيغها اطلاقآ لو كان من يحميه رجلآ لكان افضل بكثير من هذه الشابه الوقحه التي لا تطاق .. نهض من مكانه فتح باب الغرفه من دون اذنها فهو يعلم أنها بالحمام وهو لن يستغرق وقتآ طويلآ بغرفتها .. يريد أن يفتشها جيدآ من كل شيئ لعله يجد ما قد يوصله لهذا المجرم الذي يهددهم .. قلب الغرفه رأسآ على عقب عسى يجد ولو شيئ صغير سقط من ذلك المجرم او اي شيئ لكنه للأسف لم يعثر على شيئ مما جعله يضرب جبهته بقوه يردد لنفسه
” احمق فرصتك فقط في ضهوره مجددآ ”
سمع من خلفه صوت همهمه استدار بسرعه ليرى دارين تحدق به والشرر يتطاير من عينيها .. الغبيه قد نست تمامآ أنها ترتدي منشفه تلف بها جسدها فحسب ولكن فكرة امساكه يعبث بغرفتها قد اطاحت بعقلها تمامآ .. كم شعرت داخلها بالسعاده لأنها ستملئ رأس والدها بالافكار السوداء وتطرده من هنا ضحكت بداخلها ضحكه شريره تثير الضحك وشياطينها تتراقص من حولها .. تضاهرت بالغضب قائله
” مالذي تفعله هنا أيها اللص ”
احمرت وجنتاه بعض الشيئ للمره الاولى يرى امرأه بهذا المضهر أبتلع ريقه وصوب نظراته بأتجاه اخر كي لا يرتبك وهو يجيبها بجمود
” انا لست لصآ يا سليطة اللسان ولكن لأشبع فضولك فقد كنت ابحث عن اي دليل قد تركه المجهول ورائه ”
اومأت برأسها ساخره منه كتفت يديها امام صدرها وهي تميل رأسها لليمين قليلآ تنهدت بأرتياح وهي تردد ببلاهه
” اتعتقد أنني سأصدقك وانك لم تكن تحاول سرقتي ”
اومأ برأسه وقد اثار ازعاجها بجوابه
” لا يهمني ان صدقتي او لا .. فأنتِ ورأيك سواء لا تهماني اطلاقآ ”
نجح في اغضابها هذه المره لتتقدم نحوه تحاول غرز اضافرها الطويله بوجهه الوسيم ولكنها لم تنجح فقد امسك بـ معصميها وادارهما للخلف والتصق جسدها به همس بالقرب من شفتيها وانفاسه الحاره تلفح وجهها الاسمر
” أنتِ شرسه وتحتاجين لأحد كي يروضك وسيسرني جدآ أن افعل هذا ”
تلوت بين ذراعيه تحاول الافلات وهي لا تدرك للأن انها ترتدي منشفه فحسب تستر جسدها عنه لأن سعادتها بأنها ستطرده قد تملكت كيانها .. افلتها بهدوء لتتراجع للخلف تدلك معصمها وقد اصابه الاحمرار قليلآ من جراء ضغطه عليه .. زمت شفتيها بكره وهي تتمتم بحقد
” سأجعل أبي يطردك قريبآ جدآ صدقني ”
سار ليخرج من الغرفه ولكن قبل ذلك استدار بنصف جسده ليقول بمكر وهو يمرر نظراته عليها بكل جرأه من رأسها لأخمص قدميها
” سيسرني أن اقول له أنك حاولتي معي لكنك لم تنجحي ”
لم تفهم شيئآ مما قاله ولكنها انتبهت لنظراته التي تحملق بتفاصيل جسدها بجرأه ووقاحه .. انزلت عينيها تنظر لما ترتديه فصدمت من نفسها صدرت شهقه عاليه من حنجرتها رفعت رأسها بسرعه تنظر اليه ووجهها قد اصبح طماطم حمراء .. لاح شبح أبتسامه على وجهه وخرج بعد ذلك وهو يغلق الباب ويقول بهدوء
” انتبهي مجددآ أنستي .. ليله هانئه ”
اغلق الباب خلفه وتوارى عن انظارها .. أبتلعت ريقها عدة مرات وهي تلعن نفسها مرات وكرات كيف لم تنتبه لكونها لا ترتدي غير هذه المنشفه اللعينه .. جلست على السرير بقوه وصدرها يعلو ويهبط وكأنها قد خرجت للتو من معركه طاحته رغم أن هذا صحيح تقريبآ فهو قد اثار اعصابها كثيرآ حتى أنها تشعر بأن اعصابها باتت معطوبه بسببه »»
*
*
صدح صوته بالقاعه قائلآ ببرود
” سيد مراد أن ابنتك تزعجني كثيرآ ولا تكف عن التذمر من تواجدي حولها بكل مكان ونحن لا زلنا باليوم الاول فحسب ”
ضحك الاخير بقوه يحاول تبرير تصرفات ابنته
” يا رجل كما تعلم انها شابه صغيره ولا تحب التصاق احد بها اعذرها كرم ستعتاد على وجودك صدقني .. لا يزال الامر ببدايته ولكنها عاجلآ ستعتاد عليك لأنها سترضخ للأمر الواقع .. أنت تفهم ما اعنيه هاه ”
اومأ برأسه وبعد محادثه ليست طويله جدآ خرج من القصر وعاد لمنزله .. منزل .. لقد تشائم حقآ من هذا اللفظ فلم يعد يطيق تواجده هناك .. لولا هيفاء لما عاد اليهم اطلاقآ ولكن شقيقته ويعلم انها ستغضب وتعود من منزل زوجها لو علمت برحيله .. عاد سيرآ على الاقدام لأنه متواضع ولم يفكر بشراء سياره او دراجه ناريه ليقضي الطريق بها ولكنه يكتفي بذاته وكما ولد متواضعآ سيموت متواضعآ فالغرور ليست من سماته ولا يريد ان يكون كذلك أنه يحب البساطه كثيرآ .. قطع مسافه طويله وافكاره تترواح بين الحفله والطبقات الراقيه وبين عائلته وعمله .. شتان ما بين الحياتين هاتان انهما كأختلاف السماء عن الارض .. اكمل سيره ليصل اخيرآ لمنزله .. بات يكره هذه الكلمه كثيرآ أنه منزل ليث بجداره تنهد ببرود ودخل للمنزل محني الرأس وقلبه بدأت دقاته تؤلمه كثيرآ فهو قد دخل للجحيم الان .. سار بأتجاه المطبخ يعد له شيئآ يأكله فهو معتاد على خدمة نفسه بنفسه ولكنه فور دخوله رأى زوجة اخيه قطب حاجبيه بشده حينما سمعها تقول
