الفصل التاسع عشر قبل الاخير …
المحتوى الان غير مخفي
الـفـصـل الـتـاسـع عـشـر مـا قـبـل الأخـيـر لـ (( روايـة عـــــذراء الــــــشيطان )) …
احيانآ قد نعاني من الفقد ولكن ليس كل شيئ مشابه .. هل من حقك ان تفتقد من لا يهتم بأمرك .. اليس من الصائب ان تكف نفسك عن شخص لم يبالي بك يومآ .. تعيش حياتك بطريقه لطيفه .. تستمتع بكل لحظه .. هذا من حقك ولكن ان تصر على انك تحب شخص لا يحبك فهذا الجنون بعينه .. قرر انه لن يعيش الحياه بملذاتها فقط لان قلبه تحطم بغياب حبيبته .. لكن هل هذا الصواب ام انه يوهم نفسه بأنه وقع في هواها ..
*
*
خلال الموقف كانت امرأه تراقبهم من زاويه تستمع لحديثهم بأهتمام .. ترتسم على وجهها ابتسامه دافئه .. تركت المكان لتتحرك مغادره وبداخلها يسري شعور غريب ان فيصل وجد ضالته اخيرآ .. نظرات عشق تلك الشابه واضحه كالشمس في ربوع السماء ولكن الاحمق فيصل لا يرى ذلك .. ضحكت بخفه كم هو امر غريب .. يعتقد انه يحب سارا .. إلا انها بعد اختفاء سارا لاحظت ان فيصل لا يحبها مما جعلها تجزم انه مجرد اعجاب .. اما الان فالوقوع سيكون قويآ وها تلك ضالته تبرز امامه ولابد انه سينتبه لها قريبآ جدآ .. ربما .. رن هاتفها لتجيب بصوت عذب يقطر عاطفه
” نعم حبيبي سامي .. ”
على الطرف الاخر اجابها بأنزعاج -” اين انتِ بحق الله .. لقد قلبت المنزل ولم اجدكِ ..”
ضحكت بخفه وهي تستمع لصوته الغاضب بمتعه فهو لا يستطيع كبت مشاعره معها .. همهمت تقول
” ما الامر حبيبي لما انتَ منزعج .. انا في طريقي للمنزل احمل خبرآ رائعآ لك .. ”
لم يستطع كبت فضوله قائلآ -” ما هو !! .. اخبريني بسرعه .. ”
تعالت ضحكاتها اكثر تجيبه -” لا لا حبيبي .. سأصل بعد ربع ساعه بأقصى تقدير واخبرك بكل شيئ .. انتظرني .. ”
ارسلت له قبله عن طريق الهاتف لتغلقه بعد ذلك وضحكاتها تجلجل المكان .. لقد قررت انها ستخبر سامي عن هذه الشابه سيرين .. ستطلب منه ان يجلب المعلومات عنها وعن عائلتها كامله وان كانوا ذو سمعه جيده فستخطبها فورآ لـفيصل .. يجب ان يعيش حياته وهو بمقتبل العمر .. خرجت من الجامعه تستقل سيارتها لتنطلق للمنزل ..
*
*
نظراته تحدق بالبعيد وكأنه غافل عن قربها منه .. اعاده صوتها الخجول يهمس
” استاذ أيمكنني سؤالك عن شيئ ؟ .. ”
نظر ناحيتها بشرود ليجيبها بهدوء ليس معهودآ به
” تفضلي سيرين .. ”
ابتلعت ريقها لتفاجأه بسؤالها
” في الواقع استاذ جميع الطلاب يتسائلون عن سبب عزوفك عن الزواج !! .. ”
سألته بطريقه غير مباشره متحججه بالاخرين .. بينما هذا السؤال ينهش قلبها تود فقط معرفة جواب له .. تمنت بداخلها كثيرآ أن لا يكون السبب امرأه ما لأنها حينها سيتحطم قلبها .. اجابها وهو يبتسم
” الامر بسيط انا فقط لم اجد من هي مناسبه لي .. عندما اعثر عليها ستكونين انتِ اول المدعوين لحضور زفافي .. ”
شعرت بغصه في حلقها وسكين تغرز بقلبها .. اذن فهي ليست تحتل ولا جزء بسيط من افكاره رغم محاولاتها البائسه بجذب انتباهه.. لسعت حرارة الدموع عينيها ولم تشأ أن يراها تبكي لذلك استأذنت منه بسرعه لتغادر بعد ذلك سامحه للدموع تغطي وجهها لتحرق وجنتيها الجميلتين .. لكنها لم تدرك ان من كانت تخفي عنه دموعها قد رأها .. »» تسائل كثيرآ عن سبب حزنها المفاجئ ورحيلها .. لقد اعتقد لوهله انها انزعجت من اجابته او ربما تأثرت بها ولكنه ابعد قفزات خياله الخصب ورجح الامر الى اشياء كثيره غير ذلك .. غادر مكانه بخطوات متفاوته وهو يقسم بنفسه ان يستخدم نفوذه ليطرد ذلك الطالب الحقير الذي قلل من احترامه معه .. هذا اقل عقاب قد يوجهه له
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
ضحكات تملئ الارجاء وهمسات غزل يتبادلونها فيما بينهم وهم يتذكرون اول مره التقوا ببعض .. الابتسامه تشق وجهه ونظراته لا تفارق وجه محبوبته لكن مع ذلك لا تزال هناك غصه بقلبه لا يستطيع ان يمحوها مهما تقدم الزمن … مهما حصل لا يزال الماضي يحتل قلبه وافكاره وكل كيانه لا يستطيع ان ينسى ما حدث … صدح صوتها المتسائل
” سعود حبيبي بماذ تفكر .. ”
هز رأسه نفيآ قائلآ بهدوء
” لا شيئ حبيبتي .. لا شيئ ”
اجفلهما صوت طرقات قويه مجنونه على الباب .. في هذه الاثناء ذهبت الخادمه لتفتح الباب بسرعه .. سمعا صوت شهقه قويه ليهلع على اثرها ميرفات وسعود .. تجمد بمكانه وعيناه متسعتان يحدق بمن امامه .. ارتعش جسده بقوه وهو يحدق بصغيرته بجسدها المرتعش وثيابها الممزقه .. شهق بقوه ليهلع اليها بينما سقطت ميرفات على الارض ولم تعودا قدماها تحملانها بسبب افكارها السوداء التي تهافتت لذهنها بما اوحاه لها منظر ابنتها .. غطت دموعها وجهها وهي ترفض ان تفكر بأن ابنتها انتهكت .. همست بجنون
” سارا أنتِ لم .. لم .. مستحيل لا يمكن .. ”
بقيت مكانها ترتعش بينما سعود يسند ابنته عليه وهو يهزها بقوه
” سارا حبيبتي ماذا حدث معكِ .. من فعل بك هذا !! .. ”
لم تحرك ساكنآ .. بقيت واقفه مكانها كجماد لا حياة فيه .. عيناها غائمتان وكأنها ليست بهذا العالم .. مشاعرها متحطمه وجسدها يؤلمها بشده .. بالكاد نجت من لمسات ذلك القذر لولا وجود ذلك الرجل بأخر لحظه لينقذها … تشعر بأن احدهم يهز جسدها بقوه ولكنها لا تسمع شيئآ وعيناها لا تلتقطان اي مشهد امامها … هل فقدت بصرها ؟؟ .. لما لا تسمع ولا ترى ؟؟ من هذا الذي يهزها ؟؟ انتفض جسدها وافكارها تدور بمحور مظلم .. ترأى امامها مشهد ذلك الرجل وهو يحاول ان يؤذيها اهتز جسدها بقوه لتصرخ بقوه
” ابتعد عني .. ابتعد أيها الحقير .. لا تلمسني ..”
دفعت والدها عنها بقوه حتى كاد يسقط ولكنه تماسك بأخر لحظه .. هلعت الى غرفتها تركض بضعفها بكل قوه لتترك خلفها والدين مدهوشين منها .. تحرك سعود مصدوم يحدق بالسلم الذي اختفت منه ابنته .. قال بشرود
” ابنتي سارا .. ”
ساندت الخادمه ميرفات لتنهض عن الارض بعد ان بات جسدها منهارآ مهزوزآ بسبب ما رأته للتو من مضهر ابنتها الذي اخافها حد النخاج ولا تزال ترجو من الله ان يكون ما يخطر ببالها الان غير صحيح … بعد فتره دامت لمدة اسبوعين من انعزال سارا عن العائله ولم تسمح لأي احد منهم برؤيتها فقد كانت بحال يرثى له .. لا تزال تحبس نفسها بغرفتها ترتعش وهي تتذكر ذلك الرجل ومحاولته لأيذائها .. اخيرآ بعد عناء طويل من والدتها وتوسلات وجدت طريقآ لقلب سارا لتعطف على حال والدتها .. سمحت لها بالدخول .. اقتربت منها ميرفات ووجهها يعكس ملامح حزن فظيع تألمت كثيرآ على والدتها ولكن ما عساها تفعل الان ..
