الـفـصـل الـسـادس عـشـر لـ روايـة (( عـــــذراء الــــــشيطان )) ..
قد تكون سعيدآ برؤية عدوك مدمرآ لكن ماذا لو انقلب عليك الدور وعشت في الجحيم .. ماذا لو مقابل انتقامك خسرت جزء مهم منك .. الفقدان قد تعتاد عليه يومآ لكن هل جربت أن تفقد شيئآ منك .. شخص استأصل ذاتك لتكونا كالذات الواحده .. بلا اراده ولكن الحب قد يقلب الموازيين .. »»
اليوم انقلاب ذاتي خطوات قام بـ تنفيذها خلال الشهرين المنصرمين .. اليوم سيعود ماثيو ولا بد من الترحيب به بطريقه رائعه .. أبتسم بهدوء وهو يوقع على بعض الملفات ليسمع صوت عمر يهتف
” سيدي اليوم سيعود ماثيو هل اذهب انا لأستقباله ؟ ”
وضع قلمه بهدوء فوق الملفات ليرفع رأسه ينظر اليه بتفكر ليقول بعدها
” كلا .. انا سأذهب ”
تفاجأ الاخير من هذا الموقف ليعترض قائلآ
” ولكن سيدي .. ”
قاطعه بحركه من يده قائلآ بلطف
” عزيزي عمر أنت لديك مهمه اخرى ستنفذها ”
صغر عينيه بغرابه .. مهمه !! لم يسبق وان قال له شيئآ بخصوص هكذا امر قال بهدوء
” ما هي المهمه سيدي .. أنت لم تخبرني مسبقآ بذلك ”
اومأ برأسه لينهض من مكانه ويتجه نحو عمر .. تحرك ليقف خلفه وهو يضع كلتا يديه على اكتافه هامسآ بأذنه
” كما تعلم مضى سنوات لم نرى ماثيو ولا بد من استقباله بطريقه لائقه وانا قد خططت لأمر رائع سيجلب الفرح للجميع ”
اومأ برأسه من دون قول شيئ وجسده قد تخدر من قرب سيده وهمسه الغريب .. والاغرب من كل ذلك أنه بدأ يخطط لوحده من دون اخباره بشيئ .. عاود القول
” وكما تعلم يا عمر فـ الهدايا خاصتي تكون رائعه وانا لن اسمح لأحد بتقديم هديتي سواكَ أنت ”
أستعاد رباطة جأشه ليجيبه بريبه
” ما زلت لم افهم شيئآ سيدي ”
اومأ برأسه بتفهم وابتعد من خلفه ليقف امامه هذه المره وايظآ يضع يديه على اكتافه قائلآ وعيناه تخترقان عيني عمر
” أنت محق سأفهمك كل شيئ عندما يحين وقت ذهابي اليه حسنآ ”
اجابه بأنصياع تام والارتباك يسيطر عليه
” حاضر سيدي ”
عاد يوسف ليجلس خلف المكتب وقد كان يرتدي قميص أبيض مع بنطلون كحلي من دون ستره فالجو حار وهو مضطر للبقاء هذه المره هنا وبعد انتهاء انتقامه سيسافر ليرتاح قليلآ من ضغوط الحياه .. قال بهدوء
” اخبرني الم تعلم اي اخبار بشأنها ؟ ”
احنى رأسه بألم ليجيبه بأسف
” للأسف سيدي لم نعثر عليها وكأن الارض انشقت وابتلعتها .. ”
اومأ برأسه من دون أن يجيب شعر عمر بالحزن تجاهه فتح فمه ليتكلم ولكنه سمع قبل ذلك صوته يقول
” يمكنك الانصراف عمر سأطلبك أن احتجت اليك ”
هز رأسه بأسف ليغادر بعد ذلك وقلبه يتفطر على حال سيده .. لقد تغير كثيرآ أنه بالكاد يأكل .. كل ما يفعله الان هو العمل كأنه خلق ليعمل فحسب وقد اهمل صحته تمامآ حتى اعراض مرضه باتت تؤاتيه بين فتره واخرى .. زفر بقوه وهو يقسم انه سيجدها ولو بقي يوم واحد بعمره ولن يجعل سيده يعاني هكذا .. في هذه الاثناء وبينما هو مشغول بأفكاره قفزت امامه بمرح وهي تهتف بأستمتاع
” كيف حالك حبيبي !! ”
وقف مصدومآ من حركاتها المخجله لقد بات كالعلكه بلسان باري ودومآ ما يستفزه بخصوصها .. قال بأنزعاج مقطب الجبين
” كم مره قلت لكِ ساندرا أن تكفي عن هذه الحركات ”
زمت شفتيها بعبوس وهي تلتف حوله كالقطه قائله
” ما بك لما أنت منزعج دومآ مقطب الجبين هيا اضحك يا رجل لقد جعلتني تعيسه بسببك ”
صغر عينيه مستنكرآ كلامها بينما وقفت امامه تضع يديها بين حاجبيه تحاول فك عقدتهما قال بملل
” بحق الله هل جننتِ .. اتسائل هل كان علي الزواج منك لأنني بدأت اشك أنني سأجن عما قريب ”
ضحكت بخفه وقد فكت عقدة حاجبيه لتقول بمرح
” هكذا افضل .. انظر تبدو وسيمآ اكثر الان ”
لم يجبها بل ازداد عبوسه وسط ضحكاتها المجلجله لتعاود القول وهي تضع يديها على صدره تنظر لعينيه
” اما بالنسبه لسؤالك هل كان ضروري أن تتزوجني فجوابي نعم يا حبيبي لأنك لو لم تفعل ذلك لكنت الان مجنون حقآ وأنت ترى الموظفين يتكلمون ويضحكون معي .. اما بالنسبه لأنك ستجن فلا يا نبض قلبي لن تجن لأنني عقلك ”
انهت كلامها بضحكه قويه تصدح بأرجاء المكان ليضع يده بسرعه على فمها يكتم جنونها قائلآ بخفوت
” أكاد اقسم يا ساندرا أنكِ مجنونه ولا تملكين عقلآ ”
ابعدت كفه عنها لتحتضنه بقوه وهي تهمس بحب
” نعم انا مجنونه .. مجنونه بحبك أيها الاحمق ”
تنهد بصبر وهو يؤنب نفسه أنه يجب ان يعتاد على سلوكها هكذا فهي لن تتفير ابدآ وربما هذا هو ما جعل منه شخصآ مختلفآ .. عليه ان يحافظ عليها .. قال بحب
” وانا ايظآ احبك ايتها المشاكسه .. الان هل يمكنك الابتعاد لو سمحتِ ”
ابتعدت بصدر رحب والابتسامه تشق وجهها .. لتقول بمكر
” يالك من محتال لقد تصرفت بحب لكي تبعدني اليس كذلك ”
بادلها الابتسام وهو يومأ برأسه وفجأه كأنه تذكر شيئآ قال بأستنكار
” ما هذا اليس لديكِ عمل لتذهبي اليه ”
سمع من خلفه صوت منزعج
” نعم لديها ايها العاشقان ولكنها تتركه لتأتي اليك .. بحق الله افهمها أنها تعمل هنا وليست تأتي للأعتناء بك ”
شعر بالخجل فعلآ من هذا الموقف .. ضرب جبهته بخفه ليتحرك مغادرآ وهو يفول بملل
” افهمها أنت ذلك فهي لا تستمع لي ”
غاب عن انظارهم ليقول باري وهو مكتف الذراعين وجسده مائل قليلآ وهو يضرب بقدمه الارض بخفه
” أذن ساندرا !! ”
احمرت وجنتيها لتقول وهي تتجه نحو مكتبها
” انا سأعود للعمل سيد باري عن اذنك ”
غابت عن انظاره هي الاخرى ليقف كالابله رافعآ حاجبيه .. ما هذا لقد بات يقسم أنه سيجن لو بقيت هذه المرأه تعمل معه .. لا هو ولا يوسف ولا حتى زوجها عمر استطاعوا اقناعها ان تهتم بعملها هنا وفي المنزل تتفرغ لزوجها ولكن بلا فائده .. بلا فائده اطلاقآ .. كلامهم يدخل بأذنها اليمنى ليخرج من اليسرى وكأنهم يتكلمون مع حمقاء لا تفهم شيئآ .. تنهد بقلة حيله واتجه نحو مكتب يوسف .. دخل المكتب والقى التحيه على سيده ليوجه له الاخر أبتسامه لطيفه كم كان لها تأثير على مشاعر باري حتى أصبح بالاونه الاخيره يشعر بأنه فقد شيئآ لو لم يرى ابتسامة يوسف .. قال بلطف