” مرحبآ بعودتك كرم .. كنت انتظرك ”
تجاهلها واتجه للبراد
” ماذا تريدين ”
لحقت به لتقف بجانبه تقول بلطف
” اود التحدث معك بموضوع مهم .. ”
عندما رأته يحمل بعض شرائح اللحم النيئه قطبت حاجبيها وهي تدرك أنه جائع قالت على الفور
” دع هذا من يدك عشائك جاهز كما تعلم .. انتظر دقائق وسيكون جاهزآ فقط سأسخنه لك ”
ابتعدت بسرعه وبدأت بالعمل تجهز له طعامه .. ازدادت تقطيبته من طلب منها ذلك اساسآ .. قال بفضاضه
” لا اريد شيئآ من يديك .. هيا قولي ما لديك واتركيني رجائآ ”
لم تهتم لتذمره اطلاقآ بل واصلت عملها ووضعت الطعام بفرن التسخين ليكون الذ واشهى .. استدارت اليه بعد ذلك لتقول بلطف اشد
” كرم ارجوك اجلس وستعرف ماذا اريد منك بعد أن تتناول طعامك كله لكي تركز معي ”
ضحكت بخفه مما جعلت قلبه يرفرف أنه لا يجد الاهتمام سوى منها انها امرأه صالحه تهتم بالجميع ورغم أنهم هنا لا يحبونه ولكنها عاملته كأخ لها وهذا فقط ما جعلته ينفذ طلبها ويجلس بهدوء بدل أن يتركها ويرحل .. انتهت من تسخين الطعام ووضعته بهدوء على الطاوله بطريقه انيقه تبعث على الشهيه ولم تفارق الابتسامه وجهها لم يستطع منع نفسه من القول بداخله أن اخيه محظوظ بها وكم يتمنى لو كان لديها اخت غير متزوجه تشبهها لكان خطبها من دون تردد .. أبتسم لأفكاره حسنآ قد يجد من هي افضل من ذلك .. ربما !! .. ولكن اهم شيئ أن لا تشبه تلك المتوحشه المدعوه دارين .. قال بدهشه
” لمن كل هذا الطعام .. انا لا اسنطيع اكله كله ”
اتسعت أبتسامتها وهي ترى زوجها يدخل المطبخ مما جعل كرم يعبس وكاد على وشك النهوض لولا هتاف ليث السريع
” لا لا .. لا تنهض ارجوك تناول طعامك .. ”
حاول التنفس بأنتظام وهو ينظر لشقيقه الاصغر الذي بات يكرهه جدآ بسبب والديه وكم شعر بالالم .. اخذ نفسآ عميقآ ليقول بلطف
” انا جائع هل تسمح لي بالاكل معك ؟ ”

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….

اخذ نفسآ عميقآ ليقول بلطف
” انا جائع هل تسمح لي بالاكل معك ؟ ”
لوى شفتيه بأنزعاج وهو يردد بفضاضه مزقت قلب ليث
” زوجتك من اعدته .. هل بأمكاني قول لا ؟ ”
رفع نظراته اليه يحدق به بتحدي بينما الاخر يبدو حزينآ .. تفاجأ منه حينما اومأ برأسه وصدح صوته بالارجاء يقول بهدوء
” نعم بأمكانك الرفض ولكني سأكون سعيدآ لو تناولنا الطعام سويآ .. اتعلم لم اتناول الطعام معهم لقد انتظرتك كثيرآ وانا اقول متى سيعود حتى أن معدتي بدأت تزقزق ”
ضحك رغمآ عنه على كلمات شقيقه مما جعل الاخر يفرح كثيرآ بهذا الامر وابتسم بسعاده غامره ليعاود القول بأصرار
” هل يمكنني الجلوس اذن ”
تجهم وجهه وهو يعلم جيدآ أن ليث يحاول التودد اليه وهذا شيئ اعتاد عليه دومآ ورغم عدم رغبته بأن يكونا بالقرب من بعض ولكنه لا يزال اخيه الاكبر مما قال قسرآ رغمآ عنه واحترامآ لفارق السن بينهما
” يمكنك ذلك ”
غمرت سعاده لا توصف قلبه البسيط ليجلس بهدوء ونظراته لا تكفان عن التحديق بأخيه الاصغر الذي تفرق عنه بسبب والديه قال بمرح
” هل نباشر بتناول الطعام ام ننظر اليه فقط ”
قال ببرود متجاهلآ محاولات الاخير بالتقرب اليه
” لو سمحت أنت تزعج رأسي هل تكف بعد اذنك عن الكلام فقد عدت للتو من صخب لأجد الصخب بمنزلي !! ”
علت علامات الدهشه ملامحه الجميله ليبتلع ريقه وهو يشعر بغصه في حلقه والم حاد بقلبه كل ما يحدث بسبب والديه قد سببا شرخآ كبيرآ بعلاقته بأخيه .. احيانآ يتسائل هل سيبقيان هكذا للأبد ام سيرأف الله بحاله ويجبر اُخوتًهما المكسوره .. ابتدأ كرم يتناول طعامه بصمت وفعل ليث مثله تمامآ ولكن بينهما كان قلبآ يشتعل بالنيران وهو يرى هذه المشاهد المزعجه ارادت أن تساعد زوجها قليلآ فقررت أن تجذب كرم للتحدث معهم قائله
” خدك محمر كرم هل حدث لك شيئ ”
لم يرفع عينيه عن الطعام ولكنه اكتفى بالقول ببرود
” لقد صفعتني فتاه ”
شهق الاثنان مما قاله ونظرا لبعض بريبه ليقول ليث بغرابه
” ولماذا صفعتك ؟ ”
توقف عن تناول طعامه مقطب الحاجبين وبدأت انفاسه تتسارع وكأن الغضب قد عاد ليستوطنه مجددآ .. لقد تجاوزت حدودها معه وكم تمنى لو كانت رجلآ ولكن ياللأسف .. اجابهم بملل
” لأنني قلت الحقيقه ”
لم يفهم ليث اي شيئ مما قاله ولكنه وجده موضوعآ جيدآ اولآ ليقربه منه وثانيآ ليعرف من تتجرأ على صفع اخيه يا ترى وهذا امر يدعو للمتعه .. قال بتسائل
” لأنك قلت الحقيقه !! .. لم افهم شيئآ اطلاقآ ”
أبتسم بهدوء وهو يعلم جيدآ أن اخيه وزوجته لم يستوعبوا بعد ما يقوله ربما معهم حق فهو بحياته كلها لم يحدث معه هذا .. لقد تفاجئ من صفعتها انذاك وود لو يخنقها ويرسلها للجحيم لكن ياللأسف مهمته تستدعي حمايتها لا قتلها ..