جلست على السرير بجوار ابنتها .. لم تكن تملك القوه للتكلم ولو بحرف فما رأته خلال الاسبوعين من حال مدللتها سارا قد اذهب بكل قوه قد كانت تمتلكها .. رأتها ترتجف امام عينيها وكم تخاف ان تسألها عن ما جرى لها .. خائفه جدآ .. خائفه ان تسمع ما لا يروقها .. اضطربت نبضات قلبها وابتلعت ريقها لتقول بحشرجه
” سارا ..”
شعرت بالخزي والخجل بنفس الوقت من الموقف الذي هي به .. تعلم جيدآ ما ترمي اليه والدتها ولكن ما بيدها لتفعله او ماذا تقول !! .. الم قوي يعتصر قلبها كيف لها هي سارا ان تكون بمثل هكذا موقف .. لسعت حرارة الدموع جفنيها لتقول بغصه
” لم يحدث شيئ .. أقسم لكِ لم يحدث شيئ .. ”
لم تكمل كلامها بل استسلمت لنوبة بكاء فضيعه قطعت قلب والدتها .. تضع يديها على وجهها وجسدها ينتفض من كثرة البكاء وشهقاتها تتابع الواحده تلو الاخرى قالت من بين ذلك
” لم اسمح له بلمسي .. لم اسمح له صدقيني انا لا ازال كما ولدت اقسم لكم .. ”
لم تشعر الا و والدتها تأخذ بـرأسها وتدفنه في حجرها وتنتحب على حالها .. لقد اصبحت تتصرف بهستيرثه .. قلبها يخفق بقوه منذ تلك الليله وهي لا تعرف كيف ترقد بسلام .. لم يراودها النوم يومآ لتهنئ به بل ليأتيها بتلك الكوابيس المرعبه .. قالت والدتها بأسى
” انا اصدقك حبيبتي .. اصدقك .. ”
احست بنبضاتها تهدئ بعض الشيئ وكأن ما قالته والدتها جلب السكينه لقلبها .. اغمضت عينيها وشعور بالامان يراودها .. لم يدم الامر طويلآ عندما سمعت والدتها تهتف
” اخبريني صغيرتي ماذا حدث بالضبط .. من فعل بك هذا !! .. ”
انكمش جسدها ورعشات خفيه سرت فيه .. لتقول بألم
” كـ .. كان يـ .. يريد ايذائي ولكنني هربت منه بصعوبه .. ”
توقفت عن الكلام تسترجع ما حدث ودموعها تغطي وجهها
” بعد ان فقدت الامل بالنجاه .. رأيت رجلآ يمشي في الزقاق وساعدني و .. وهو من اوصلني الى هنا .. ”
يجلس على كرسيه وعقله لا يزال يتردد بتلك الناحيه المضلمه منه والتي دفنها ببقعه بعيده جدآ وحاول نسيانها كما الحال مع صغيرته .. لكن الان وبعد هذه السنوات بالاخص بعد فقدانه لصغيرته عادت اليه تلك الذكريات .. لا يزال يتذكر كيف كانت صغيرته سارا ترفض رؤيته .. كانت تصرخ به عندما يحاول رؤيتها لم تتقبل رؤية اي رجل منذ تلك الحادثه .. يتذكر كيف عرضها على طبيبة نفسيه ولكن الامر لم ينفع حتى يأسوا من شفائها من عقدتها تلك .. حينها ضهر مهند وكان هو سبب تخلصها من عقدتها ولكن لا احد يعرف كيف .. يتذكر كيف كان يدخل لغرفتها مهند وصوت صرخاتها تهز المنزل وهي تقول بهستيرثه ” ابتعد عني لا تلمسني ” وبعد مرور اسبوع من وجود مهند خرجت سارا للمره الاولى من غرفتها والخجل يكسو ملامحها بينما مهند يضحك عليها بقوه ولا يعلم ما اللغز الذي يختبئ خلف تلك الزيارات .. بعد ستة اشهر فقط من حادثة الاعتداء خرجت سارا وكانت المره الاولى التي يراها بها فقد كانت ترفض رؤيته طول تلك المده وكم تألم انذاك وهو محروم من رؤية صغيرته ..
تنهد بقوه وعاد بضهره للخلف يستند على ضهر المقعد .. يشعر بالتعب يتغلغل بداخله حتى يكاد يكون عاجزآ عن الحركه .. بعد ذلك الوقت ورغم ان صغيرته غادرت غرفتها لكن قدماها لم تطئ خارج المنزل فما كان منهم الا أن بدأوا بدعوة العائلات الغنيه لديهم بحجة دعوتهم لتناول العشاء وتوطيد الصداقه لكن هذا كان كذبآ فقد كان يريد فقط ان يجعل ابنته تخرج من قوقعتها .. كدث له ما تمنى وبدأت تختلط بالشباب من جديد وقد شجعها هو وميرفات على الخروج معهم .. بعد فتره وجيزه اعتادت الامر واصبحت نجاتها الوحيده رفقة الشباب .. هما من تسببا بتدمير سمعتها واخيرآ يشكان بها بكل بساطه .. كم يتألم لما كاد ان يفعله لولا ندم مريم بأخر لحظه ..
تلقى اتصال من السكرتيره تعلمه ان السيده الالمانيه ميشيلا كريبتون تود رؤيته حالآ فسمح لها بالدخول .. دلفت الى المكتب بخطواتها المتناسقه وعلى وجهها ابتسامة وقار تبين مدى كونها امرأه محترمه بغض النظر عن كونها من بلاد غربيه .. نهض يرحب بها يشد على يديها بحراره ووجهه مشرق
” اهلآ وسهلآ بك سيدة كريبتون .. سعيد برؤيتك بعد هذا الوقت .. ”
اكتفت بأبتسامه لطيفه زينت محياها لترد عليه بوقار
” اهلآ اهلآ سيد اوزان وانا ايظآ سعيده برؤية وجهك الصبوح ”
اشار لها لكي تجلس والبسمه لا تفارق محياه ليعاود القول
” لما لم تخبريني بمجيئك !! .. كنت سأتي لأستقبلك في المطار .. ”
اجابته بنبره اربكته قليلآ وهي تضرب زجاج المكتب ضربات خفيفه كأنها ايقاع موسيقي
” في الواقع اتيت لأمر مهم للغايه .. لا اعرف من اين ابدأ .. ”
شعر ببعض القلق من نبرة كلامها ولكنه لم يهتم بل اجابها بهدوء عملي
” ما هو الامر سيدتي !! .. تفضلي تكلمي انا اسمعك .. ”
حدقت به بنظرات ثابته لتفجر القنبله بوجهه
” كما تعلم انا قررت الانسحاب من المشروع .. لا اود المجازفه بأموالي كلها .. انا اعتذر .. ”
اتسعت عينيه من الصدمه ووقع كلماتها يرن بأذنيه .. تنسحب من المشروع بعد هذا الوقت وهو قد ضحى بأمواله كلها هناك ولا يزال الامر ببدايته !! .. هتف بأنزعاج
” مالذي تتحدثين عنه سيده كريبتون .. الامر ليس لعبه لقد وقعنا عقد كما تعلمين .. ”
رفعت حاجبيها بدهاء لتجيبه بمكر
” الامر لا يهمني سيد سعود .. لا اذكر ان شروط العقد تكبلني وتجعلني غير قادره عن الانسحاب .. ”
نهض بقوه ليسقط مقعده المتحرك على الارض .. صدره يعلو ويهبط هتف من بين اسنانه
” انا لست دميه سيدتي .. الاتفاق جرى بيننا ولا يمكنك ان تخلي بـبنوده .. لقد نص احد الشروط على ..”