” ماذا هناك باري لا تبدو بخير ؟ ”
تقدم بخطوات منزعجه نحو المكتب قائلآ بضيق
” سيدي أنها ساندرا .. ستجلب لي الجنون يومآ ما ”
ضحك بخفه مشيرآ له بالجلوس قائلآ بأهتمام
” لا بأس باري هي لا تزال صغيره انها كأبنتك .. اهتم بها من اجل عمر ”
اومأ برأسه ووجهه لا يبدو سعيدآ اطلاقآ مما استرعى انتباهه قال بتساؤل
” ما الامر هل تحرك وليد اخيرآ ”
رفع رأسه ينظر لسيده اخذ نفسآ عميقآ ليقول بهدوء
” لقد عقد صفقه مع مراد الشهري .. كما أنه يختلس الكثير من المشروع الذي كلفته به ”
اذن الكلب بدأ يهز بذنبه .. لوى شفتيه بمكر ليقول بمتعه
” اذن سنتخلص منه قريبآ جدآ ”
لاحظ هدوء سيده الغريب منذ رحيلها ولكنه بذلك تغير كثيرآ اصبح يضحك ويبتسم دومآ .. لقد اعادت الحياه لقلبه ورحلت .. قال بتساؤل
” سيدي سمعت من عمر أن ماثيو سيعود اليوم ”
عاد لعمله من جديد قائلآ بشرود
” آه الليله سيكون على ارض الوطن وسأذهب لأستقباله .. هل تريد المجيئ معي ”
لم يصدق ما سمعه وهل يوجد عاقل يرفض طلب كهذا أن سيده يعرض عليه رفقته قال بدون تفكير
” بالطبع سيدي شرف لي رفقتك لأستقباله ”
هز رأسه وغرق المكان بصمت مطبق موحش وكأن احد نوبات سيده عادت من جديد .. فهو غالبآ ينقلب من مزاجه اللطيف الى هدوء غريب يستفز الانسان .. نهض بخفه واستأذن بالانصراف ليغادر بعد ذلك بهدوء وقلبه يخفق بقوه يشعر أن شيئآ سيئآ سيحصل سيقلب الموازيين .. لكن ما عساه يكون .. منذ وقت طويل يشعر بأنه سيفقد شيئ مهم وحتى هذه اللحظه لم يختفي ذلك الشعور لقد بات يقلق كثيرآ حقآ
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ……
يجلس بهدوء يستمتع بلحظاته هذه وهو يدير الكرسي المتحرك يمينآ ويسارآ والهاتف يلتصق بأذنه وعلى شفتيه تتلاعب أبتسامه ماكره تثير الاشمئزاز .. يومأ برأسه بين الحين والاخر يستمع لأحاديث الطرف الاخر .. تكلم اخيرآ بصوت مليئ بالخبث
” نعم نعم هكذا بالضبط ولكن احذر فسيارته ضد الرصاص ”
اغلق الهاتف بعد محاورات طويله ليصدح صوت ضحكاته يملئ الارجاء وعلى اثر ذلك دخل باري مقطب الجبين قائل
آ
” ما سر هذه الضحكات المستمتعه ؟ ”
لم يتوقف وليد عن الضحك بينما اشار لـ باري لكي يتقدم نحوه وهو يقول من بين ضحكاته
” سنحتفل غدآ ما رأيك هل تشاركني ذلك ”
تنهد بأنزعاج لقد ضاق ذرعآ حقآ من هذا الاحمق المنحرف الغبي أنه لا يفهم شيئآ والان ماذا !! .. يطلب منه أن يحتفل معه ولكن بأي شيئ فهو لا يعرف .. قال بسخريه
” نحتفل !! .. لماذا أيها المحترم ”
رفع حاجبيه بينما لعق شفتيه يرطبهما قائل
آ
” لأنني سعيد .. سعيد جدآ فقط هل لديك اعتراض لأنني سعيد ”
اجابه بدون تفكير
” انا لست مرتاحآ لك هذه الايام اشعر انك تخطط لشيئ من دون ان تخبرني به ”
انفجر بالضحك مجددآ ولكنه اثار انزعاج باري اكثر فأكثر وبدأ الغضب يتصاعد بداخله بينما الاخر يقول بصعوبه
” على رسلك يا صديقي .. ستعرف كل شيئ غدآ ما رأيك ”
هز رأسه علامة انه فهم ذلك واسند جسده لضهر الكرسي ينشد الراحه فهو متعب للغايه وبالاونه الاخيره حدثت امور كثيره جعلته يلازم العمل اكثر من اجل يوسف .. خرجت منها تنهيدات عده وسط غرابة وليد ليفول بقلق
” باري هل أنت بخير تبدو متعبآ جدآ ”
لم يجبه بشيئ .. اغمض عينيه يناشد الراحه أن تتسلل اليه ولكن بلا فائده عاد وليد يهتف مجددآ بهلع
” باري عليك العوده للمنزل أنت متعب جدآ .. هل رأيت وجهك بالمرآه تبدو شاحبآ للغايه ”
عندما سمع صوت وليد القلق شعر بشيئ غريب وكأن روحه ستنتزع .. لا يعلم ولكن هناك شيئ سيرحل قريبآ جدآ شيئ سيأخذ معه روحه ولكن ما هو .. قال بدون وعي
” أشعر أن الامور ليست بخير .. ”
نهض الاخر من مقعده بسرعه ليقف امام باري يتأمل وجهه الشاحب أمسك جبهته وكانت حرارته مرتفعه للغايه هتف بخوف
” باري حرارتك غير طبيعيه .. عليك الذهاب للمشفى قد يصيبك مكروه ”
لم يجد استجابه منه مما اضطر لأن يسنده على جسده وهو يلف ذراعه حول رقبته ليخرج به من هنا .. عليه ان يوصله حالآ للمشفى والا قد يصيبه مكروه .. تفاجا جميع الموظفين من هذا المنظر .. وليد يسند باري والاخر يبدو بعالم اخر تمامآ .. ظهر عمر من اللامكان ليقف امامهم قائلآ بقلق
” ماذا هناك سيد وليد ”
نظر اليه بخوف قائل
آ
” لقد انهار فجأه بمكتبي وحرارته مرتفعه للغايه ”
تقدم عمر منهما وعلامات القلق تكتسح ملامحه وساعده على حمل باري ليذهبا به للمشفى ..
*
*
بعد مرور ساعه خرج الطبيب من غرفة المريض ليقول بهدوء
” أنتما اقرباء المريض ”
اومأ الاثنان رأسيهما ليعاود القول بنفس هدوءه
” لقد وصلتما بالوقت المحدد لو تاخرتما اكثر لربما اثرت عليه حرارته واصابه امر خطير .. كأنعدام البصر او الشلل او امراض اخزى سيئه جدآ ”
صدم الاثنان لينظر كلاهما للأخر بينما انصرف الطبيب بلباقه متمنيآ الشفاء للمريض .. اعتذر عمر قائل
آ
” اعذرني سبد وليد يجب أن اجري اتصالآ مستعجلآ ”
اومأ برأسه ليختفي عمر من امامه بينما هو يشعر بتعاطف غريب مع باري أنه رجل جيد وقد اتلف اعصابه بأنهياره هذا .. دخل الى الغرفه ليراه كيف يبدو وهو مستلقي على سرير المشفى .. كان نائمآ بعمق ومصل المغذي يجد طريقه لجسده بينما وجهه بلون البطاطا الصفراء .. كان مثيرآ للشفقه بحق .. اقترب منه ليقف بجانبه ينظر اليه وهو مستغرب كيف ينهار انسان قوي مثله .. رأى فمه يتحرك بتمتمه غريبه قرب اذنيه منه ليسمع ما يقول ..