” لقد قلت عنها سليطة اللسان وقبيحه ووقحه وبضع كلمات اخرى ففعلت ذلك وقالت أن هذا كي اعرف كيف اتحدث مجددآ ”
ضحك ليث بقوه من دون قصد فالامر كان يدعو لذلك حقآ ولكنه لم يعلم بأن هذا قد اشعل فتيل نيران بقلب كرم ولم يدرك المسكين نظرات الحقد التي يصوبها نحوه .. نهض بقوه ليسقط المقعد ارضآ مصدرآ ضجيجآ عاليآ ليهتف بغضب شديد
” الامر لا يدعو للضحك أيها المبجل .. صدقآ لا اعلم كيف صدقت لوهله انك صادق في التقرب مني .. اعترف أنني كنت احمقآ .. اهنئك أنت بارع في التمثيل بارع جدآ ”
بعد أن القي كلماته هذه خرج من المطبخ بخطوات غاضبه ينهب الارض وهو يلعن بسره كيف استطاع هذا الاحمق خداعه هكذا بكل سهوله .. بينما ليث بقي فاغرآ فمه بصدمه لم يصدق أنه ارتكب حماقه كهذه .. لقد اعترف للتو كرم أنه كان يصدق محاولاته ولكنه دمر كل شيئ بضحكته اللعينه هذه .. ربتت زوجته على يده تحاول تخفيف القليل من الالم الذي يعتصره الان ولكن هل هذا ممكن هل نستطيع أن نتناسى الم اقرب الناس واحبهم لقلوبنا .. كلا ربما هذا هو المستحيل بحد ذاته

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….

عندما تحصل على الشيئ كثيرآ قد تشعر فيما بعد بالملل منه ربما لأنه اصبح شيئآ قديما لا قيمة له بنظرك وتحتاج لشيئ جديد وهذا موجود حتى بالحب قد تشعر بأن ما لديك لم يعد له قيمه وتريد أن تستكشف شيئآ جديدآ يجعل فضولك يعمل وحواسك كلها متأهبه هذا الصنف طغى على الجميع حتى لم يبقى سوى ثله نادره جدآ تعرف شيئآ اسمه الوفاء وال لشيئ واحد لديك اعطاك كل شيئ وينتظر منك أن لا تنبذه لاحقآ
لم يكن بهذا العالم كان ملكآ لأفكاره التي سيطرت عليه ولا يجول بعقله سوى الافكار السلبيه ماذا لو رفض ذلك الرجل أن يتزوج سارا والادهى من ذلك لو انها حامل هكذا ستتسبب بفضيحه ليس لها رادع وسيمرغ اسم اوزان بالارض وايظآ من جهه اخرى وليد الذي ربما يخون سيده لما يحصل كل هذا معهم .. كان غافلآ عن نداء زوجته المتكرر له .. ادارت وجهه بقوه اليها وهي تقول بصوت عالي
” كـريـم ”
انتفض جسده وقد انتبه لها الان فقط قال بتساؤل
” ماذا هناك سمر ”
قطبت حاجبيها والشك قد بدأ يدور بطرقات عقلها قالت بسذاجه
” بماذا كنت تفكر حتى تنشغل عني هكذا .. منذ أن عدت وانت شارد ما الامر ؟ ”
حك خده يتسائل لما سمر تصر أن تعرف كل كبيره وصغيره هكذا اليس لديه شيئ يخصه وحده .. حتى لو كانت حبيبته وزوجته فلا يحق لها أن تسئل مرارآ وكأنه طفل صغير .. انزعج حقآ من هذا الامر لكنه تغاضى عنه قائلآ بلطف
” كنت افكر بالعمل نحن نواجه بعض المشاكل وعلينا حلها ”
اومأت برأسها ولكن كلامه لم يستوعبه عقلها وظل شيطان ماكر يوسوس لها ” انه كاذب لا تصدقيه اسأليه بأي امرأه كان يفكر أنه يخدعك ” أبتلعت ريقها من هذه الافكار ولكنها طرحت سؤالها الغبي
” وما هذه المشاكل من يدري قد استطيع المساعده ”
كانت تكذب فحسب فهي تود معرفة بمن يفكر ولا ترغب بالمساعده .. تنهد بضجر وهو يقول بصدق
” انها تتعلق بأبنة السيد سعود وامر اخر لا استطيع الافصاح عنه ”
شهقت بقوه وهي تعرف ابنة سعود وتعرف كم هي جميله ومنحطه ايظآ الافكار السوداء سيطرت عليها وقد اعتقدت انها حاولت اغراء كريم وهو قد لبى رغباتها .. تجمعت الدموع بعينيها لتقول بحشرجه
” أتخونني كريم .. اتخونني مع تلك الحقيره ”