قاطعته ببرود وكأن الامر لا يهمها
” لم ينص اي شرط على عدم انسحابي منه تذكر هذا .. ”
بعد كلماتها هذه اخرجت نسخة العقد من حقيبتها لتلوح فيها امامه وهي تلوي شفتيها بمكر .. مزقتها الى نصفين امام ناظريه وكأنها تتحداه ان يقول حرف .. ولكنها لا تعلم بأنها قد اججت براكين غضب عارمه بداخله .. هدر بقوه الجمت لسانها
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
هدر بقوه الجمت لسانها
” اسمعيني يا هذه .. انتِ تعلمين بأنسحابك هذا سيتدمر كل شيئ وسأخسر انا كل ما املكه لأنني ضحيت بكل ما املك في سبيل انجاح هذا المشروع .. الامر ليس لعبه سيده كريبتون والامر ليس بهذه السهوله اتفهمين !! .. ”
صدرت همهمه ساخره من حنجرتها وابتسامه خبيثه تغطي وجهها التي تغير لتصبح تعابيره حاده .. قالت بتهكم وهي تنظر للبعيد
” صدقني انا قررت وانتهى الامر .. لعلمك ايظآ منذ البدايه انا دخلت بالمشروع لأتركه بهكذا وقت .. ”
لم يستوعب كلماتها وقد شلت الصدمه كل خليه به .. ماذا تعني بأنها دخلت لتنسحب !! .. كاد ان ينهار ولكنه امسك بسطح مكتبه يحاول ان يحافظ على توازنه .. خرج صوته مبحوحآ به غضه
” مالذي تقصدينه بهذا ؟ .. ”
هذا السؤال كان بموقعه المناسب وقد اطلق عنانه بالوقت المناسب ولكن يبدو ان ميشيلا لا تنوي الاجابه به .. صدرت تنهيده منها لتسير مغادره المكتب ولكن قبل ذلك قالت
” ابحث في ماضيك .. من اذيت لتعرف جواب سؤالك عما اقصد .. ”
توارت خلف الباب وقد غابت عن مرمى انظاره .. الماضي !! .. يبحث في ماضيه ليجد مقصدها !! .. لا يتذكر انه التقى بهذه المرأه عدا عن امور العمل التي كانت بينهما فيما مضى .. يكاد يقسم انه لم يؤذيها ولو قيد انمله لتدمره بهذه الطريقه !! .. لم يحتمل اكثر من ذلك سقط على الارض جاثيآ على ركبتيه وقد غامت الدنيا بعينيه .. لقد خسر كل شيئ لقد ضحى بماله وحلاله من اجل هذا المشروع ولكن الان وبحركه من تلك المرأه خسر ثروته كلها .. ماجت الارض من حوله وشعور قوي بالدوار يداهمه .. لم تمضي ثواني إلا وجسده يسقط على الارض مغمي عليه ولم يحتمل ما حصل معه توآ
*
*
خرجت من الشركه وقلبها يؤلمها قليلآ .. فعلآ لقد شعرت ببعض العطف مع سعود فقد بدى بحال لا يحسد عليها .. ركبت السياره وفور رؤيتها له تنهدت باسى لتقول بخفوت حزين
” لقد نفبت ما طلبته ورددت لك الدين يوسف .. ”
تفرست عيناه بملامحها الحزينه ليخرج صوته باردآ كالصقيع
” ارى انكِ متعاطفه معه ميشيلا .. ما الامر هاه !! .. ”
التف رأسها اليه تنظر له بحنق اجابته بملل
” فعلا لا قلب لك رويس .. الرجل يبدو طيبآ ولكن انت رأسك يابس ولا اعلم لما تود ايذاء المسكين .. ”
لوى شفتيه بسخريه وعيناه تنظران من خلال الزجاج لم يبدو ما يفكر به كان غامضآ اكثر من اي وقت مضى .. تردد صوته يتخلل اذنيها
” قد يبدو طيبآ ولكن داخله قاتل لا بد من عقابه وانزال العذاب به .. ”
شحبت ملامحها واصفر وجهها تحدق به متفاجأه من كلامه .. سعود قاتل !! .. هتفت بأنشداه
” لا اصدق هذا .. هل انت جاد !! .. ”
انفجر بالضحك .. لم يكن موقفه يستوجب الضحك ولا كلامها كان به طرفه .. لم يكن يضحك لسبب على الاقل هذا هو اعتقادها .. هتف من بين ضحكاته
” الامر صعب التصديق هاه .. اتسائل هل وجه سعود الطيب انتم فقط من يرونه !! .. اتسائل حقآ لما انا الوحيد الذي يمقتني بشده ويعاملني بجفاء ورعونه شديده !! .. ”
قطع كلامه لهنا ليعود الجد يسيطر عليه ووجهه تحتد ملامحه ليقول بحقد اعمى
” إلا اذا كان هو قاتل والداي هذا هو السبب الوحيد .. ”
صدرت منها شهقه استنكار او ربما عدم تصديق او دهشه ايآ تكون فهي كانت حقيقيه وما يزيد الامر سوءآ ان سعود يبدو رجلآ جيدآ على الاقل هذه ما تعرفه عنه .. صمتت لم تقل شيئآ او ربما لسانها لم يطاوعها على الكلام .. دارت وجهها لتنظر من خلال النافذه تفكر قما قاله .. يوسف لا يكذب كانت واثقه من ذلك ولكن ما دافع سعود لفعل ذاك الامر ما الدافع !! .. هذا السؤال ظل يتردد بعقلها ولكنها لم تعثر على اجابه ولم تطاوعها الحروف لتسأل يوسف فلم تجد اقسى من الصمت بهكذا موقف ..
نظر من خلال المرأه الاماميه للسياره نحو سيده .. القلق بدأ يجد طريقآ نحوه بسهوله .. اذا لم تعد سارا خلال ايام قليله فـسيده لن يكون كما يعهده اي احد .. بدأ يتغير الان للأسوء بعد كل هبا الوقت من بعدها .. انه يصبح اقسى من قبل ومشاعره عادت تموت من جديد .. عقله لا يجد حلآ لهذه المشكله اللعينه كيف سيحافظ على سيده حيآ بينهم يؤمن بالمشاعر !! .. تلقى اتصال من احدهم
” مرحبآ .. ”
على الطرف الاخر -” سيد عمر لدي اخبار سارًه لك .. ”
قال ببرود -” هل وجدتها !! .. ”
اجابه بأبتسامه وصوته مليئ بالحيويه -” انه بشأن انسه اوزان في الواقع وجدتها عن طريق امرأه التقت بها واكدت انها رأتها .. ”
نظر من خلال المرأه لسيده وجد ملامح الارهاق تعلو وجهه
*
*
يشعر بتعب فضيع وكأن عضامه ستطحن من شدته .. تراخت عضلاته واسند ضهره للخلف .. اغمض عينيه وقد بان الارهاق على ملامحه المتعبه .. تنفسه مضطرب بالكاد يستطيع جر نفس وكأن العمليه باتت صعبه ومؤلمه له .. همس بخفوت ويده على جبهته
” اين انتِ سارا !! .. ”
نبضاته تؤلمه بشده من كان يتوقع ان رجلآ مثله يائس من ايجاد محبوبته !! .. من يصدق انه يخسر امرأه ما بينما جميع النساء ترغب به !! .. ياله من امر غريب من يرغب بها هربت ومن لا ينظر اليهن يترامين عليه .. تناهى لسمعه صوت عمر كأنه قادم من البعيد
” هل وجدتها .. ”
انتفضت احاسيسه كلها متيقضه لما يتكلم به عمر فما يبدو ان الامر يتعلق بمحبوبته .. عاد عمر يقول وسط تلهف يوسف
” فهمت لا بأس واصل الامر .. انتظر اتصالك مجددآ .. ”
كاد ان يتكلم ولكن فاجأه عمر بأيقاف السياره ليهبط منها ويفتح الباب للسيده ميشيلا .. هبطت من السياره بعد ان ودعت يوسف وذهبت للفندق لترتاح قبل ان تسافر الليله تعود الى بلدها المانيا .. عاد عمر وركب السياره ينطلق بها من جديد قال بأسى
” هل وجدتها عمر .. ”
احنى رأسه الاخير يشعر بالحزن
” للأسف لا يا سيدي .. ”
عندما سمع هذه الكلمات ارتد جسده للخلف بقوه وكأنه تلقى لكمه .. لقد فقدها للأبد ربما تسلل اليأس يملئ قلبه لقد مضى شهر ونصف يبحث عنها ولا يوجد اي اثر لها كأنها سراب لم تكن موجوده يومآ ..
قال بصوت مهتز
” ان لم تجدها يا عمر فالافضل ان لا تريني وجهك مجددآ .. ”
اضطربت انفاسه رفع يده يضعها على قلبه يحاول ان يأخذ شهيقآ قويآ .. اغمض عينيه وهو يلعن نفسه على هذا الضعف الذي يسيطر عليه .. يوسف رويس ينهار هكذا بسبب امرأه !!
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
انتابه القلق وهو يطرق الباب منذ اكثر من عشر دقائق ولكنه لم يسمع ردآ حتى ان السكرتيره قد اتصلت به ولكن بلا فائده لا يجيب على الهاتف .. نظر ناحيتها ووجهه يعكس قلق وخوف فضيع ليقول بصوت مرتعش
” هل تعتقدين انه غاضب او شيئ من هبا القبيل !! .. لما لا يرد على اي احد منا !! .. ”
هزت رأسها بالنفي فهي لم تكن تعلم ولكن حركتها ازعجته من الداخل هو ثريد اي احد يطمئنه على ما حدث للسيد بعد خروج تلك المرأه .. ابتلع ريقه وعاد ينظر للباب وهو يضع يده على مقبضه قائلآ بأرتباك
” سأدخل من دون اذن بما لأطمئن عليه واذا انزعج فلا بأس سأحتمل ذلك ولكن لم يعد لي صبر على هذا انا قلق جدآ عليه .. ”
قال ذلك وفتح الباب بأرتباك شديد ولكن ياللعجب لم يرى سعود .. دقق النظر حوله ليشاهده مرمي على الارض غائب عن الوعي .. هلع اليه بقوه وهو ينادي بخوف
” سيدي .. سيدي مالذي جرى لك .. ”
جثى بقربه واخد برأسه يضعه في حجره .. ضرب خده عدة مرات بخفه وهو يصرخ بأسمه ولكن من دون فائده .. على اثر صوته العالي دخلت السكرتيره ووجهها شاحب صرخت بخوف
” استاذ كريم ما به السيد سعود .. ”
نظر نحوها بعيون حاده يصرخ بها ودموعها قد شكلت خطين متوازيين على خده
” احضري معطر بصل اي شيئ بسرعه .. ”
توقفت تنظر اليه بأشداه لتهز رأسها اخيرآ وتجري لتحضر له ما قال عنه .. بعد عدة ثواني احضرت له معطرآ مدته نحوه بيد مرتجفه وهي تقول بأرتجاف
” هل سيكون بخير استاذ كريم .. ”
لم يبالي بها تناول من يدها المعطر ورش بعضآ منه على باطن كفه ليشممه لسعود .. بعد عدة ثواني استيقظ يسعل بقوه ليحمد الله كل من كريم وتلك السيده على سلامة الرئيس ..