” يوسف ”
تفاجأ من هذا لماذا باري يهمس بأسم يوسف .. عاد يسمع من جديد
” يوسف .. أحـذر من ولـيد ”
تجمد مكانه واتسعت عينيه بصدمه هل يعقل أن باري خائن .. ابتعد عنه بسرعه وهو ينظر اليه بعدم تصديق هل كان طوال ذلك الوقت يعبثون به .. هل يوسف يعلم بخيانته ؟؟ .. شعر بخوف فظيع من هذه الحقيقه فلو كان كذلك فنهايته قريبه .. قريبه جدا .. تسارعت نبضاته بينما عقله بدأ يحاول ايجاد فكره للخلاص من هذا المأزق اللعين .. ضعفت ساقاه ولم تعودا تقويان حمله لينهار على الارض جاثيآ على ركبتيه .. هناء .. فارس .. تارا .. لن يموت .. كلا لن يموت سيفعل شيئآ قبل ذلك
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
رغم كل ما جرى معه ورغم تفريطه بها ها هو ذا يموت شوقآ لرؤيتها من جديد ولكن احيانآ هو حقآ سيئ .. تخلى عنها وهي متناول يديه وعندما اختفت طمع بها وارادها من جديد .. لماذا يا ترى لم يهتم بها عندما كانت متاحه له لما الان فقط ادرك قيمتها بعد أن نبذها بقسوه ونعتها بأبشع الصفات .. هل لأنه كان يأمل أن يموت ما بدأ ينمو بقلبه ام ان ابنة عدوه لا يمكن أن تكون حليلته ام لأنها كما وصفها ” عاهره ” لا شرف ولا اخلاق لها ..
أبتسم بسخريه على افكاره من يقنع !! .. ايقنع نفسه ام ماذا هو يعلم جيدآ انها اطهر امرأه قابلها بحياته .. من خلال نفوذه علم كل صغيره وكبيره عنها ويدرك جيدآ انه كان اول من يقترب منها ليقبلها ومع ذلك اصر على انها بلا شرف وازداد اصراره اكثر أن يلعب بها لكي يعلمها كيف تكون صالحه .. يدرك جيدآ بأنه طوال الوقت كان يكذب .. نعم كان يكذب لأنه ببساطه انجذب لها منذ اول لحظه في المطعم عندما وقفت بوجهه ولذلك فحسب طبع قبلته على وجنتها ذلك اليوم لكي يطفئ شرارة رغبه اتقدت بداخله .. رغبه قويه لم يكن لها وجود قبل ان يراها .. استمر بالنكران الى أن خسرها وها هو ذا لا يعلم اين موضعها من هذه الارض الواسعه .. تنهد ببرود ينظر من خلال النافذه همس لنفسه بخفوت
” رغم كل شيئ هي أبنة عدوي .. كيف لي أن افكر بها كـزوجه لي ”
غامت عيناه بالحزن لتعود صدى كلمات عبد الله تأخذ مجراها تسير بشوارع عقله ” هي لا شأن لها .. هي لم تقتل والديك ” يشعر بشيئ من الارتياح عندما يتذكر هذه الكلمات لتعود فكرة انها ابنة عدوه تسيطر عليه وهو من المستحيل أن يرتبط بها ووالدها قد قتل والديه .. ولكنه يخدع من !! هو منذ البدايه ومنذ ان خرج معها لأول مره لم يفكر بها على اساس انها ابنة عدوه .. كانت مجرد حجج واهيه يبرر لنفسه ولتلك البقعه العميقه الصغيره بداخله من المشاعر انها لا تعني شيئآ له .. فقط يرغب بها للأنتقام ولكنه كان يخدع نفسه فحسب الى أن غرق فيها .. وكم كانت سقوطه ببحر عشقها قويه !! .. عاد شبح خيالها يتراقص امام حدقتيه هي بطولها المتوسط .. وشعرها الحريري القاني .. وعيناها الزمرد .. خجلها .. جرأتها .. ارتباكها وكل شيئ فيها .. عادت هي بهيئتها تتراقص امامه وعلى وجهها ابتسامه عذبه وكأنها تقول له لن اسمح لك بنسياني ابدآ .. وكأنها تقول سأعذب قلبك كما عذبتني .. مد يده للفراغ وكأنه يريد لمسها وعيناه غائمتان بالفقد لكنه وعندما وصلت يديه لها تلاشت كأنها سراب .. شعر بالأسى على حاله التي وصل اليها بعد غيابها المفاجئ .. خيالها لا ينفك عن التبختر امامه وكل مره يريد لمسها تعود لتتلاشى وليته يتوب !! .. يا ليته يتوب بل بكل مره تضهر امامه يعاود من جديد الوصول لها لكنها تختفي عن ناظريه وكأنها تضهر فقط لتعذبه .. سرح به خياله لذلك اليوم الذي انفصلا به حينما هتف بها ببرود :- من المستحيل ان ارتبط بكِ أنتِ لستِ كما ارغب .. من الصعب أن اتزوجك وانتِ عاشرتِ نصف رجال البلد .. في ذلك اليوم هتفت بقوه تصرخ بوجهه وهي تصم اذنيها :- لستُ كذلك .. لستُ كذلك أقسم لك أنت الاول بحياتي أنت اول رجل يفعل معي هذا لما لا تصدق .. حينها هتف بحده :- ولما أنتِ مهتمه ان صدقت او لا هاه هل الامر يهمك .. كانت اجابتها ذلك اليوم :- انا احبك يوسف لهذا انا اهتم لرأيك بي .. كم كانت صدمته قويه ذلك اليوم حينما اعترفت له بمشاعرها جرجر نفسه من ذلك الماضي الذي رحل برحيلها عنه وقد بات قلبه محطمآ عندما سمع باليوم التالي انها قد سافرت كابر على نفسه انذاك أن يعترف بأنها تهمه ولكن بعد مرور اسبوع ساءت حالته وذهب للسفاره يبحث عن اسمها لجدول رحلات ذلك اليوم لكنه لم يعثر عليه لم يكن اسمها مدرج بقائمة المسافرين .. تفاجأ حينها بحث البلد كله عنها ولم يعثر لها على اثر وكم شعر حينها بالالم وبلحظتها فقط اعترف انه يحبها .. كل هذا قبل شهر ونصف .. شهر واحد لتنقلب حياته بعد ذلك الى هذا الجحيم بدونها .. بدل أن ينتقم وقع بالحب ليخرج خاسرآ بنتيجة لم ترضيه اطلاقآ .. خرجت تنهيده من صدره كادت تخرج بروحه معها صدره يؤلمه للغايه اهذا هو الحب اهذا ما يعانيه الشخص الذي يقع به .. هل كانت تشعر هكذا عندما يتصرف معها ببرود وقسوه لو كان كذلك فكيف ستسامحه لو عادت يومآ .. أبتسم بسخريه على افكاره فهو لم يدع لكونها ابنة عدوه مجالآ بل تفكيره منصب على استرجاعها فحسب لما لا فكلام عبد الله صائب هي لا شأن لها بالماضي ويجب أن لا يحملها وزر لا علاقه لها فيه .. انتشله من افكاره صوت طرقات على باب المكتب
” أدخل ”
قال هذه الكلمه ليدخل بعدها عمر بهدوء ومن خلال جو المكتب الذي اصابه الاكتئاب علم يوسف أن الامر لا يبشر بالخير وعمر يحمل اخبارآ سيئه .. قال بشفافيه
” لا بأس عمر اعتدت على سماع الاخبار المزعجه تكلم قل ما لديك ”
هتف الاخير بصوت مليئ بالارتباك
” سيدي باري بالمشفى حرارته مرتفعه جدآ ولو لم نوصله بالوقت المناسب كان سيصيبه مكروه ما ”
تسلل لقلبه الحزن لقد باتت تباغته المشاعر من كل صوب لتملئ له كيانه كله ربما بدأ يستعيد الحياه بعد أن قضى 20 سنه ميتآ لا يعرف كيف يشعر .. احنى رأسه ينظر للأسفل ليقول بأسف
” أنه لا يستحق ذلك المسكين اتعب نفسه كثيرآ بالعمل هذه الاونه الاخيره ”