تصاعدت وتيرة انفاسه وهو يأخذ نفسآ قويآ وكم ازداد المه عندما اتهمته بالخيانه فهي رغم كل شيئ لا تزال تحب ذلك المدعو طاهر ربما .. ولذلك هي لا تثق به اطلاقآ .. مجرد ان قال انه يفكر بحل لمشاكل ابنة رئيسه اتهمته بالخيانه .. شعر بأنزعاج شديد مما جعله يهتف بغضب
” لستُ انا من يخون يا سيده هل تفهمين !! .. لقد تربيت جيدآ وانا اعرف الصواب من الخطأ واعرف ما هو دنيئ وما يرفع من اخلاقي اهذا واضح .. ”
انسابت دموعها بغزاره وكفها تستوطن فمها تمنع شهقاتها من الخروج لكنه لم يتأثر فاتهامها له لا يغتفر .. احيانآ لا يصدق أنها اعتادت عليه لتعود من جديد تفتعل مشكله اخرى وكأنها تود قضاء حياتها معه بهذه الطريفه .. حاولت التكلم لكنه اوقفها بحركه من يده وصوته يرن بأذنيها قائلآ
” الى متى سمر نخرج من دوامه لندخل بأخرى .. الا تكفين عن الحماقه اطلاقآ منذ اول يوم لنا وانتِ تجعلينني اكره نفسي بكل لحظه .. ارجوكِ كفي عن هذا متى ستكونين واعيه أنت بمنتصف العشرين والا يزال عقلك كالاطفال بحق الله اعقلي .. اعقلي ”
تجاهلها بعد كلماته القاسيه هذه ونأى عنها لينام معطيآ اياها ضهره وسط شهقاتها التي لم يرحمها ويخفف عنها ولو بكلمه .. شعرت بقلبها يتمزق لما هي دومآ لا تثق به لما دومآ تستمتع لأفكارها السوداء ولا تصدقه اطلاقآ .. ليس هو من يكذب أنه رجل جيد جدآ ولكنها تدمر حياتها بنفسها .. قالت بخفوت ممزوج بشهقات متتابعه
” أنا أسفه لم أكن اعني ”
لم تجد جوابآ اعتقدت انه لم يسمعها فعاودت القول
” كريم صدقني لم اكن اعني فقط .. فقط شعرت بالغيره ”
كانت تعلم أنها بكلمة الغيره ستجعله يقفز من مكانه يضمها لصدره ولكن ما فاجأها أنه لم يبالي بكلماتها اطلاقآ حتى شكت بأنه قد غط بنوم عميق .. عادت تقول بألم ممزوج بالرعب
” كريم هل نمت ؟ ”
كسر قلبها عندما زفر بقوه وهو يقول بأنزعاج
” لو سمحتِ اريد التوم هل تصمتين رجائآ ”
فلتت شهقه الم من حنجرتها مزقت قلبه ولكنه اراد تعليمها درسآ بأنه ليس بكل مره متاح لها تشك به وتهين رجولته ثم بكلمه منها يهرع لها كالاحمق .. مهما كان مقدار حبه اللامتناهي لها فهو لديه طاقه محدوده أن نفذت فسيكون رجلآ اخر ليس في صالحها معرفته .. احتضنته بقوه من الخلف تمرغ وجهها بضهره ودموعها لامست جلده وهي تتوسله بألم
” صدقني لن اعيدها مجددآ سامحني ارجوك .. هذه المره فقط ”
رغم رعشات بسيطه فلتت منه ولم يسنطع السيطره عليها لقربها منه ولكنه تمالك تفسه عن التصرف بحماقه والهلع لحضنها يتوسل حبها .. قال بجمود
” سمر لدي عمل غدآ لو سمحتِ ابتعدي سنتكلم لاحقآ ”
صمت ولم تقل حرف بعد ذلك ولكنها تمسكت به ولم تتركه بل بقيت تحتضنه تنشد دفئه ورغم جفائه هذه المره فقد ادركت كم كان قاسيه عليه عندما كانت ترفضه فها هي وللمره الاولى معه يجافيها وتنهار هكذا فكيف به وهي ترفضه من الليله الاولى لها معه .. شعر بألم حاد بقلبه وكأن سكاكين تغرز فيه وهو يقاوم رغبه شديده بأخذها بين ذراعيه ولكن هيهات وقد سيطر عليه الكبرياء يمنعه من اي حركه تطيح به وتجعله مداسآ للأقدام .. في لحظات كاد ينهار ويضعف امامها ويجرها له يقبلها ويرتوي ولو قليلآ منها ولكنه لم يستطع .. اراده اقوى منه سيطرت عليه ولم تترك له مجالآ لينقاد خلف قلبه هذه المره عقله هو من تحكم بالموقف
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….