ادار عينيه بأرجاء المكتب مرورآ بالسكرتيره لتستقر اخيرآ على وجه كريم الشاحب قال بتعب
” اين انا !! .. ”
شعر بالارتياح على سلامة السيد سعود قال بلهفه
” سيدي الحمد لله انك بخير .. ”
تنهد بأرتياح ليعاود القول وصط تقطيبة سعود
” لقد وجدناك مغمي عليك .. اعتقد انه لا بد من اصطحابك للمشفى لكي نطمئن على صحتك .. ”
اغمض عينيه بقوه وكأنه يستذكر ما حدث له انسلت دمعه يتيمه على خده تشرح مدى انكساره وهو ينهض بضعف ليعتدل بجلوسه .. اشار لسكرتيرته قائلآ
” احضري لي كأس ماء اشعر بالعطش .. ”
اومأت برأسها لتغادر المكتب بسرعه .. استغل كريم عدم وجودها ليقول بتساؤل
” سيد سعود ما الامر منذ خرجت السيده كريبتون من هنا وانت حدث لك ذلك .. هل الامر يتعلق بالعمل ؟ .. ”
نظر اليه بتعب ليهز رأسه بأسى وهو يزم شفتيه بقوه وكأنه يكبت ما بداخله من الم .. قال وهو يحني رأسه
” لقد خسرت كل ثروتي يا كريم .. خسرت كل شيئ .. ”
علت الصدمه وجهه وكأن الدم قد سحب منه لم يستوعب بعد ما يقول السيد سعود ؟ .. هل يعني حقآ ما يقول ام انه يهلوس ؟ .. بحركه خرقاء وضع يده على جبهة سعود وكأنه يرجح كلامه الغير معقول الى ارتفاع لرجة حرارته او اي شيئ اخر .. اي شيئ عدا عن ان يكون كلامه صحيح .. التوت شفتيه بسخريه وابعد يد كريم عنه ليقول بتعاسه
” لا تكن احمقآ انا لا ازال بعقلي .. انا لا اهلوس كريم انا اقول واقعآ مريرآ .. ”
نهض بطوله وعيناه نظراتها موجهه الى اللامكان قال بصوت اشبه بالهمس
” لا تقل بأنها انسحبت من المشروع .. ”
*
*
جرجر نفسه من افكاره بصعوبه لا يزال للأن غير مصدقآ لما قاله سعود .. من كان يتوقع ان تكون ميشيلا مخادعه كانت منذ البدايه هدفها تدمير سعود !! .. لماذا يا ترى ؟ .. مالذي سيحدث الان بعد ان تحطم كل شيئ .. لا بد ان المصرف سيطالب بشركته لأنه رهنها بتسرع مقابل تمويله لذلك المشروع يالها من مصيبه حلت على رؤوسهم .. تنهد بقوه وهو يضرب كف بكف
قاطع اختلائه صوت صديقه يقول بهدوء
” كريم الامر لم يؤثر عليك فحسب بل على الجميع .. ”
رفع رأسه بهدوء ثنير اليه وكأنه انتبه له للتو ضحك بسخريه قائلآ
” انا لا اهتم استطيع ايجاد عمل اخر .. لكنني مستاء لأجل السيد سعود انه رجل طيب ولا يستحق ذلك .. لا يستحق ما يحصل معه المسكين انه يخسر شيئآ تلو الاخر .. اولآ ابنته والان شركته وغدآ الله وحده يعلم ماذا سيخسر ايظآ .. ”
رفع الاخير حاجبيه بتفاجأ لم يكن يتوقع ان كريم غير قلق بشأن نفسه بل قلق على رئيسه قال بشرود
” يالك من رجل يا كريم انت ذو قلب طيب بالفعل .. اتسائل كيف لم تتوفق في زواجك !! .. ”
احتدت عيناه بشكل خطير وقد تسلل الانزعاج اليه نئى برأسه بعيدآ ليقول بثبات
” لو سمحت يا صديقي انا اكره ان يأتي احد على ذكر امور تتعلق بحياتي الخاصه .. ”
اومأ الاخير رأسه بتفهم لينهض بخفه والبسمه تزين وجهه الاسمر قائلآ بمرح
” اعذرني الان يتوجب ان اعود للمنزل لقد تأخر الوقت ولا بد ان زوجتي بأنتظاري الان .. ”
عندما سمع كلمة زوجه خفق قلبه بقوه ربما هو لا يزال يشعر بالشوق نحوها ولكن ليس باليد حيله .. نهض بدوره من مكانه يسير معه لباب المنزل ليصافحه بحراره ويرحل من بعدها .. اغلق الباب ببطئ شديد ليستند بعدها بضهره عليه ويتراخى جسده ليجلس على الارض ينظر بعيون زائغه لممرات منزله .. لقد اصبح كل شيئ موحش من بعدها ولكنه اعطاها فرص كثيره وجميعها ضيعتها بحماقه منها .. وضع كفه على قلبه يستشعر نبضاته كان بحال سيئ هو يحبها نعم يقسم بأنه يحبها ولكن ماذا يفعل لو كانت هي معشوقته مجنونه هكذا !! .. لم تكن تثق به مطلقآ وكان الحل الوحيد الانفصال لا يزال للأن لم يرسل لها ورقة الطلاق يشعر بأن الامر صعب جدآ .. لا يستطيع قطع رابط امتلاكها .. لا يستطيع ان يتخيل زواجها من رجل اخر لو فعل ذلك .. تنهد بقوه ونهضx من مكانه لينام الوقت متأخر وغدآ لابد ان يرى صعود ليطمئن على حاله الذي لا يسر ..
دلف الى غرفته ليستلقي على الاريكه اتاه اتصال من شخص ما كان رقم غريب لا يعرفه اجاب بصوت متزن
” مرحبآ .. من معي ”
على الطرف الاخر صوت انثوي يبدو عليه الكبر -” هذه انا كريم .. عمتك .. ”
قطب حاجبيه متسائل من اتصالها بمثل هذا الوقت شعر بالقلق حول سمر وبدأت الافكار السوداء تطد طريقها لعقله
” ماذا هناك عمتي هل سمر بخير ؟ .. ”
صدرت منها تنهيده متعبه لتقول بتعب -” بني سمر ليست بخير اطلاقآ منذ اتيت بها لمنزلنا .. انها لا تأكل ولا تشرب تقضي يومها بالنحيب .. ”
لم يعرف ماذا يقول ربما لأن عمته ام زوجته تلمح له ان يعيد ابنتها اليه .. الى حيث تنتمي .. قال بعد فترة صمت بدت موحشه للعمه
” انا لا اعرف ما اقول عمتي ولكن الامر ليس جيدآ لو اعدتها الان .. لابد ان تبقى لديكم لفتره ما لنستطيع حل مشاكلنا وربما قد ننفصل .. لأكون صادقآ معك الانفصال هو اكثر حل وارد لنا لأن ابنتك لا تفهمني اطلاقآ .. ”
شهقت بقوه مستنكره كلامه لتقول بصرامه -” واياك والتفكير بالطلاق كريم .. انا اعلم انك تحبها وهي كذلك تحبك لا بل انها تعشقك ولكن انتما لا تفهمان بعض وعليكما حل الامور بينكما وليس بهذه الطريقه .. ”
استمع الى كلامها بأنصات كانت صادقه فيما تقول ان الحل الافضل هو كل المشاكل بينهما ولكن صمر لا ينفع معها هكذا امر ان رأصها يابس ولا فائده من الكلام معها ..