اومأ عمر برأسه ولم يقل شيئآ في حين كان يعلم يوسف انه ليس هذا الخبر المزعج بل هناك شيئ اخر تخلل البرود اعضائه ليقول بهدوء
” ما الامر الاخر عمر .. تكلم لا داعي للقلق ”
اخذ نفسآ عميقآ ليقول بعد ذلك
” أنه وليد .. قبل عودتي الي هنا تضاهرت أنني اجري اتصالآ وقبل ذلك وضعت جهاز تنصت بثيابه من دون ان ينتبه لذلك .. وقد تناهى الي عن طريقه صوت باري وهو يهلوس قائلآ ( يوسف احذر من وليد ) مما يعني ان وليد سمع ما قاله ”
ابتسم بسخريه ما الامر لما كل شيئ لا يجري كما يريد لما لم يعد يملك سيطره على مجريات الامور ها هو ذا وليد يكتشف انهم بعلمون بخيانته مما سيجعله يهرب رغم أنهم يستطيعون قتله مع ذلك ولكنه لم يرد لهذا أن يحدث كان يريده أن يبقى ابلها لكن ياللأسف خططه جميعها تتغير وكأن القدر يخبئ له شيئآ اخر قد يفتك به .. قال ببرود
” لا داعي للأنزعاج عمر انت تعلم أن وليد لا يشكل خطرآ أنه مجرد حشره نستطيع دعسها متى نشاء ”
قال بأرتباك وقد نسي اهم شيئ
” سيدي لكن شقيقتك مالذي ستقوله لها لو اذيت زوجها .. هل ستدمر علاقتك معها وتخسر حبها ام انت تخطط لشيئ اخر ”
اخذ نفسآ عميقآ ليزفره ببطئ وكانه يخرج الضيق الذي يملئ صدره بهذه الزفرات .. هذا صحيح هو زوج شقيقته المتبناه والتي هي أبنة خالته فعليآ فقد قامت والدته بتربيتها بعد موت شقيقتها وهكذا تبناها طوني لتصبح أبنته .. لن يستطيع أن يقتله ربما كان سيفعل ذلك قبل أن تقتحم سارا حياته لكن الان بات يعرف جيدآ ما هي المشاعر وهو بالتأكيد لن يكسر قلب شقيقته على زوجها الارعن الخائن ولكنه بنفس الوقت لن يستثنيه من العقاب .. تكلم بهدوء
” لا داعي للتفكير المتواصل عمر نستطيع ان نطحن له اطرافه من خلاف وبهذا نكون تخلصنا منه ومن شره ”
اومأ بسعاده وقد شقت الابتسامه وجهه .. دومآ ما يتحفه سيده بالافكار العجيبه نظر لساعته ليقول بلطف
” انها الخامسه عصرآ هل اذهب لرؤيته ام الوقت لا يزال باكرآ ”
طول هذه المحادثه لم يستدير يوسف وينظر بأتجاه عمر ربما لأنه كان يخفي بذلك شيئآ بدى واضحآ على ملامحه .. اهو الحنين !!! ربما .. عقد حاجبيه وقد نسى أن اليوم لديهم لقاء مع امين قال على الفور
” اذهب اليه وبالتأكيد لن نجعله ينتظر اكثر كما لن اسمح لماثيو بتدميره ولكن انت قم بجعله يختار بينهما ونفذ له ما يرغب ”
اومأ برأسه ليغادر بعد ذلك للقاء أمين حسب الموعد الذي قرراه .. حك مؤخرة رأسه ليقول بسخريه
” وكانني سأسمح لـماثيو بتدمير علاقة أمين وكاريس ياله من احمق ”
تفاجئ عندما سمع رنين هاتفه المحمول .. انتزعه من جيب بنطلونه ليرى الشاشه تضيئ برقم دولي مفتاحه يرمز لألمانيا صغر عينيه بريبه من هذا الذي يملك رقمه الخاص .. هناك عدد قليل ممن يعرفونه وهم يعدون على الاصابع .. ضغط على زر الاجابه وهو يضع الهاتف على أذنه
” مرحبآ ”
لم يأتيه رد من الطرف الاخر عاد يقول بنبره تميل للحيره
” عذرآ من معي ”
ايظآ لم يتلقى جوابآ قرر أن يتكلم بلغة بلدهم الام
” Hallo aus dem Lautsprecher ”
كان يقول مرحبآ من المتحدث ولكن هذه المره تناهى الى سمعه صوت طفيف .. سمع صوت انفاس تتعالى شيئآ فشيئآ ولكنها بالكاد وصلت له .. تسلل لقلبه شعور غريب أن المتصل هي سارا فهي من ظمن الاسماء الذين يملكون رقمه الخاص بدأ الامل يتقافز بقلبه .. قال بهدوء ولهفه فضحت اشتياقه ورغبته الجامحه لرؤيتها
” سارا اهذهِ أنتِ ”
لم يصله اي رد وحتى صوت الانفاس قد انقطع عن الوصول لحاسته المتلهفه لسماع صوتها .. لم يحتمل الالم الذي يتشرب بداخل صدره قال بصوت اقرب للهمس مشبع بالالم
” أنا متأكد أنكِ هي .. تكلمي .. قولي شيئآ .. بحق الله قولي ولو حرف صغير لا تبقي صامته هكذا ”
تردد بأذنه صوت اغلاق الخط ابعد الهاتف عن اذنه ووجهه قد اتشح بملامح الحزن .. حزن عميق لا قرار له .. نبضاته تؤلمه بشده وجسده بدأ يتراخى وكأنه سيسقط في اي لحظه .. اهذا حقآ حب ام أنه جحيم .. هذه مشاعر قاتله .. هل اعادت له الحياه لقلبه المتحجر لتأججها بهذه الطريقه العنيفه ومن ثم ترحل وتتركه لا بالتأكيد هذا مستحيل .. عليه أن يجدها سيقلب المانيا رأسآ على عقب ليجد ضالته .. حبيبته سارا .. سيجبر كل ما كسره وسيهبها كل الحب الذي كانت تحلم به معه .. سيغرقها بعشقه حتى تهرب منه اليه .. سيجعلها تهيم به اكثر مما هي ذلك الوقت .. ضحك بسخريه على نفسه نعم قال ” ذلك الوقت ” لأنه لا يستطيع قول أنها لا تزال تحبه .. انه خائف قليلآ أن تكون قسوته قد دمرت اي رغبه بالحب لديها نحوه .. اخذ نفسآ عميقآ من جديد ليزفره على شكل دفعات وقد ارتاح فعليآ هذه المره ولن يهدأ له بال ولا يغمض له جفن حتى يجد تلك الغبيه التي تركته بموقف لا يحسد عليه
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
حسنآ لقد مضى شهر لم يحدث بينهما لقاء وجهآ لوجه نعم يراها من بعيد احيانآ عندما يشعر أنه يريد ذلك عندما تلح عليه رغبه جامحه لفعل ذلك ولكن ها قد مضت اسبوعان وهو لم يرى طيفآ لها .. كان يتنفس بصعوبه وهو ينتظر yr لقد تواعد معه أن يلتقيا هنا ولكنه للأن لم يحضر .. اصبح يشك أن ساعته معطله عاد ينظر لها من جديد وجدها تشير للساعه الخامسه .. اخرج هاتفه من جيب بنطاله ليرى كم الساعه ايظآ كانت تشير للخامسه اذن لما للأن لا اثر له .. بالتأكيد لم يكن يمزح معه لأنه ليس كذلك كما أنه اذكى مما يتخيل ولم يستطع للأن اكتشافه .. زفر بقوه وقد بدأ الأنزعاج يتسلل اليه كان وجهه شاحبآ جدآ وقد فقد لونه منذ ذلك اليوم عندما رأها مع جان لقد حاولت خلال الشهر المنصرم أن تتقرب اليه وتكون شيئ بالنسبه له لكنه لم يسمح لها وقد رفض بشده أن يلتقيا من جديد تحت اي ظرف .. ولكنه كان يخون كلامه ذاك ويذهب ليراها من بعيد ليروي ضمأه منها ورغم ذلك لم يكن ينجح بل كانت تزداد رغبته اكثر فأكثر حتى بدأ يخاف من نفسه .. لمح طيف رجل قادم من نهاية الشارع خفق قلبه بقوه وهو غير مصدق بعد أنه سيرى yr كم شعر بالسعاده تغمره لمجرد هذه الافكار .. شقت الابتسامه وجهه وقد اقترب منه ليلاحظ انه يرتدي قناعآ لم تكن لتخفى عليه بمثل هذه اللحظه أنه ومن خلال هذا القناع الذي يغطي وجهه فهو يعرفه ويعرفه جيدآ وصورته مطبوعه بعقله لذلك yr يرتدي قناعآ ليخفي ملامحه .. قال بصوت ينضح سخريه