خساره كبيره قد نتعرض لها بحياتنا فقد مشاعره بسبب حادثتين الاولى جعلته يتوعد بالانتقام بعد أن امتلئ قلبه بالحقد والاخرى جعلت مشاعره تموت لقد سمع اخبارآ مزعجه قبل يومين ولكن لا زال يتسائل ان كانت مشاعره قد ماتت فلما لا يزال يراقب من بعيد كلما سنحت له الفرصه .. الا يزال هذا القلب يخفق بداخله ام انه مات حقآ .. بالاونه الاخيره بات يشعر بشيئ مختلف وبعد أن سمع ذلك الخبر انزعج كثيرآ ولكنه سيمد يد العون بالخفاء اكرامآ لتلك اللحظات الجميله .. واقفآ بكل شموخ يستمع لأوامر سيده وهو يومئ رأسه بأنصباع .. قال بعد أن انتهى من اوامره
” سيدي هل تعتقد أن هذا جيد ؟ ”
رفع حاجبيه بغرابه يجيبه بهدوء
” لما لا .. الا تظن ان هذا سيصب بصالحنا ”
وضع يده على ذقنه مفكرآ ليقول بعد فتره
” قد يكون لصالحنا ولكن لا يجب أن نقول له أن غريمه مراد فهذا سيصعب علينا اللعب به انت تفهم ما اقصد سيدي ”
رأى ابتسامه ترتسم على ثغره حسنآ لما لا هو يوضح بالقلم العريض انه يريد اللعب بمراد على هواه ومعه حق في ذلك فهو قد قتل والدته امامه بكل بشاعه ولن ينسى أن يكسر له ساقه التي امتدت على جسدها .. سمعه يقول
” عمر لا تكن احمقآ هل اصابك مس اليوم .. تبدو غبيآ جدآ ماذا يدور بذهنك ”
علت وجهه الدهشه قائلآ بعدم تصديق
” غبي !! انا بخير سيدي لا يوجد شيئ ”
كلماته لم تكن لـتخدع رجلآ ماكرآ مثل يوسف
” سـانـدرا ”
شحب وجهه تمامآ لدى سماعه لهذا الاسم قلبه خفق لا اراديآ بكل قوته وضرباته بكل لحظه تزداد اكثر فأكثر حتى شك أنه سيقفز من صدره .. جف حلقه لم يستطيع التكلم وكأن صوته قد اختفى او ربما لم تطاوعه الكلمات .. احنى رأسه وهو يشعر بغصه الم .. من الماضي المر الذي عاشه .. أستطاع أن يقول اخيرآ بصعوبه
” ما الذي جاء بذكرها الان ”
اكمل يوسف بلامبالاه
” لا داعي للصدمه عمر .. أنت كنت مخطئ كثيرآ تسمح لها بالعمل مع عدوك وانت تعرف جيدآ أنه رجل فاسق .. عليك تصليح الامر عزيزي .. عد لها فهي فتاه جيده ”
شعر بالاهانه من كلمات سيده وتنقيص لذاته وكأنه رجل بلا اراده وكأنه لا كبرياء لديه ليعود للفتاه التي تخلت عنه لم يصدق نفسه حينما قال بغضب وكانت هذه اول مره يرفع صوته بوجه سيده
” انا لست عديم الكرامه لأعود لها بعد أن نبذتني ”
لم ينزعج منه لأنه يعلم أن قلبه محطم اجابه برويه
” لن تعود لها عمر ولكنك تستطيع مد يد العون لها بعد أن تركت العمل هناك تستطيع أن تأمن لها عملآ معنا وكما تعلم أن باري يريد سكرتيره جديده فهي ستكون ممتازه وكذلك ستكون امام ناظريك ”
شعر بقلبه يقفز من هذه الكلمات تسائل كثيرآ لما قلبه الخائن لا يزال يريد قربها لما لا يزال يشعر بالسعاذه من ذكر اسمها هل يا ترى لا يزال يحبها ؟؟ هذا سؤال طرحه على نفسه ولكن كبريائه لم يسمح له بالاجابه .. وكما قال المثل ذكرت القط فجاء ينط فالسكرتيره قد اعلمت يوسف أن باري يود رؤيته .. دلف الى المكتب بهيئته الجميله والتي تميل للشباب اكثر منها لرجل بعمر الاربعين .. الابتسامه تشق وجهه قال عمر على الفور بمكر
” يبدو أن العزيز باري قد قضى ليله ممتعه امس ”
غمز لسيده بينما اكتفى يوسف بأبتسامه هادئه تنبع من قلبه هو يجد روحه الضائعه بينهم انهم ملاذه فعلآ .. احمر وجه باري قليلآ وقال بفضاضه
” الا تخجل عمر ما هذه الترهات .. انا دومآ مبتهج ”
لم يسيطر على صدمته التي غطت وجهه وحاجبيه قد ارتفعا رغمآ عنه ليقول وهو يفغر فاه بدهشه وسبابته تشير اليه
” أنت !! .. أنت دومآ مبتهج ؟؟ ”
اومأ برأسه بينما انطلقت ضحكه من فم يوسف تعبر عن استمتاعه بالموقف وايظآ قال بخبث
” أنه محق عمر .. هو دومآ مبتهج عندما يقضي ليال جميله بأحضان زوجته ”
هز رأسه مرات ووجهه ضاحك على كلمات سيده بينما باري المسكين شعر بالخجل حقآ فلم يكن ينقصه سوى يوسف كي يدخل بالحديث ايظآ وهذه المره الاولى فهو دومآ لا يحبذ هكذا احاديث ولكن اليوم يبدو مختلفآ .. شعر بوخز بقلبه وهو حائر بين أن يخبره بما رأه من وليد الحقير وانه يخون زوجته ام يبقى صامتآ يحافظ على جو الالفه بينهم الان .. استرعى انتباهه صوت يوسف وهو يقول بجديه
” اذن عمر ما رأيك ؟ ”
تسائل بنفسه عما يتحدث السيد وعمر وما هذا الموضوع الذي يتناقشان به .. سمع عمر يقول بهدوء
” كما تشاء سيدي ساطلب منها أن تعمل معنا ”
لم يتمالك نفسه قال بفضول قاتل
” عن ماذا تتكلمان .. من ستعمل معنا ؟ ”