كاد يتلكم ولكنها عاودت تقول بثبات -” اريدك غدآ ان تأتي لأصطحابها من منزلنا .. مكانها معك فحسب بني نحن بأنتضارك .. الى اللقاء .. ”
اغلقت الهاتف من دون ان تسمع رده .. ابعد الهاتف عن اذنه يحدق بالفراغ يفكر بكلامها لو تبع عقله فكلامها صحيح ولكن لو اتبع كبريائه فالامر الصائب لديه هو تركها بعيده عنه والانفصال عنها .. هو يشتاق اليها نعم يشتاق كثيرآ لها ولكن هل يود عودتها من جديد وبدأ سلسله جديده من المشاكل والاتهامات بينهما .. هل يرغب بأن يستمر بحياته مع امرأه تنفر منه وتشك به بكل صغيره وكبيره .. زفر بقوه ليستلقي على السرير ينشد النوم وغدآ لكل حادث حديث
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
استيقضت من نومها مفزوعه .. انفاسها مضطربه .. صدرها يعلو ويهبط بقوه .. قلبها مقبوض .. استندت بجسدها على اطار السرير تفكر بالكابوس الذي يراودها منذ اسبوع كل ليله .. نفس الحلم يتردد عليها بنفس التفاصيل .. فتحت فمها قليلآ تتنفس من خلاله لتملئ صدرها بالهواء كانت تشعر بأختناق فضيع .. انسابت دموعها تغطي وجهها بلا احساس منها تشعر ان مكروهآ سيصيبه قلبها يحدثها بذلك .. عادت تتذكر لحظاتها معه كم كانت سعيده على الاقل ربما كانت كذلك .. رغم انه اغرقها بمشاعر واهمه ولكنها لا تستطيع الانكار انها احبته بشده رغم كل شيئ .. بغض النظر عن الوهم الذي كانت تعيشه وبغض النظر عن خداعه لها إلا انها ليست نادمه لأنها احبته .. لا يزال قلبها للأن يخفق له ولشخصثته القويه المتسلطه .. تتمنى حقآ لو يعود الماضيوتعود تلك اللحيات التي قضتها برفقته .. مؤلم حقآ ان تخسر شخصآ تحبه والاكثر ايلامآ ان قلبه لم يخفق لك يومآ .. سمعت طرقات على الباب رددت بهدوء
” ادخل .. ”
اطل مهند برأسه من خلال الباب وعلى وجهه ابتسامه عريضه .. هتف بمرح
” صباح الخير جميلتي .. هل استيقظت .. ”
اومأت برأسها تنظر اليه بلطف لا تستطيع ان تتخيل حياتها الان لو لم يكن مهند موجود يا ترى ماذا كان مصيرها من دونه !! .. ابعدت هذه الافكار السوداء عنها اجابته بحنان فائض
” تفضل ادخل مهند انا مستيقضه .. ”
دلف للداخل وهو يسير بثبات اتجه نحو النافذه ليفتح الستائر يسمح للضوء بالمرور لداخل الغرفه .. قال وهو ينظر للأمام من خلال النافذه
” سارا هناك شيئ مهم يجب ان تعرفيه .. ”
انتفضت مشاعرها وتخبط قلبها بداخل صدرها .. شعرت بالخوف الشديد هل يعقل ان يوسف حدث له مكروه .. هتفت بذعر
” هل حدث شيئ لـ يوسف .. هل هو بخير .. ”
نهضت بقوه من السرير تتجه نحوه لتقف ورائه وتديره ناحيتها .. غطت الدموع وجهها والالم سيطر على ملامحها .. عادت تقول
” ارجوك اخبرني انه بخير .. لا تقل ان مكروهآ اصابه .. ارجوك .. ”
وضع يديه على كتفيها يربت عليهما والابتسامه لا تفارقه .. قال بلطف
” لا داعي للقلق صغيرتي انه بخير .. الامر يتعلق به فعلآ ولكنه ليس كذلك .. ”
حدقت اليه بأنشداه وعيناها ترمش عدة مرات .. لم تفهم ما يقصد ولكن ارتاحت قليلآ عندما اخبرها انه بخير .. اخذت نفسآ عميقآ لتسأله بحزن
” ما هو الامر اذن .. ”
استدار نحو النافذه لا يعرف من اين يبدأ او ماذا يقول .. حتى لو كانت مغرمه بـ يوسف وتهتم لأمره فهي لا تريد لأحد ان يعرف مكانها وبصدق هو لا يستطيع تخيل كيف ستكون ردة فعلها .. قرر ان يخاطر ويخبرها بالامر .. قال بهدوء وسمعه مرهف لردة فعلها
” في الواقع لقد وصلتني اخبار ان يوسف رويس يبحث عنكِ هنا .. ”
تناهى لسمعه صوت شهقه قويه انسلت من بين شفتيها استدار اليها يحدق بها رأى وجهها شاحب للغايه وكأنه قد خلا من الدم من شدة صدمتها .. ادرك انها ستندهش من الامر وستتألم كثيرآ بالاخص تجنبها لذكر الماضي جعله يراجع نفسه عدة مرات قبل ان يخبرها بالامر .. ولكن الامر ليس من الصائب ان يبقى مخفي عنها ولا بد ان تعلم به لتكون على اطلاع بكل شيئ من حولها .. عاد يقول
” اتذكرين المرأه التي التقيت بها ببداية وجودك هنا .. لقد تم سؤالها عنك واروها صورتك ايظآ ولكنها انكرت معرفتك كما قلت لها من قبل .. ”
شعر بالحزن عليها كانت تبدو وكأنها من الاموات .. هزيله جدآ ووجهها شاحب للغايه ولم تعد تمتلك ذلك البريق الاخاذ بعينيها لقد اختفى منذ تلك الليله التي رأها تحت المطر قبل شهر ونصف .. احنى رأسه يتجنب نظراتها المنكسره عندما سمع صوتها المهتز
” يـ .. يـوسف يبحث عـ .. عني !! .. ”
ابتلع ريقه وحاول استجماع شجاعته لينظر اليها فهي برقتها وشكلها المرثي الذي لم يره سوى الان بعد تلك الليله الماطره .. واجه نظراتها بأبتسامه حزينه ليكتفى بأيمائه بسيطه من رأسه .. انسابت دموعها تغطي وجهها لينفطر قلبه اكثر عليها وحينها لعن نفسه لأنه اخبرها بالامر .. ليته بقي ساصمتآ حينها لما رأى منها كل هذا الضعف .. كاد ان يتكلم .. ثتلكم بأي شيئ فقط لا يبقى امتآ ولكنها سبقه تقول بضعف
” ماذا يريد مني !! .. ”
تجمدت نظراته عليها وسؤالها قد فتح له افاقآ واسعه وجعله يدرك امرآ ولكنه لا يستطيع ان يجزم بانه حقيقي .. هل ما يتوقعه صائب ام انه وهم !! هل يمكن ان ثكون يوسف واقعآ بحبها بعد كل هذا الوقت .. فغر فمه من افكاره المجنونه .. سمع صوتها يتردد بهمس
” ما بك مهند !! .. ”
ابتسم بمكر وكم يتمنى ان تكون افكاره له صحه على ارض الواقع وليست مجرد وهم .. هز رأصه نافيآ ليقول بمرح
” لا شيئ جميلتي .. وبشأن سؤالك عن يوسف فـبصدق لا اعلم ما يريدهِ منك ولكن سأحاول اكتشاف ذلك .. ”
اكتفى بذلك وخرج من الغرفه بسرعه وكأنه يهرب من شيئ وسط دهشتها .. فتحت فمها كالبلهاء من حركته الغرييه هذه ما معنى هذا !! .. فجأه ارتد جسدها للخلف وغام وجهها بالالم اذن حبيبها بعيد المنال ها هو يبحث عنها .. ضحكت بسخريه من نفسها لوهله شعرت انه يرغب بعودتها له كم هي غبيه وحمقاء لا بد ان السيد رويس لديه خطه جديده ليستغلها به ولكن هذه المره لا والف لا لن تكون ضحيه سهله بمتناول يده .. ستكون امرأه قويه يشهد لها الجميع بذلك .. ستريهم من هي سارا .. سارا فحسب اسمها بات مجرد فوالديها قد تبرئا منها وقد اصبحت نكره لا قيمه تعريفيه لها .. توجهت نحو السرير لتتناول هاتفها من جانبه ضغطت على بضع ازرار لتضعه بعد ذلك على اذنها .. تناهى الى سمعها صوته .. صوت حبيبها الذي مضى شهر ونصف لم ترى وجهه امامها سوى بالطيف دومآ يأتي لزيارتها يمنعها من التفكير بنسيانه ربما لأنها لم تعد تجد بيومها متعه سوى تلك اللحظات التي يأتيها بالحلم ولكن ليته حلم مريح !! .. دومآ ما تراه يغرق بالبحر ويفارق الحياه وقد باتت تخاف منه كثيرآ فهذا الحلم دومآ يتكرر عليها مضى له اسبوعآ لا يفارق لياليها وقد بات يؤرقها كثيرآ ..