” ما هذا yr يبدو أنني اعزفك .. ما رأيك أن تخلع القناع سيسرني أن اعزف اي شخص انت من بين الذين اعزفهم ”
ضحك المقتع والذي لم يكن سوى عمر بقوه قائلآ
” ذكي كما اعرفك سيد أمين لكن اود توضيح جزء بسيط جدآ .. انا لست yr انا تابع له وانا انوب عنه في كل شيئ فهو لا يزعج نفسه بهذه الامور الصغيره ”
رفع حاجبيه بأندهاش تام وقد ادرك الان واصبح برصيد معلوماته معلومه جديده أن yr لديه اتباع وهذا هو نائبه الخاص مما يعتي انه يده اليمنى وعليه أن يحاول اكتشافه ولكن هل هذا صائب حاليآ أنه بحاجه له وعليه أن يتصرف بتعقل .. قال بهدوء
” كنت اعتقد أنك yr اعذرني ايها السيد .. أذن هل نتحدث بشأن موضوعنا ”
اومأ عمر برأسه ليقول بتساؤل
” تلقيت اوامر من القائد تقول انه يجب أن اسألك عن امرين وأنت ستختار واحدآ منهما سأغدقك بمعلومات كثيره عنه ”
شعر بشيئ غريب جدآ وهو يتسائل كيف يمكن له أن يعرف كل المعلومات أنه داهيه ولكن من ولما هو على اطلاع واسع بكافة الامور اومأ برأسه من دون أن يقول شيئآ ليعاود القول عمر بهدوء تام
” انتَ مخير بين معرفة قاتل حبيبتك رانيا !! .. وبين ان كنت تريد كاريس لك !! .. اختر شيئآ والقائد سيساعدك بأي امر تختاره ”
خفق قلبه بقوه وقد تسرب ضعف قوي لداخله متشربآ بكل جزء فيه بعتف .. لما عليه دومآ أن يعاني اهذا مكتوب على جبينه .. ها هو ذا يمر بأصعب اختبار انهم يخيرونه بين حبه الازلي رانيا والانتقام لها وبين حبيبته الصغيره كاريس والتي يحلم بأن يضمها بين ذراعيه ويتذوق الحب معها .. الخيار بين الحب الاول والاخر .. بين الأنتقام والرغبه .. الرغبه شيئ مستأصل بذات الأنسان وهو ليس مستثنى انهم يغرونه بأنه لو اختارها فسيقضي معها ايام لا تنسى يتذوق شفتيها ويتحسس جسدها الناعم الطفولي والذي سبق ورأه ولكن .. ماذا عن رانيا اليست هي حبيبته الاولى والتي جعلته يعيش لحظات سعيده لا مثيل لها .. اليس من واجبه الانتقام لها !!! .. لو لم يفعل سيكون وغدآ حقيرآ خائنآ وبلا شرف وهو لن يفعل ذلك ابدآ وشرف الرجل بأن يحافظ على وعوده التي يقطعها .. قال وهو يدوس على قلبه بقسوه
” اود أن اعرف قاتل رانيا .. اريد أن اعرف من هو غريمي لأجعله يندم ”
تفاجأ عمر بصدق لم يتوقع أنه سيختار رانيا مع أن يوسف اخبره أن جواب أمين سيكون رانيا فحسب .. اجابه بلطف
” لماذا لم تبحث عنه ”
رفع حاجبيه بسخريه مؤلمه والابتسامه الحزينه وجدت طريقها لتسيطر على ملامحه الشاحبه ومضت عيناه الذهبيتان ببريق خافت .. لماذا لم تبحث عنه ؟؟ هذا السؤال لا يجب أن يطرحوه عليه لأنه فعل اقصى ما يستطيع لأيجاده لكنه فشل ولم يعثر على اي اثر له قال بحده
” من قال أنني لم افعل !! .. بحثت كثيرآ ولكنني لم اعرف من هو ”
هز رأسه ليمد يده يعطيه ظرف ابيض قائلآ
” هذا لك .. أنها صوره بها بعض الرجال وعليك أن تعرف من هو منهم .. ”
تحرك ليغادر وهو يقول بصوت مرتفع
” الامر يعتمد على ذكائك الان ”
اختفى من امامه ليتركه في غياهب افكاره المظلمه .. ها هو ذا يحمل مغلف به صورة القاتل وكل ما عليه فعله هو فتحه ومعرفة من هو منهم .. اخذت نبضات قلبه تتسارع وجسده انتابته رعشه قويه اطاحت بكل قوه كان يمتلكها .. رفع المغلف لينظر اليه بعينين حزينتين .. لما كل هذا الضعف الان ؟ هذا سؤال طرحه على نفسه اليست هذه اللحظه التي كان يحلم بها اذن ما هذا التردد وكأنه ليس متأكدآ من قدرته على الاخذ بثأرها .. نبذ هذه الافكار من رأسه ومزق المغلف ليخرج الصوره من داخله فتح عينيه على اتساعهما عندما رأها .. الصوره لم تكن سوى لـسعود والسيد فادي ومراد ويوسف .. لم يعد يعرف شيئآ كيف هذا .. أنهم رجال معروفين كل منهم له نفوذه الخاص وسطوته في عالم الاعمال .. ما هذا الهراء هل يقول له أن القاتل واحد من هؤلاء .. شعر بأنه ليس على ما يرام تراخى جسده وتحرك سائرآ الى مقعد على الرصيف ليجلس عليه .. كان جسده بتلك اللحظه يرتجف الامر حقيقي عدوه واحد من هؤلاء وجميعهم يبدون نزيهين .. سعود رجل طيب وهو يعرفه شخصيآ رغم تكبره احيانآ وكرهه لـ يوسف .. فادي أنه رجل اكثر من رائع والد فيصل وهو صديق سعود المفضل .. يوسف صديقه الذي طالما كان يجري خلفه ليكسب وده وهو يقسم بأنه ليس هو ثم أنه من عرفه على رانيا فكيف به يقتلها فيما بعد .. مراد !! .. مراد رجل يبدو جيدآ ايظآ ومتملق من الطراز الرفيع ووالده ايظآ يعرفه جيدآ ويقول انه رجل رائع .. هؤلاء جميعهم بمظهر الافضل .. هل يأتي yr الان من العدم ويخبره أن القاتل ظمن هذه الصوره .. لم يعرف ماذا يقول او حتى مالذي بجب فعله قال لنفسه بحيره
” يتوجب أن أحقق مع الجميع لمعرفة من منهم القاتل ”
نهض وفجأه قد اكتسى وجهه الجمود لن يعرف قريبآ او غريبآ او حتى صديقآ بعد الان .. اولويته هي ايجاد القاتل ولا يهم كم سيدفع من ثمن فقد خسر كل شيئ .. لقد اعتدوا على محبوبته حتى جعلوها تنتحر بسبب حالتها التي تدمرت بسببهم .. لن يتوانى عن قتل من اذاها اطلاقآ .. لا يهم ان مات في سبيل ذلك فقد خسر رانيا ومن ثم كاريس ولم تبقى سوى روحه وهي ليست بغاليه على نفسه .. نهض من مكانه ورن هاتفه فجأه رأى أسم المتصل رقم غريب مما جعله يتأكد من انه هو فهو دومآ يغير رقم هاتفه اجاب بسرعه
” اهذا أنت yr ؟؟ ”
على الطرف الاخر يوسف
” اليوم راقب نشرة اخبار التاسعه لدي لك مفاجأه استمتع بها ”
كاد أن يتكلم ولكن الخط قد اغلق .. شتم بحده
” اللعنه ”
ابعد الهاتف عن اذنه ووضعه بقسوه بجيب بنطاله لقد كان على شفا لحظه بأن يعرف من القاتل ولكن الوغد اغلق الاتصال عليه الان أن يسلك الطريق الاطول وهو التحقيق وبذكائه سيعرف من منهم الصادق ومن الكاذب الذي قتل محبوبته .. تصاعدت وتيرة انفاسه وعاد يفكر بكلامه ما الذي كان يقصده بمفاجئه على الساعه التاسعه بنشرة الاخبار تبآ يكاد يفقد عقله بسبب هذا المتلاعب الاحمق انه يحرك الجميع كـ دمى لديه .. غادر مكانه للمنزل بدل ان يعود لعمله ولكن لم يعد له طاقه على تحمل المزيد من الاعباء