استدار اليه عمر يواجهه ببرود غريب لم يعهده به قائلآ بانزعاج
” فتاه تدعى ساندرا ستعمل سكرتيره لك ”
اكمل يوسف عنه
” انها حبيبة عمر ”
شهق باري بقوه وسط دهشة عمر العنيفه أبتلع ريقه قائلآ
” حبيبة عمر !! هل انت جاد سيدي ”
لم يجبه بل اكتفى بأيمائه خفيفه جعلت بازي ينفجر بضحكه قويه استفزت عمر وجعلت شياطين غضبه تسيطر عليه رغم محاولته بأمساك اعصابه المتلفه .. قال بحده
” الامر ليس مضحآ كان ماضي لعين وقد تخلصت منه ”
نظر لسيده وقال بهدوء ينافي ما يختلج بصدره من غضب
” اعذرني سيدي يجب ان انصرف ”
أيمائه بسيطه منه ليغادر بهدوء بينما باري يحاول السيطره على ضحكاته المنفلته رغمآ عنه
” لقد ازعجته باري كان تصرفآ غبيآ منك .. أنه يعاني الم فقدانها المسكين لقد رفضته قبل سنوات ”
تمالك نفسه عن الضحك وقال بجديه
” لم اقصد اغضابه سيدي لكنني لم اتخيل الامر فحسب ”
تنهد بضجر ليقول بملل
” لديك شيئ لتقوله اليس كذلك ”
لاحظ أن نبرة سيده لم تكن متسائله بل كانت تخبره بواقع يلتمسه بسهوله فما كان الا ان هز رأسه يقول بأرتباك
” قد لا يعجبك ما لدي سيدي ”
حرك يديه بالهواء بلامبالاه قائلآ
” كف عن ثرثرتك الزائده .. ما الامر ؟ ”
استجمع شجاعته ولعق شفتيه التي تيبست من الارتباك ليقول اخيرآ
” في الواقع سيدي .. وليد يخون زوجته لقد رأيته يقبل احد الموضفات هنا ”
رأى شراره غريبه تلتمع بحدقتيه وكأن شيطان الغضب قد وجد طريقه اليه ليقول بصرامه
” هذا الوغد يستعجل موته ”
صدح صوته مجددآ يقول
” السيد اوزان قد رفض وليد أن يكون شريكآ له بالصفقه ولم يفصح عن السبب ”
استرعت انتباهه هذه الكلمات لم يتوقع حركه كهذه منه ولم يجد جوابآ لتساؤله لما سعود يرفض العمل مع وليد رغم انه ممول ممتاز مع تلك الاموال التي سرقها منه .. كان سيصب هذا بصالحه فهو عندما يلقن وليد درسآ سيكون هو شريك سعود بالمشروع لأن الاموال له وهكذا سيدمر ذلك الحقير ولكن للأسف لقد فشل الامر وقد انقلبت الموازيين بحركة سعود هذه .. لم يقل شيئآ اكتفى بأن صرف باري بحركه من يده وقد مل من كل ما يجري .. اخذ نفسآ قويآ وفجأه احتلت مخيلته صورة والدته وسارا بنفس الوقت وعقله لا يكاد ينفك عن هذا التشابه الغريب .. لو لم يكن يعلم أنه الوحيد لعائلته لكان اقسم أن سارا شقيقته وهي أبنة شجن ولكن والداه لم ينجبا سوى طفل واحد والذي لم يكن سواه هو .. في الطرف الاخر يسير بسرعه وقدماه تنهبان الارض هل عاد الماضي من جديد وعادت ساندرا لتحتل عقله وقلبه الم يكفيه اربع سنوات من الحرمان والمعاناه لما لا يزال يتذكرها لما لا يزال قلبه يخفق لها الا يعلم هذا الخائن الذي يجثم بصدره انها قد رفضت حبه اذا لما ليس لديه كبرياء ليتوقف عن حبها .. قبل اربع سنوات تخلت عنه وفي نفس اليوم انقذ سارا من ذلك الرجل .. تنفس الصعداء وهو يخطو خارج ارض الشركه لينطلق بسيارة الـ لكزز يزور تلك الغبيه ويخبرها بشأن العمل لديهم .. وصل بسرعه لمنزلها القابع بمنطقه فقيره يبدو حي تعيس لا اثر للحياه فيه .. هبط من سيارته ليتوجه لمنزلها الذي يحفظ مكانه منذ اربع سنوات .. توقف امام الباب بضع دقائق وقد تصلب جسده لا يمكنه التخيل أنه سيراها الان رغم أنه يضع شخصآ يراقبها لكنه لم يراها منذ ذلك الوقت .. استجمع شجاعته ليطرق الباب بخفه وبعد عدة دقائق انفرج الباب لتضهر امامه معشوقته .. خفق قلبه بقوه حتى شك بأنه سينتزع من صدره .. صدمت من رؤيته لم تكن تتوقع ذلك ابدآ همست بصوت مختنق
” عـ عمر !! ”
عندما سمع اسمه على شفتبها استعاد رباطة جأشه .. نفس هذا الصوت نبذه ذات مره قائلآ ” اخرج من حياتي لقد مللت منك حقآ ” خرج صوته باردآ كالصقيع
” اود التحدث معك ساندرا ”
رمشت بعينيها عدة مرات وقد استوطن الحزن قلبها .. لم يكلف نفسه القاء التحيه او السؤال عن حالها حتى .. شعرت بالخيبه الشديده ولكن ما عساها تفعل .. اليست هي من طردته من حياتها تحت مسمى كبرياء .. لم تستطع التفوه بحرف اكتفت بأيمائه بسيطه من رأسها لتفسح له المجال للدخول وكم شعرت بالخجل من حلته الراقيه بينما منزلها وهي لا قيمه لهم اشياء دون المستوى المطلوب لرجل يبدو بهيئته الارستقراطيه .. دلته على غرفة الجلوس مع انه لم يكن هناك داع لذلك فهو يحفظ كل جزء بهذا المنزل .. جلس على الارض لأنهم ببساطه لا يملكون ارائك للجلوس عليها .. شعرت بالخزي من ذلك وهي تراه يجلس ارضآ هذا لا يناسب رجلآ مثله .. خرج صوتها مرتبكآ متحشرجآ