” سارا تكلمي .. ”
شحب وجهها كيف استطاع ان يعرفها حتى انه عندما اتصلت به قبل اسبوع عرف انها هي .. كيف يمكنه ان يتعرف عليها وهي لم تتكلم بحرف .. اغمضت عينيها بقوه تعتصرهما بشده تحاول ان تستجمع شجاعتها كي لا تضعف وتنهار .. عاد يقول بصوت حزين
” سارا ارجوكِ قولي اي شيئ .. الا ينوي قلبك أن يحن ويرأف بحالي البائس ؟؟ .. ”
لم تستطع منع دموعها اكثر من ذلك وهي تستمع لكلماته ذات النبره الصادقه والحنونه لقد بدى لها صوته حزين للغايه هل يعقل انه يفتقدها !! .. نفضت هذه الافكار الجنونثه والمستحيله من عقلها .. ابتلعت ريقها وهي تسمعه يقول
” عودي سارا .. عودي وانا اعدك أن ينصلح كل شيئ وستعود حياتك افضل من اي وقت مضى .. ”
خفق قلبها بقوه من كلماته المغريه .. نعم مغريه فهو يطلب منها ان تعود لبلدها وترى كل من تحبهم هناك .. ترى من تحبهم وقد خذلوها وتخلوا عنها .. اقسمت بداخلها انها لا ولن تضعف قررت اخيرآ ان تتكلم خرج صوتها مبحوحآ ثابتآ ذو نبره حاده
” مرحبآ بك يوسف .. انا لم اتصل بك لأسمع منك هذا الكلام السخيف .. ”
اجابها بصوته الجذاب الذي يثير اكبر امرأه على وجه هذه الارض
” اذن ما هو الاهم من الغزل بجميله مثلك عن طريق الهاتف !! .. ”
لم تمنع نفسها من الضحك على طريقته بالكلام هو حقآ رجل صعب ليس من السهل ان تقف بوجهه امرأه انه قادر على جعلها تلين بكل سهوله ولكن هذا ليس بصالحها الان .. عادت تقول بسخريه لاذعه
” اسمعني جيدآ سيد يوسف كلامك المنمق هذا لا فائده منه ولم يعد ينفع معي .. انت لا تستطيع خداعي مجددآ .. انا اتصلت لأخبرك ان تكف عن البحث عني فهذا بلا فائده .. صدقني يا يوسف لو بحثت المانيا شبرآ شبرآ وقلبتها رأسآ على عقب فلن تجد لي اثر .. انا لا ولن اعود اطلاقآ افهم هذا لقد انتهت حياتي معكم وادركت جيدآ انني لا اعني شيئآ لأحد لذلك انسى امري فأنت لن تراني مره اخرى إلا برغبه مني .. ”
زفر بقوه ليقول بحده وقد استطاعت ان تجعفه يفقد اعصابه
” ماذا تعنين بكلامك هذا !! .. اقسم لو لم يبق سوى يوم واحد بحياتي فسأجدك .. اتفهمين سأجدك .. ”
لم ترد عليه بقيت صامته وشعور بالخوف ينتابها .. شعور قوي بأنه لو وجدها يوسف فستتدمر حياتها بالكامل فهي لا تريد ان تعود للألم .. لا تريد ان ترى وتسمع اتهاماتهم نحوها وتعود لها كل تلك المشاعر المؤلمه .. انهار جسدها على السرير ودموعها تجرى على وجنتيها دموع الذل .. عاد يهتف ولكن صوته بدى رقيقآ جدآ
” سارا انا اسف لكل ما حدث مسبقآ .. اعترف أنني اخطأت بخداعك ولكن الامر كان رغمآ عني .. انا حقآ اسف صغيرتي الخجوله .. ان كان قلبك لا يزال يخفق لأجلي فعودي انا بأنتظارك .. ”
اغمضت عيونها بقوه تناشد قوتها ان تعود لها .. انسلت شهقه قويه من حنجرتها ليعلو صوت نشيجها لقد هاجت جميع احزانها بسببه قالت بصوت باكي حطم قلبه
” يوسف كن حذرآ هناك شخص يود اذيتك .. لا اعلم من هو ولكن كابوس فضيع اراه كل يوم بالمنام .. اراك تغرق ببحر عميق وتفارق الحياه ارجوك انتبه لنفسك .. ارجوك كن بخير ..”
اغلقت الهاتف لتستسلم لنوبه بكاء قويه مزقت قلب مهند الذي يقف خلف الباب يتنصت عليها .. تعالت شهقاتها وقلبها يتمزق على حبها البائس تقسم انها لا تزال تحبه .. لا لا بل تعشقه .. تعشقه بجنون وليتها تستطيع ان تجعله لها .. ليته يكون ملكها هي وحدها وتقضي معه ايام حياتها الباقيه .. كم تتمنى بشوق ان تكتشف معه ما يعشقه الرجل بالمرأه .. هو الوحيد الذي يريده جسدها يريده بشده .. استلقت على السرير تندب حظها البائس اللعين الذي يحرمها من كل ما تحبه
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
يمسكه من تلابيبه وهو يصر على اسنانه بقوه لا يصدق ان الخائن كان طول هذا الوقت بينهم وهم لا يدركون ذلك .. هتف بغيض
” تكلم قبل ان افقد اعصابي اكثر .. ”
ضحك بقوه وهو يمسح وجهه بكفيه غير مبالي بما يعتمل بداخل الضابط امين .. قال ببرود
” ماذا يجب ان اقول اخبرني لأفعل ذلك .. ”
شعر بالمتعه وهو يرى الغضب يستعر اكثر فأكثر بحدقتي امين لقد كانتا تشتعلان بنيران قد تحرق الاخضر واليابس .. عاد يقول ليزيد غضبه اكثر
” اممم ما بك امين البائس لما انت غاضب لا داعي لذلك لقد حصلت على متعه كبيره صدقني لقد كانت تصرخ بصوت عالي وهي بأحضان مراد .. ”
لم يكن يتوقع مثل هذه الكلمات من هذا الحقير وكأنه وطد نقطة ضعفه ليستغلها بها .. تمزق قلبه الى اشلاء لا يستطيع تخيل رانيا بتلك الحاله الفضيعه .. لم يحتمل اكثر لا يستطيع ان يكبت غضبه اكثر من ذلك ورغم انه وعد السيد عبد العزيز انه لن يفعل شيئآ سيئآ لـخالد ولكنه لا يستطيع ان يبقى بلا ردة فعل من هذا الكلام انه يصف له معشوقته التي كان يحلم بها كل ليله وهي بأحضان رجل غيره يسلبها عفتها ببشاعه .. لا بد لهذه النار التي بداخله ان تخمد ولو قليلآ فلم يتمالك اعصابه المشدوده وترك لنفسه العنان بضرب خالد بقسوه وهو يلكمه المره تلو الاخرى على صدره ووجهه ليفرغ قليلآ من غضبه ..
دخل عبد الله هو وعبد العزيز بسرعه لغرفة التحقيقات ليبعدا امين عن خالد بصرعه قبل ان يقضي عليه .. حاول الافلات منهما وهو يتلوى بين قبضة عبد الله الذي قيد ةعصمثه من الخلف بقبضته القويه همس بأذنه
” اهدأ امثن ارجوك انه يستفزك .. ”
لم تكن لكلماته اي تأثير او مفعول ولو قليلآ بل زادت من شراسته ولا يزال يحاول الافلات من قبضتيه بكل قوته هتف بغضب
” اتركني عبد الله .. ابتعد عني والا سأجعلك تندم .. ”
لم ينصاع له فعاد يكرر بغضب اشد
” قلت لك اتركني ايها الحقير .. دعني اؤدبه لهذا الوغد التافه .. ”
شعر عبد الله بالشفقه عليه وكاد ان يتكلم ليخفف عنه ولكن دوى صوت عبد العزيز يصرخ بقوه
” امين كف عن حماقتك هيا اخرج .. ”
استطاع اخيرآ ان يحرر نفسه تنفس بعمق ومشاعره تغوص بداخله قال من بين اسنانه
” اقسم لن ادع الامر يمر بسلام .. ”
خرج وهو ينهب الارض بقدميه بقوه يشعر انه ليس بخير .. ليس بخير اطلاقآ .. انفاسه مضطربه وصدره يعلو ويهبط بقوه يحاول ان يأخذ نفسآ ولكن بلا فائده وكأن الهواء انحسر من حوله .. قلبه يؤلمه بشده والضيق ينهض بكيانه يود لو لم يتدخل عبد الله والقائد لكان الان قد قتله .. توجه نحو مكتبه مباشره حيث اخذته قدماه .. جلس على مكتبه بتعب وجسده يئن من الوجع .. لقد خسر نعم خسر !! هو دخل ارض الحب مرتين وفي كلتاهما خرج منهما خاسرآ .. لا يزال يتذكر لحظاتهما معآ لقد كانت اروع امرأه بحياته رغم جمالها الاعتيادي .. لا يزال لليوم يحبها ويرغب بعودتها انها حبه الاول .. لقد كان طوال الوقت امامه لا بد انه كان يسخر منه .. شعر بأنزعاج اشد من هذه الافكار حتى تقافزت الدموع من عينيه بأنكسار وعقله يعود للوراء يسترجع ذكرياتهما معآ لقد كان سعيدآ جدآ معها كانت تتدلل عليه ودومآ تطلب منه ان يتزوجا ولكنه كان يؤخر الموضوع وانه لا يزال الوقت مبكر .. جرجره من افكاره صوت طرقات على الباب ليدخل من بعدها كاظم
” سيدي .. ”