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع …
اتشحت السماء بالثوب الاسود ونجومها تلتمع بقوه ولكنها بدت لـ عمر كئيبه اكثر من كونها جميله كان صدره مقبوضآ وكأن امرآ سيئآ سيحدث لذلك عاد يقول بأصرار اشد
” سيدي انا لن اسمح بذهابك لأستقبال ماثيو الامر يبدو خطيرآ .. قلبي يحدثني أن هناك احدهم يريد قتلك ”
تمتم بأنزعاج وهو يرتدي سترته البنيه
” عمر كف عن الاعتراض فعلآ سأموت لو بقيت تتحدث بهذه الطريقه ”
في حياته كلها لم يخطئ شعوره ابدآ وهو الان متأكد أن امرآ سيئآ سيصيب سيده لو ذهب للمطار وهو لن يسمح بهذا ابدآ والامر الاكثر سوءآ أنه يطلب منه الذهاب لتنفيذ مهمه بينما يتركه هو للذئاب التي تحاول قتله .. قال بثقه
” اذن انت تود الذهاب سيدي اليس كذلك .. اذن عليك أن تقتلني وتعبر من فوق جثتي لو اردت ذلك ”
استبد به الغضب ليستدير اليه والغضب يشتعل بحدقتيه قال حانقآ
” هل تحاول املاء اوامرك علي سيد عمر !! ”
اخذ نفسآ عميقآ وكم يؤسفه أن يفعل ذلك ولكنه مضطر وقد قرر مجابهة سيده ولو كان ذلك لا يصب بصالح احد ولكنه ضروري الان .. هتف بثقه
” أن كنت تعتبرها كذلك فلا بأس ”
ضيق عينيه بأنزعاج ليقول ببرود
” عمر ليس بصالحك الوقوف بوجهي ”
احنى رأسه وهو يدرك هذا جيدآ ولكنه لن يسمح له بالذهاب وهذا قرار نهائي لا تراجع فيه فحياة السيد هي الاولويه القصوى وما سواها لا يهم وهذه هي وصية والده ميخائيل .. تقدم خطوات متباطئه ليقف امام سيده أبتسم بلطف وكم شعر بالسعاده وهو يرى وقفة سيده الشامخه والتي توازي الجبال ليهتف بصوت اجش
” ارجوك سيدي اولويتي أن احافظ على حياتك كما أنك لم تتزوج وليس لديك اطفال .. ولو .. ولو اصابك مكروه فسيموت اسم رويس أفهمني ارجوك ”
كلماته انسلت لداخل قلبه تدغدغ مشاعره الوفاء سمه ومهما امتلكها احدهم فهي لن تعادل قطره ببحر وفاء عمر لـه قال بهدوء وشبح أبتسامه يتلاعب على ثغره
” لا بأس عمر افعل ما تراه صوابآ .. لن اذهب يمكنك أن تذهب بدلآ عني وتوكل مهمتك لشخص اخر تثق فيه ”
كم شعر بالسعاده تغمره عند سماعه لهذه الكلمات أن سيده حقآ يستمع اليه مما يعني انه ذو مكانه عاليه بقلبه .. من دون شعور منه احتضنه بقوه وهو يهتف بسعاده عارمه
” سيدي شكرآ لك .. انا فعلآ لا شيئ لو لم أكن معك .. سأظل حتى اخر يوم اترحم على والداي لأنهما انجباني للأعتناء بشخص مثلك ”
صدح صوت ضحكاته المرحه لقد تغير حقآ لم يعد كما في السابق اصبح رجل مختلف لا يمت للأخر بصله من يراه الان لا يصدق انه يوسف رويس ذاته الرجل البارد .. أبتعد عنه وتوجه نحو مقعده خلف المكتب ليجلس عليه ويبتدر قائلآ
” أتعلم شيئآ عمر لطالما كان والدي يقول أنني اكتسبت من كل فرد في رويس خصله معينه ”
تفاجئ بعض الشيئ فللمره الاولى سيده يكلمه عن هكذا موضوع صحيح أنه كان دومآ يهتف الانتقام .. الانتقام .. ولكن لم يسبق أن تحدث عن ذكرياته مع والده .. شعر بوخز في قلبه مدركآ أن سيده يتألم كثيرآ فهو دومآ يتجنب الحديث عن والديه وهو الذي يدرك كم كانت علاقته بأبيه قويه فقد كان طوني يغدقه بحب وحنان لا مثيل لهما .. طأطئ رأسه ولم يستطع قول شيئ فلسانه قد تصلب ولم يعد قادرآ على التكلم .. عاد يكمل من جديد
” أخبرني أنني أملك من جدي الصلابه والحكمه ومن عمي فريد الشكل .. اما جورج فقد قال لي أنني أشبهه تمامآ بالشخصيه .. كان يقول أنه رجل هادئ لا يغضب ابدآ بارد وكأنه لا يملك مشاعر يتحكم به عقله دومآ .. كان يردد دومآ أنني فرد اصيل للعائله وسأنتقم لهم جميعآ لو لم يستطع هو فعل ذلك ”
هذه الكلمات والحديث عن اعمامه يدل على شيئ واحد فقط قال بتساؤل
” سيدي أنت تود قول شيئ صحيح !! ”
بقي على هدوئه ونهض من مكانه ليتجه نحو باب المكتب يخرج منه قائلآ ببرود
” نعم عزيزي عمر أنا لا اخشى الموت ولو بقيت هنا كالفأر فسأشوه صورة عمي جورج وهذا ما لن اسمح به اطلاقآ ”
اندهش منه كثيرآ هل كان يخدعه الان بأنه لن يذهب !! .. سار خلفه بخطوات سريعه يحاول اللحاق به يبدو أن اليوم سيكون عصيبآ .. قال برجاء
” سيدي ارجوك الامر لا يتعلق بالخوف بل بحياتك .. ارجوك أن تبقى سأذهب انا حسنآ ”
لم يبالي به وكأنه لم يسمعه تبآ لقد اصبح عمر بالاونه الاخيره مزعجآ جدآ أنه يدقق بكل شيئ حتى طعامه يجبره على تناوله وهو يتحدث بكلمات ماكره ليقنعه تنهد بضجر وخطواته تباطئت قليلآ عاد يتناهى لسمعه صوته القلق
” سيدي ارجوك اعد التفكير بالامر .. أنت لن تشوه صورة جورج ولو كان مكانك فسيفعل ما امليه عليك الان لأنه ضروري صدقني ”
توقف عن السير وكاد عمر أن يصطدم به لولا تماسكه بأخر لحظه والوقوف على بعد مناسب .. انفاسه منتضمه لم يتسلل اليه الانزعاج من كل هذه المحاولات ولكن يؤسفه أن عمر يتغير هكذا ليصبح شخص لا يطاق ودومآ يردد “حياتك الاهم” مرر يديه بخصلات شعره ليقول بعدها بشرود
” الموت عندما يأتي لن يقف بوجهه شيئ وسيسلبني بكل بساطه وانا لا اشعر أن هذه نهايتي بل لا يزال المزيد بأنتظاري ”
تغيرت ملامحه وقد تصلب جسده بالكامل من هذه الكلمات .. الموت !! .. لما يشعر بسوء سيحدث عما قريب لشخص قريب عليه !! .. شعر بقلبه ينقبض ولكنه استسلم اخيرآ لم يعد يستطيع اقناعه بالبقاء هنا والذهاب بدلآ عنه .. خرج صوته متحشرجآ قائلآ
” سأذهب معك وسأوكل مهمتي لرجل اخر اثق به ما رأيك سيدي .. ارجوك لا ترفض لن ارتاح ان لم اكن بجانبك هكذا على الاقل سأطمئن أنه لن يصيبك اذى ”
ازدادت نظراته حده وهو يحدق بعمق عينيه يرى المآ .. خوفآ .. قلقآ .. ادرك أنه سيكون فظآ لو لم يسمح له بالمجيئ فما كان منه الا أن عاود السير من دون قول كلمه وقد وصلت رسالته لـ عمر فهو يعرفه جيدآ أن لم يقل شيئآ بموقف ما فهذا يعني أنه موافق .. ارتسمت أبتسامه لطيفه على وجهه ولحق بسيده بسعاده .. في الخارج قبل أن ينطلق بالسيازه للمطار اعطى احد الرجال ظرف واوصاه بشيئ ما في حين اومأ الاخير رأسه لينطلق بعدها بقوه الى المطار ليستقبلوا ماثيو ..