” ما .. مـاذا تريد أن تشرب ”
هز يديه لحركه عشوائيه قائلآ
” لم اتي لأشرب شيئآ .. اتيت لنتحدث بخصوص امر مهم اجلسي لو سمحتِ ”
انصاعت له كطفله تنتظر العقاب وقلبها يخفق بعنف همست لنفسها بخفوت
” لقد تغير كثيرآ .. كل شيئ فبه مختلف ”
تفاجأت من كلامه الذي صدمها
” لا داعي للارتباك فأنا لم اتي لأعرض عليكِ الزواج .. انا هنا بخصوص العمل ”
ارتعش جسدها بقوه وسط نظراته الثاقبه وكم رفرف قلبها حينما قال زواج .. زواج .. ولكن هذا هو المستحيل فهو لن يطلب يدها وقد قال ذلك بصريح العباره .. همست بحشرجه
” عن اي عمل تتحدث !! ”
اخذ نفسآ عميقآ ليزفره بعد ذلك بحده وهو يمد ساقآ والاخرى يضمها له يسند ذراعه عليها كان يبدو وكأنه صاحب المنزل .. اجابها بلامبالاه
” نحن نحتاج لسكرتيره وبما انكِ لا تملكين عملآ قلت اطلب ذلك منكِ ما رأيك ”
اجابته بدون تفكير
” بالطبع انا موافقه عمر ”
عندما رأى لهفتها للعمل شعر براحه تكتسح كيانه وكأنه قام بعمل عظيم بطلبه هذا .. شعرت بالخجل من نفسها لتقول بأرتباك
” كيف حالك عمر ”
اجابها بتحفظ وكم ود لو تتوقف عن لفظ اسمه فهذا يشعره بأشياء غريبه
” بخير جدآ .. وانتِ ؟ ”
نظرت اليه من بين اهدابها تجيبه بخجل ممزوج بالارتباك
” لا بأس ربما بخير لا اعلم ”
صمت مطبق خيم على المكان ولم يكن يبدو أنه سيغادر قريبآ .. نبضاتها تسارعت وابتسمت لا اراديآ وكم تشعر بالسعاده لأنه اختارها لتحل هذه الوظيفه لكنها لم تلبث أن تعبس من جديد وتقطب حاجبيها لتقول بصدمه
” كيف علمت أنني بحاجه للعمل ؟ ”
حدق بها بقوه يطبع صورتها بمخيلته لقد خسرت الكثير من الوزن .. لم تكن هكذا قبل اربع سنوات .. ارجئ الامر الى عملها مع مراد وانه يحملها فوق طاقتها مما جعل النيران تشتعل بداخله لتزيد فتيل انتقامه تأججآ وقد اصبح لديه سببان للأنتقام .. اجابها ببرود
” هذا ليس سؤالآ ساندرا .. انا لا يخفى اي شيئ عني ”
ارتبكت من ذلك لتقول بأمل صغير اضاء داخلها
” هل كنت تراقبني !! ”
نهض من مكانه وصوت ضحكاته الساخره يجلجل بالمكان وكم شعرت بالالم من تصرفه هذا ليزيد المها اكثر عندما قال
” انتِ لا تدخلين ضمن اهتماماتي عزيزتي ساندرا ”
الى هذا الحد انفطر قلبها وكم تمنت لو لم تطرح سؤالها لما كانت سمعت هذا الجواب حينها .. غادر المنزل في حين هي تتبعه .. كان على وشك ركوب السياره وفي اللحظه ذاتها كانت تستجمع شجاعتها لتقول بلطف
” عمر شكرآ لكل شيئ قدمته لي ”
نظر اليها يحدق بتلك العيون التي جذبته في يوم ما ليقول ببرود لم يعتد عليه معها
” لا داعي لذلك هذا لرد الدين من اجل تلك اللحظات السعيده التي قدمتها لي .. ومن الان لا شيئ يربطنا ولا اي منا يدين للأخر بشيئ ”
ركب سيارته وانطلق بها غير ابه بالفتاه التي تركها خلفه مكسورة الفؤاد .. انسابت دموعها تغطي وجهها الشاحب رغم الاربع سنوات من الانفصال لكن حتى هذه اللحظه لم تشعر سوى الان بأن الالم الذي يمزق صدرها قاتل وقد يفتك بروحها البريئه

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع

حل المساء والسواد قد خيم على ما حوله عدا عن ضوء القمر .. اضوية القصر كلها مطفأه لقد قضى امسيه لعينه كئيبه لم يشعر فيها ولو بجزء من المتعه .. السيده مناير ممله حقآ ومنذ بداية الامسيه لم تفتأ عن ذكر سارا وكأنها أتت لتقنعه أن يتزوج من تلك المزعجه .. عاد خيالها يسيطر عليه ونبضاته تدق بطريقه لم يعهدها .. ما سر شبه سارا بأمه شجن لقد بات يشعر انها تمت له بصله يشعر أن سارا جزء من ماضيه ايظآ وعليه أن يكتشفه .. دخل عمر بهدوء قائلآ
” سيدي خذ ”
مد له حبة دواء فتناولها منه وابتلعها يخفف المه قال بأنزعاج
” تلك السيده اوجعت رأسي حقآ اشعر انه سينفجر بأي لحظه .. يالها من ثرثاره ”
ضحك بخفه ليقول مازحآ
” أنت السبب سيدي كنت تجاملها طوال الوقت وتقول لها أن كلامها ممتع .. يبدو أنك بدأت تتغير ”
رفع حاجبيه دلالة استنكاره ما يسمع ليلتفت بحده قائلآ بهدوء غريب
” بحق الله عن اي تغيير تتحدث ”
احنى رأسه ولا يعلم من اين اتته الشجاعه ليقول
” منذ عرفت سارا واشياء كثيره تغيرت بك ”
اومأ برأسه بأنزعاج ليقول بحده
” احقآ !! .. اخبرني اذن مالذي تغير بي ”
رفع رأسه لينظر اليه بتحدي وهو يعلم أن سيده لن يستطيع الانكار