حدق به بحيره لا يعرف اين هو بينما دموعه لا تتوقف عن الجريان وضع رأسه بين يديه بينما هال منظره كاظم لم يكن يتوقع ان يرى سيده امين بهذا الشكل يومآ وكل هذا من اجل رانيا تلك الشابه ذو الحيويه الكبيره .. تقدم منه لا يعرف ماذا يفعل او يقول ليخفف عنه لا يعرف اي كلمه يجب ان يقولها ليواسيه بها .. توقف امامه وعيناه لا تفارقان وجهه قال بلطف
” الرجل لا يجب ان يبكي امين .. ”
كأن كلماته اعادته لواقعه البائس .. الرجل لا يجب ان يبكي !! .. ما هذا العالم الغبي لماذا لا يجب ان يقكي هاه !! .. اليس هو بشرآ ذو مشاعر !! .. مهما كان صامدآ وقويآ فـلحظات الضعف تباغت الانسان عنوة وتجعله بحال يرثى لها سواء اكان رجل او امرأه .. ضحك بهستيريه وهو يشير نحوه بسبابته
” لا يجب ان يبكي مالذي تقوله كاظم .. اتريدني ان اكون متحجرآ لا اشعر بشيئ وهو يصف لي حبيبتي بأحضان رجل وغد .. ”
قطع كلامه حينما نهض وتقدم نحوه بجسد مرتجف وهو يصر على اسنانه امسكه من ياقته وهو يهتف بحقد
” تطلب مني ان اكون قويآ هاا .. انت لا تعرف شيئآ .. لا تعرف اي شيئ انت لم تجرب ان يعتدي احدهم على حبيبتك ومن ثم تنتحر لتتركك وحيدآ .. انت لم تجرب هذا لذلك لا تقل لا يجب ان تبكي انا انسان قبل ان اكون رجلآ هل تفهم لتماشكي حدوده وقد بلغت اقصاه .. ربما هذه الدموع تخفف عني قليلآ ما اشعر به .. ”
شعر ببعض الخجل فكلامه صحيح هو لم يجرب ذلك ولا يفهم ما يشعر امين به الان .. مهما تخيل المه فهو لن يدركه بحقيقه قال بلطف
” امين صدقني مهما كان الامر قاسيآ فأنت تزيده بيأسك هذا .. عش حياتك انت بحاجه لشخص تكمل معه حياتك شخص تهبه كل مشاعرك .. ”
لاحظ شحوب وجهه وترنحه للخف يبدو انه لمس وترآ حساسآ منه ولكنه لم يكن يعلم ما هو .. رجح الامر الى صدمته من الطلب ولكن الامر ليس كذلك فهو لا يعلم شيئآ بخصوص كاريس .. عاد يقول
” لو كانت رانيا على قيد الحياه لحزنت كثيرآ لمنظرك هذا .. انت يجب ان تكون سعيدآ لأجلها .. ”
انزعج كثيرآ من هبه الكلمات وكأنه تنتزعج حبها من قلبه وكأنها تجعل لـ كاريس كل الحق به .. لكن اليس من حقه الطبيعي ان يتزوج ويبني حياته هو سيبقى يحقها ولن يناسها فهي تستحق الذكرى ولكنه هو ايظآ يستحق ان يعيش بسعاده .. نعم سينتقم لها ويبدأ من جديد فأقل حقوقها ان يقتل من سلب منها شبابها .. قال بهدوء ناقض ما كان عليه قبل قليل
” كاظم اجلس دعني اخبرك بأمر مهم .. ”
انصاع له وجلس بهدوء على المقعد بينما هو ايظآ اخذ مكانه خلف مكتبه .. لا يعرف ان كان يجب ان يقول ذلك ولكن كاظم جدير بذلك وهو يثق به .. فتح فمه ليقول
” اتعلم ان قاتل رانيا هو مراد الشهري ؟؟ .. ”
رأى الصدمه ترتسم على وجهه بشده .. كما هو متوقع من كان ليفكر ولو لحظه بأن مراد رجل الاعمال هو من يفعل كل ذلك ولكن هذه الحقيقه قد تعرت امامه بفضل YR وهو مهما فعل فسيظل مدين له .. عاد يقول
” غريب اليس كذلك !! .. انا ايظآ لم اشك به ولو لثانيه ولكن YR جعلني اكتشف ذلك .. من خلال تلك الفضيحه التي تصدرت الصحف وجمع قنوات الاخبار عن حقارته مع المدعوه سماهر .. ”
استفاق من صدمته ليقول بدهشه
” ولكن ما شأن YR بذلك ومن اثن له ان يعرف .. ”
لوى فمه بسخريه سؤال وجيه ولكنه بصدق لا يملك اجابه عليه فكيف له ان يعرف من اين لذلك الرجل بكل هذه المعلومات الخطيره ومن هو حتى !! .. قال بحيره
” بصدق انا لا اعلم من هو ومن اين له بهذه المعلومات ولكن ما اجزم به ان له ثأرآ مع مراد .. على الاقل هذا السبب الوحيد الذي يجعله يدمره .. ”
هز رأسه وهو يضع يديه على ذقنه بتفكر ليقول بغموض
” كيف وضح لك ان مراد له يد بما حصل لـرانيا .. ”
ابتسم بلطف دومآ ما يطرح كاظم الاسئله الوجيهه بالفعل يملك عقل لا مثيل له انه يفوق الجميع بذكائه الحاد وقدرته على فك الرموز .. اخرج من جيب سترته الداخلي المغلف الذي اعطاه ذلك المقنع له وناوله اليه ليقول ببرود
” لقد اعطاني هذا .. ”
التمعت عيني كاظم ببريق قوي خاطف وهو يتناول المغلف ويفتحه بسرعه وكأنه متحفز لرؤية شيئ رصمه بخياله .. امسك الصوره بيده يحدق بها بعمق يتفرس بوجوه الاربعه ليقول اخيرآ بحماس
” هكذا اذن ياللأثاره .. ”
لم يفهم امين اي شيئ قطب حاجبيه متسائلآ عما يقصده كاظم بهذا ومالذي اكتشفه من خلال هذه الصوره .. قال بتساؤل
” ما الامر كاظم .. ”
بالكاد رفع عينيه عن الصوره وكأنها تجذبه بقوه وبريق المتعه يتلاعب بحدقتيه .. نير لـ امين وابتسامه ماكره تخط شفتيه قائلآ
” يسرني سيدي الضابط ان اقول لك انني اكتشفت YR .. ”
علت الدهشه وجهه ولوهله شعر انه يتخيل ما سمعه ولكنه دقق النظر بملامح كاظم وادرك انه لا يتخيل بل الامر حقيقي لقد تم اكتشاف YR .. قال بدهشه عارمه
” ماذا قلت .. ”
اتسعت ابتسامته وهو يجيبه بمكر الثعالب
” قلت ان YR المبجل قد تم اكتشافه كما اراد .. ”
لم يعد يستوعب اي شيئ .. ماذا يعني بـ YR تم اكتشافه والادهى قوله كما يريد .. هل يعني بذلك ان YR هو من يريد اكتشاف حقيقته .. لم ثعد يفهم اي شيئ عقله سينفجر قال بسرعه
” انا لا افهمك كاظم توقف عن التكلم بالالغاز يا رجل .. مالذي تعنيه بكلامك انا لا افهم شيئ .. ”
ضحك بقوه ورأسه يرتد للخلف كان يضحك بقوه .. رمى الصوره على سطح المكتب ليقول بمتعه لا يضاهيها شيئ
” لا بأس سيدي سأشرح لك الامر .. الم تقل ان YR اعطاك هذا المغلف وقال لك ان صورة القاتل هنا .. ولكن الامر العطيب انه اعطاك صورن بها اربع رجال كلهم معروفين .. مما يدل على شيئ واحد .. ”
ركز بكل كلمه يقولها طيدآ ولكنه لا يزال لا يفهم شيئ .. ما هو الامر الذي جعله يكتشف YR وبهذه البساطه الذي عجز عنها هو .. حاول التوصل لشيئ من خلال كلامه ولكن الامر لم ينجح قال بحيره
” على ماذا يدل .. تكلم .. ”
اتسمت الجديه به لتغطي ملامحه بالكامل ليبتدر قائلآ
” لو كان يريد منك ان تعرف القاتل فحسب لأعطاك صورته فقط ولكنه كان يريد شيئ اخر فضلآ عن اكتشافك لغريمك .. ”
صمت لوهله من الزمن بدت لـ امين وكأنها سنين عجاف يود حقآ لو يعرف من هذا العبقري الذي يرتكب تلك الجرائم وتعجز جميع فرق الامن عن معرفة هويته .. عاد كاظم يقول
” من خلال وجود اربع اشخاص بالصوره من بينهم القاتل يجعلني ادرك بسهوله انه ليس القاتل اللغز الوحيد بالصوره بل رجل اخر .. ”
صمت من جديد وقد ذهب بأفكاره بعيدآ يفكر بشيئ ما .. اما امين فقد طفح به الكيل انه يقف على شفا جرف عالي والاحمق الذي امامه يتلاعب بأعصابه ببساطه .. قال بتجهم
” كاظم بحق الله اختصر الموضوع .. ”
اومأ برأسه ليعاود الامساك بالصوره وهو يحدق بها بعمق وعيناه مركزه على شخص واحد .. قال بثبات وشفتيه ترسمان ابتسامه متهكمه
” بالنظر الى يوسف رويس يجعلني ذلك استنتج بسهوله انه YR .. ”
شحب وجه امين بشده والدم قد سحب منه .. YR يوسف .. يوسف رويس .. لم يصدق كلامه فما شأن يوسف بمثل هذا الامر كما انه في كفه وكونه قاتل في كفه اخرى .. فغر فمه يحاول الوصول لسبب بسيط صغير يريد به ان يثبت ان يوسف هو YR ولكن هذا شبه مستحيل .. قال بصدمه طغت على صوته
” كيف هذا انت تمزح اليس كذلك !! .. ”