فتره وجيزه من الانتظار مرت عليهما بخفه وكأن الامر ليس مزعجآ بالنسبه لهما .. هبطت بعد ذلك طائره مروحيه خاصه على ارض المطار ويوسف وعمر ينتظران بالساحه العامه على بعد مناسب منها .. هبط من الطائره بحلته الرائعه وقد بدى جذابآ لدرجه غير معقوله توجه للجهه الاخرى ليفتح الباب لزوجته لتنزل هي الاخرى وشعرها يتطاير بقوه من اثر دوران المروحيه بينما تخفض رأسها ووجهها متغضن ها هم ذا قد عادوا لأرض الوطن حيث تلك الذكريات التعيسه لها عندما تودد لها أبن عمها وهي استجابت له ولكن الامر لم يتعدى القبل وكانت انذاك خطيبة ماثيو ولحظها السيئ فقد رأهم ماثيو بتلك الحاله واوسع أبن عمها ضزبآ وهي ايظآ نالت نصيبها من ذلك وقد قرر أن ينهي علاقته بها ويفسخ الخطبه ولكن شاء الله أن يكونا لبعض بسبب وفاة احد اقاربها وقد كانت متأثره ولم يجد سوى أن يقف بجانبها يواسيها وهكذا استمرت خطبتهما ليتزوجا بعد ذلك ويسافرا فورآ .. احاط خصرها بذراعيه يشدها الى صدره وهما يسيران بثقه والهواء يعبث بهما من كل جانب وصلت خطواته اخيرآ لـ يوسف وحارسه الشخصي عمر والابتسامه قد علت وجوه الجميع عدا عن سناريا التي لم تعرف من هؤلاء وما سر هذه الابتسامات الماكره .. شعرت بالهواء من حولها ينحسر وخوف غريب انتابها من هذا الرجل ذو العيون الرماديه الحاده وكأنه وحش كاسر بهيئته الارستقراطيه الطاغيه وهاله غريبه من القوه والسطوه تلتف حوله لدرجه تكاد تجعلها تخر على قدميه .. تسارعت نبضاتها ولم تعد تحتمل وجود كل هذه الهاله الطاغيه التي تخيفها مما جعلها تتمسك بـ ماثيو اكثر فأكثر وكأنها تطلب المساعده منه .. لم ينتبه لها لأنه كان مشغول بمنافسه الدائم والذي بات حلمآ لديه أن يتغلب عليه قال بهدوء وهو يلوي شفتيه بأبتسامه خفيفه
” كيف حالك رويس مضى وقت طويل ”
ابتلعت زيقها بصعوبه وهي تتسائل اهذا هو من يتحدث عنه الجميع .. رجل الاعمال الاشهر بين مختلف دول العالم بذكائه وحنكته في ادارة الامور صاحب اكبر واشهر شركات النقل العالميه .. رأت كم هو جذاب وكم يبدو مخيفآ وادركت الان كيف حال الاخرين معه الذين يعملون تحت امرته ويتلقون منه الاوامر .. سمعته يقول ببرود وملامحه قاسيه ولم تلن اطلاقآ حتى تلك الابتسامه اختفت من محياه الحاد
” أه مضى وقت طويل جدآ افتقدنا فيه ازعاجاتك المتكرره .. اخبرني كيف حال باريس معك ”
رأت زوجها يضحك بقوه وكم استغربت من امره فهي لا تذكر اطلاقآ أنه يضحك معها بهذه الطريفه صدح صوته يجلجل بالمكان
” انها رائعه .. رائعه جدآ .. كان ينقصها وجودك ”
قطبت حاجبيها هل هؤلاء مجانين ما علاقة زوجها بهذا السيد رويس ولما كل هذا الاهتمام من الطرفين !! اليسا هما منافسان فلما الان يبدون كأصدقاء !! .. اجابه بلامبالاه
” ليس لدي وقت للتسكع مثلك ماثيو انا كنت مشغولآ بأمور اهم ”
رأت معالم وجه زوجها تتغير للعبوس وحاجبيه معقودين بقوه وكأن هذه الكلمات لامست شيئآ كامنآ بداخله واججته .. قال بسخريه مليئه بالتهكم
” آه هذا واضح لذلك ارى أنك للأن لم تتحرك ”
شعرت بالخوف يتسلل لقلبها وهي ترى ملامح رويس تتغير لتحتد شيئآ فشيئآ هدر ببرود كالصقيع جمدها من الخوف
” لم يكن الوقت مناسبآ لي انذاك ولكنني بدأت ببعض الامور البسيطه قبل شهرين اعتقد أنك سمعت عنها واليوم بالذات اخبئ لك مفاجأه جميله ستعجبك كثيرآ ”
رفع حاجبيه بدهشه وقد سرت بجسده رعشه من المتعه ليقول بهدوء غامض
” لقد قرأت الصحف لقد كانت دمارآ للقصر والاهم من ذلك دمارآ نفسيآ واستطيع أن اهنئك لعدم ذهاب اي ضحايا ولكن اكاد اجزم انها بثت رعبآ هائلآ به .. أنت تستحق الثناء يوسف ”
لم تعلم ما هذا الدمار الذي احدثه هذا الرجل ولكن يبدو أنه جيد فزوجها يشجعه على ذلك .. نهش كيانها ما يسمى بالفضول لتقول بدون وعي منها
” عن ماذا تتكلمان ما هذا الذي قمتم بفعله هلا اخبرني احدكم ”
ارتسمت الدهشه على وجوه الجميع وكأنهم قد انتبهوا لوجودها الان وكم سائها ذلك فهذا الوقت كله وهي كالحشره التي لا قيمه لها ولا احد مهتم بوجودها لدرجة انهم نسوا ذلك .. أبتسم يوسف بأقتضاب وهو ينظر لها بنظرات حاول أن تكون لطيفه ليقول بلطف لا بأس به
” آه اعذري وقاحتي سيدتي .. لقد نسيت أن اعرفك بي .. انا ادعى يوسف رويس تشرفت بلقائك ”
ما كان منها الا أن تهتف وكأن احدهم يلقنها هذه الكلمات
” يشرفني لقائك سيد رويس .. انا رانيا سعيده جدآ بمعرفتك ”
اومأ برأسه وهو ينظر لها بعمق أنها جريئه وجرئتها تذكره بـ سارا تلك الشابه التي سلبت عقله قبل قلبه لتهرب بهما بعيدآ من هنا .. الى المانيا .. ربما ..
فجأه .. غاب كل شيئ عنها وقد ضاعت افكارها في غياهب الظلام ولم تدرك سوى أن صوت رصاص تعالى بالمكان وماثيو يجري بها الى مكان امن .. اختبئوا بمكان أمن بعض الشيئ وماثيو يضع يديه على صدرها بينما هي تحاول التقاط أنفاسها .. نظراتها تجول هنا وهناك من شدة الخوف بينما ماثيو يقول
” تبآ سلاحي ليس معي .. ما هذا الحظ اللعين ”
وقعت انظارها اخيرآ على يوسف وحارسه الذي يقف بجانبه وهما بطرف اخر بعيد عنهما وكل منهما يمسك مسدسه .. جحظت عيناها ما سر هذه الاسلحه الغريبه ومن هذا الذي يريد قتلهم .. حدث اشتباك عنيف بين يوسف وحارسه واولئك المجهولين .. لم يباليا بأي شيئ وكلاهما ينهب الارض متقدمآ للأمام يطلقان النار لم يتم قتل احدهم ولكن اصابا المجهولين بأماكن معينه ليمنعوهم من اطلاق النيران .. بعد مرور وقت ليس بقصير وقلبها يدق بعنف وسط هذه الفوضى العارمه التي حلت بالمكان والرصاص يتقاذف من كل صوب اخيرآ استطاعت سماع صوت ماثيو يهمس بأذنها بحنان فائض
” حبيبتي انتهى كل شيئ يمكنك فتح عينيكِ لا داعي للخوف ”
فتحت عينيها برعب وهي ترمش عدة مرات تحاول استيعاب كلماته لترتمي بعد ذلك بأحضانه تغمر رأسها بصدره وصوت نشيجها يتعالى وهي تهتف بألم
” لقد كنت خائفه .. خائفه جدآ ماثيو .. اعتقدت أنني سأموت ”
ربت على شعرها يحاول التخفيف عنها وهو يسند ذقنه على قمة رأسها يهمس لها بكلمات لطيفه تهدئ من روعها فما حصل لم يكن قليلآ بالاخص انها ليست معتاده على ذلك ..