” اولآ فقدانك لشهيتك .. عدم اهتمامك بالعمل كالسابق .. اصبحت تنزعج بعض الشيئ وهذا ليس من طبيعتك .. مجاملتك للسيده مناير .. والاهم من كل ذلك تخليك عن اصدقائك .. لو ربطنا الامور ببعضها فهذا حدث منذ دخول سارا لحياتك وهاا نسيت اهم شيئ تخليك عن مبادئك وتتبادل القبل معها وقد رميت كل العادات والتقاليد التي علمك اياها طوني وراء ضهرك .. سيدي كن صادقآ مع نفسك انت معجب بالانسه اوزان أبنة سعود اليس كذلك ”
اخذ نفسآ عميقآ وقد اتسعت عينيه للمره الاولى يشعر بخفقات قلبه خلف اضلعه .. للمره الاولى يشعر بشيئ يتحرك بداخله ولكنه لم يعطي بالآ لما يجوش بصدره وقال بسخريه
” ياللروعه يبدو أن ساندرا قد اضرت بعقلك .. ”
دهش الاخر ليقول بأرتباك
” وما شأن ساندرا بالموضوع سيدي !! ”
رفع حاجبيه بسخريه ليقول بتهكم وهو يغمز بعينيه
” اليست الفتاه قد اطاحت بعقلك قبل قلبك .. عزيزي اذهب واخطبها مجددآ لأنك تبدو بحال مزر ”
ادار رأسه بعيدآ وحاول التهرب عن طريق القول
” اعتقد اته حان وقت نومك سيدي .. استميحك عذرآ يتوجب ان انصرف ”
خرج بسرعه يهرب كالجبان فهو لا يريد أن يقع ضحية لسان سيده كما حدث مع باري الضهيره .. ضحك بمرح على حال عمر ليهمس بخفوت
” ميخائيل شكرآ لك لأنك منحتني عمر .. لا اعلم لولاه ما كنت سأفعل ”
وضع يده على قلبه يستشعر حب اولئك الذين رحلوا وما يزالون يتربعون عرش قلبه .. امه .. ابيه .. عائلة رويس .. ميخائيل .. هؤلاء جميعآ سينتقم لهم .. قريبآ جدآ .. للمره الاولى يعترف ان له قلبآ يشعر به
*
*
*
الخوف احيانآ يكون من اسوء المشاعر التي تنتاب الانسان أنها تجعله منهارآ لا يعرف ما يفعل .. تذهب بعقله وجميع افكاره للجحيم .. والاسوء تجعل الوقت يمر بطيئآ وكل ما تخشاه يحدث فعلآ وكأنه يقول لك ” سأوصلك لحافة الجنون وبعدها ارحل ” أنه فعلآ كالجحيم فتأكد من أن لا تخشى شيئآ فالامر لا يصب بمصلحتك .. تجلس على سريرها تحتضن جسدها بذراعيها ولا تكف عن الارتجاف كأن مسآ كهربائيآ اصابها .. لقد قرر والدها أن يزوجها واتفق مسبقآ مع عمها لكي يزوجها لأبنه الذي يستقر بألمانيا وقد تم كل شيئ منذ ايام وهي لا تعلم بالامر وقريبآ جدآ سيتقدمون لها رسميآ لطلب يدها للمدعو مهند .. غطت دموعها وجهها الملائكي وهي لا تكف عن النحيب كل هذا بسبب يوسف لولا أنه قبلها لما حدث كل ذلك .. عليها أن تصلح الامر قبل أن تخسر حياتها وتتزوج من رجل لا تريده .. التقطت هاتفها واتصلت برقمه .. انه يوسف نعم عليه أن يصلح ما تسبب به .. اتاها صوته الناعس
” نعم من معي ”
لان قلبها قليلآ
” هذه انا سارا .. هل ايقضتك !! ”
رفع جسده مستندآ على ذراعه الايسر
” ماذا هناك سارا الوقت متأخر هل تريدين شيئآ .. لما صوتكِ مختنق أأنتِ بخير ؟ ”
شهقت بالم
” يوسف أنه أبي ارجوك ساعدني أنه يريد أن يزوجني .. ارجوك امنع الامر ارجوك يوسف ”
تخلل اذنيه صوت نحيبها عن طريق الهاتف قطب حاجبيه
” سنتحدث غدآ سارا واعدك أنني سأحل مشكلتك هذه ”
اومأت برأسها وكأنه يراها لتقول بلهفه
” حسنآ أنا انتظرك لتنقذني .. اعذرني لأنني ازعجت راحتك عد للنوم ارجوك .. وداعآ ”
اغلقت الهاتف وهي تحتضنه الى صدرها وكأنها تضم يوسف ولا تعلم سبب تصرفها الغبي هذا ولكنه بدأ يخيفها وكأنها بدأت تتعلق به اكثر من المعتاد وهذا شيئ مرعب .. استلقت على سريرها وابتسامه بلهاء تشق وجهها وقد عاودت الذكريات تغزو افكارها عندما رأت حضور يوسف الطاغي على الجميع في الحفله وجميع العيون اتجهت اليه وكم شعرت بشيئ مؤلم انذاك بالاخص من عيون النساء تلك شعرت حينها أنها تود قتلهن ولا تعلم سبب ذلك .. أغمضت عينيها تحاول النوم فغدآ سيكون يومآ عصيبآ ربما فـ يوسف قد وعدها بأن الامر سينتهي وهو لن يخلف وعده أنها تثق به بشده .. بعد دقائق غطت بنوم عميق اخذها الى عالم اخر .. عالم مليئ بالزهور الورديه لا يوجد فيه مستحيل ولا مكان للحزن به أنه مخصص فقط للسعاده .. السعاده فحسب »»

في الطرف الاخر يوسف لم يستطع النوم وافكاره تتراوح هنا وهناك تبادرت لذهنه كلمات عبد الله ” هي لم تقتل عائلتك ليس لها ذنب انها بريئه ” هذه الكلمات لم تكف عن العبث بعقله .. امامه الان خياران لا ثالث لهما اما أن يدع سارا وشأنها ويتركها لتتزوج واما أن يستمر بأنتقامه ويدمرها هي ووالدها تمامآ .. طريقان افضلهم اعسرهم ولكنه قد اتخذ قراره وانتهى الامر … »» نظر لساعته أنها الان 1:23 انه وقت اللعب على اعصاب الاعداء ..

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””

(( نهاية الفصل الخامس عشر )) ..




106047 مشاهدة