صدح صوته يتبعثر مع نسمات الهواء الحاره فهذا فصل مزعج وهو لا يحتمله اطلاقآ بينما قدمه تسحق ذراع احد الرجال المطروحين ارضآ
” تكلم ايها الحقير من ارسلك لتنفيذ هكذا امر ”
التوسلات تخرج من لسانه كأنسياب الماء بأحد السواقي ولكن هل هناك مكان للغفران بقلبه وهم كانوا على وشك قتل سيده .. رفع رأسه عاليآ ينظر للسماء المظلمه اخذ نفسآ عميقآ ليزفره على شكل دفعات يخفف بها توتره .. ضغط بقدميه بقوه ليطحن ذراع الرجل وسط صرخاته المجنونه والتي انتشرت بالمكان صرخ بحده
” خذوهم من هنا واريد تحقيقآ مكثفآ لمعرفة من ورائهم وأن لم تنتزعوا منهم الاجابه فلن يمر الامر عليكم بسلام ”
تحرك بعض اتباع يوسف الذين يلاحقونه اينما يذهب من البعيد ويتدخلون عندما يجدون الامر محتد وهذا الامر كان يستدعي التدخل حملوا جميع الرجال الاوغاء واخذوهم بينما بقي بعضهم معه تحسبآ لأي طارئ هتف يوسف وهو يصر على اسنانه وصوت احتكاكهما وصل لمسامع الجميع
” أقسم لو كان هو فلن اعدي الامر على خير .. ”
استغرب الجميع من كلامه ولكن لم يتجرأ اي احد منهم على السؤال .. عاد يقول موجهآ كلامه لـ عمر وعيناه تتقاذفان شرارآ مخيفآ
” عمر اوصل له اوامري فليقم بتنفيذ المهمه ”
تحرك يسير هو وماثيو وسناريا يتبادلون الحديث وكأن شيئآ لم يحصل بينما عمر نفذ اوامره وهو يتبع سيده هو والحرس الاخرين بكل هدوء اما في الطرف الاخر فقد باشروا بتنفيذ المهمه … !!!
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع …..
يقف مستندآ على جدار الحائط وهو يدندن بموسيقى ما يمتع نفسه حتى يتلقى اوامر ذلك البغيض المزعج كما اخبره ذلك الرجل .. رن هاتفه ليخرجه من جيب سترته رأى اسمه يضيئ الشاشه مما جعله يقطب حاجبيه وهو يقول بأنزعاج
” لا اصدق انني وصلت لهذه الدرجه لقد أصبح يأمرني عمر ياللحظ اللعين .. ”
ضغط على زر الاجابه ليتحدث بنبره لطيفه متملقه
” مرحبآ عزيزي عمر كيف حالك وبوسف كيف حاله .. ”
سمع درآ جافآ من الطرف الاخر
” كف عن التملق أيها المعتوه .. يمكنك تنفيذ المهمه الان اعطي المغلف للمحرر ”
عقد حاجبيه بأنزعاج كيف يتجرأ هذا الاحمق على التفوه بهذا الكلام .. عليه أن يكون سعيدآ بأنه يساعدهم بدلآ من ذلك .. قال بتحذير
” أسمعني عمر استطيع أن اغير رأيي الان وفي هذه اللحظه لذلك لا تستفزني فأنا لا املك اعصابي ”
على الطرف الاخر قال بسخزيه
” نعم نعم فهمت .. هيا اذهب وسلم المغلف وتعال الليله لمنزل السبد اود اخبارك بشيئ مهم ”
كاد على وشك التكلم والسؤال عن الامر لكن انقطع الخط .. ابعد الهاتف عن اذنه وهو يضغط عليه بقوه حتى كاد يحطمه وهو يتمتم فيما بينه
” الحقير الوغد التافه عمر كيف يتجرأ على هذا معي ”
احتقن وجهه للغايه لدرجه تحول للون الاحمر وكأنه على وشك الانفجار .. ولكنه استعاذ من الشيطان فهذا ليس وقت العناد سيفعل هذا لأجل يوسف وليس لأن ذلك الغبي المعتوه اصدر له الاوامر فهو لا يخاف منه .. طلب من احد الصحفيين أن يدله على مكتب رئيس التحرير وقد اشار له على احد المكاتب ليشكره بأمتنان ويذهب اليه لتنفيذ مهمته .. داخل المكتب كان يتصفح بعض الملفات لديه وهو مقطب الجبين يلعن الحظ وافعاله فهم هذا الاسبوع لم يحصلوا على اي خبر دسم .. أقتحم المكتب بقوه من دون الطرق على الباب وكانه رجل همجي لا يعرف اداب الاستئذان .. فور وطوء قدمه على ارض المكتب اغلق الباب خلفه وهو يأخذ نفسآ عميقآ قائلآ بمرح
” واه واه ياله من جو بارد هنا على عكس الجو في الخارج أنه خانق ولا يحتمل ”
سمع صوت ضرب عنيق على المكتب والرجل الجالس خلف سطح المكتب يهتف بصوت عال حاد
” من أنت بحق الله وكيف تتجرأ على أقتحام مكتبي بهذه الطريقه الهمجيه .. ”
حدق بالرجل الجالس وقد استنتج أنه رئيس التحرير والامر ليس بحاجه للتفكير .. رمش عينيه عدة مرات وكأنه طفل صغير ليقول بعدها بلطف
” اوه سيدي اعذرني على تصرفي الارعن ولكن يجب أن اعطيك شيئ مهم ”
قطب الرجل حاجبيه ليقول بتساؤل ولكن نبرته لا تزال حاده
” قل ما لديك وارحل بسرعه هيا .. ”
توقف امام المكتب ورمى المغلف على سطحه قائلآ بأستمتاع
” وجبة اليوم الدسمه يمكنك الاطلاع عليها ”
لوى شفتيه بأحتقار من هذه النماذج اللعينه والتقط المغلف وهو يمزقه من اطرافه ليرى محتواه وعندما وقعت انظاره على ما بداخله شهق بقوه وقد تصلبت ملامحه لم يقل شيئآ في حين قال عبد الله بأسف
” بما أنك منزعج مني فلا بأس سأعود ادراجي انا وهذا المغلف الجميل اعذرني لتطفلي ”
باغته بسرعه وتناول المغلف من يده ليسرع الرجل قائلآ بتملق يقلل من قيمة شخص كبير مثله
” على رسلك ايها الشاب لا داعي للأنزعاج .. انا اعتذر ولكن ما سبب اعطائك هذا المغلف لي وكما انني اود الحصول عليه بشده ”
اخذ نفسآ عميقآ ليرتفع صدره معه ومن ثم يزفره بقوه وقد ارضى غروره هذا الاعتذار .. حك مؤخرة رأسه وهو يتمتم بشرود
” انه من شخص اعرفه وقد طلب مني أن اوصل لك كلامه بالحرف الواحد وهو يريد منك أن تنشر هذا في نشرة اخبار التاسعه اليوم ”
اومأ الرجل رأسه عدة مرات لا يصدق أن السماء تلقي عليه بالهدايا الرائعه كهذه .. سيكون سبقآ صحفيآ لا مثيل له وسيصدم الجميع .. قال شاكرآ وهو يصافحه
” انا اشكرك حقآ ايها السيد واعدك سيكون هذا الخبر الرئيسي لهذا اليوم وسنشعل الجو بالاثاره ”
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
(( نهاية الفصل السادس عشر )) ..