هز رأسه بالنفي دلالة انه لم يكن يمزح .. ليقول من بعدها وهو يمسك ذقنه بأصابعه ليجيبه ببضع كلمات
“x اتعلم الى ما يشير رمز YR انه يعود للماركيز الجد الاكبر لعائلة رويس كانوا يلقبونه YR .. لقد كان اسطورة زمانه كان قاتل متسلسل ولكن يقال بأنه تغير عندما تعرف على الجده الكبرى وبات رجلآ صالحآ عندما اجتمع الدم الشرقي بالدم الغربي وهكذا تكونت اسرة رويس .. ما جعلني اكتشف ان يوسف هو YR لأنني عندما رأثت شكله بالصوره ادركت ذلك كما ان تعدد الشخصيات بالمغلف كان اقوى دليل عليه .. ”
لم يقل شيئآ بقي صامتآ يفكر بكلام كاظم وعلاقة يوسف بذلك القاتل هل من الممكن ان يكون استنتاجه حقيقي له صحه على ارض الواقع ام انه خياله الخصب .. امسك ذقنه بين اصابعه لو فكر جديآ اكثر بعيدآ عن عواطفه التي تأبى ان تصدق ان يوسف قاتل فسيجد ان كلام كاظم صحيح فدليله معقول جد يوسف الاكبر يلقب YR حسب ما ينادونونه به اصدقائه الالمان .. كما ان لديه سببآ ليلاحق مراد فعائلته كما اتضح فيما بعد كان لها يد خفيه بما حدث لأفراد رويس .. لو استثنينا هذه الامور فما ارتكبه يوسف بكق ماري والاخرين لا يغتفر فهم لا علاقه لهم بما حصل لعائلته اذن ما سبب قتلهم !! .. نهض من مقعده يذرع الغرفه ذهابآ وايابآ يفكر بالموضوت بدقه اكبر .. قاطع استرساله صوت كاظم يهتف
” امين يمكنك ان تكتشف ذلك بسهوله اكبر .. ”
اصتدار اليه مقطب الجبين كأنه يسأله ماذا تعني وضح اكثر .. عاد يقول
” الم تقل ان يوسف فيما سبق اخبرك ان لا تصدق كل ما ترى واتى ذلك بعد ما تعتقده حول كاريس وطلب منك ان تبتعد لكي لا تنكسر !! .. يا اخي هذا يدل على ان يوسف يعلم ما حصل انذاك مما يجعلني اصر على صحة كلامي .. ”
تنفس بعمق واستسلم للحقيقه المجرده .. عليه ان يلتقي به غدآ ربما لكي يفهم منه الامر ولما اراد ان يتم اكتشافه !! .. لطالما كان يوسف غامضآ لا احد يفهم ما يفكر به وما يرمي اليه انه رجل غامض منعزل لا يقترب كثيرآ من احدهم .. حقآ يتسائل ما سبب ذلك هل يمكن لأن عائلته تعرضت جميعها للقتل ومن ثم خسر والديه .. ياله من رجل مسكين .. قال بهدوء
” انت محق .. فلا يوطد شخص غيره يستطيع ان يفلت من يد العداله غيره هو .. ”
في غمرة انشغاله بالتفكير احس بيد توضع على كتفه .. استدار للخلف ينظر لـ كاظم ليقول الاخر بخفوت
” خالد كان يسرب معلومات من مركز الوكاله لـ مراد كما حدث مع سابقه ذلك العميل الذي خان مبادئه وقام بمساعدة والد مراد وسعود بقتل عائلة رويس عن طريق اقترابه من جورج وقد نجح في اوصال المعلومات لهم قبل ان يستطيع ان يسمك بهم جورج لكن الان يوسف استطاع اللعب بالجميع كـدمى لديه مما يجعل اللعبه هذه تسير بخط مستقيم رسمه هو بنفسه .. لذا اقول لك يا سيدي لا تقلق فـ يوسف سيجعلك تنتقم كما وعدك .. صدقني .. ”
اكتفى بأبتسامه لطيفه زينت محياه لا يزال كاظم كما هو لطيف جدآ ويراعي مشاعر الاخرين انه رجل رائع ذو قلب طيب دومآ ما تتحكم به عواطفه وهو يشعر بالفخر لأنهم اصذقاء .. استأذن منه لينصرف ويعود لعمله بينما بقي لوحده مرر يديه بشعره وهو يود حقآ رؤية كاريس لقد اشتاق اليها كثيرآ
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
يحدق بالهاتف بعيون زائغه يتذكر سمفونية صوتها الاخاذ .. هل حقآ سمع صوتها للتو !! .. هل تكلمت معه ولفضت اسمه من بين شفتيها الرقيقتين !! .. ربما اذنيه تتخيل ذلك ولكن هل قلبه كذلك !! .. لا يمكن ان يكون خيالآ فلا يمكن لقلبه ان يخفق بهذه الطريقه من وهم .. لقد سمع صوتها حقآ ولكنه لم يغفل عن نبرتها البارده تفاجأ حقآ من ذلك هل تغيرت ولم تعد تهتم لأمره !! .. هل يسأل نفسه حقآ اليس من الواضح جدآ من خلال صوتها انها لم تعد تعرف ما هي المشاعر .. كلا هذا مستحيل هي بالذات لا يمكن ان تنساه لأن ما بداخلها مشاعر حب صادقه .. تنهد بضعف وهو ينفض هذه التساؤلات من رأسه فكل ما يجب ان يفكر به هو استرجاعها فقط .. يجب ان يركز على هذه النقطه فحسب .. سمع صوت عمر كأنه قادم من البعيد يقول
” سيدي هل انت متأكد من لقائه !! .. ”
اجابه ببرود وهو ينظر من خلال زجاج السياره
” انا ادرك ما افعل .. ”
هز عمر رأسه بينما هو يتسائل ماذا يريد منه مراد يا ترى ليطلب لقائه .. مال رأسه للجهه اليسرى وهو يشعر انه ليس بخير اطرافه مخدره وجسده منهك للغايه وعقله فارغ وكأنه تائه بين عالمين لا يعرف الى ايهما ينتمي .. الصوت الهادئ البسيط وكأنه انفجار يدوي برأسه .. الارض من حوله بدأت تضيق والهواء ينحسر عنه .. رأسه ثقيل وكأنه سيغمى عليه في اي لحظه .. استسلم لرغبه غريبه تطلب منه النوم ليغمض اجفانه ببطئ ولكن اجفله صوت عمر
” لقد وصلنا سيدي .. ”
انزعج من دون سبب .. هناك شيئ يدعوه للنوم ليجد راحه ابديه وعندما اراد الاستسلام اليه ليرتاح فاجأه صوت عمر .. صوت يهمس بأذنه يطلب منه ان يغمض اجفانه ولكنه لا يعرف لماذا .. تجاهل ذلك الصوت وخرج من السياره بعد ان فتح له عمر الباب .. ما أن وطأت قدميه الارض حتى سرت بجسده رعشه غريبه يشعر بها للمره الاولى .. ادار رأسه بكل انحاء المكان السماء مضلمه والغيوم تحجب جمال النجوم والقمر لا يبدو واضحآ السماء ببساطه هذه الليله تبدو وكأنها ترثي احدهم .. لماذا يا ترى مراد يود رؤيته !! .. قال ببرود
” عمر انت ابقى هنا سأتحدث مع مراد واعود .. لن اتأخر .. ”
حدق به بعيون مترقبه صوت بداخله يقول انه لن يعود هذه المره !! .. قال
” سيدي ارجوك اسمح لي بمرافقتك .. ”
قاطعه بأشاره من يده ليستدير بنصف جسده
” عمر لا تجادل كثيرآ .. ”
احنى رأسه وغامت عيناه بالحزن دومآ وابدآ لا يستمع له وينفذ ما برأسه فحسب .. لكن هل نسي انه حارسه ومهمته القصوى حمايته اذن لما دائمآ يبقيه بعيدآ ثم هل نسى يوسف ان مراد قتل والدة عمر بغض النظر عن ما فعله بطوني وشجن .. اذن هو ايظآ لديه ثأر ولا يحق له ان يبعده .. قال بأصرار
” سيدي انا لست مرتاحآ له ارجوك اسمح لي برفقتك .. ”
احتدت ملامحه وهو يهتف بغضب
” عمر هل اصبت بالصمم قلت لك لا يعني لا .. ”
اراد الاعتراض ولكن نظرة يوسف الحاده منعته من ذلك .. انصاع له هذه المره مرغمآ وعاد بضع خطوات للخلف ليوضح انه سيبقى هنا كما قال له سيده .. عاد يوسف يقول
” لن اتأخر ولكن ان حدث وتأخرت فيمكنك ان تأتي للأطمئنان علي .. ”
بعد هذه الكلمات خطى للأمام وبكل خطوه ينتابه انه يسير بقدميه للموت وهو عاجز ان يمنعه او يذهب معه ..
*
*
يقف ينتظره بأنزعاج وبين الثانيه والاخرى ينظر لساعته .. يبدو انه ينتظر احدهم ولكن من يا ترى .. فجأه ظهر من العدم يوسف .. يسير بقامته الفارعه وخطواته الارستقراطيه التي تثبت من هو وما قيمته بهذا المجتمع .. تنفس بعمق واخيرآ قد ظهر جيد انه تذكر ان يأتي ..
بعد ان تصافحآ وحيا بعضهما البعض قال مراد بسماجه
” لقد تأخرت كثيرآ يوسف .. ”
نظراته تعكس الحده والحقد بداخله يزداد شيئآ فشيئآ ورغبه بالانتقام تطغو عليه وهو يرغب قأن يعجل بالتخلص منه فقد مل كثيرآ من اللعب .. قال بهدوء
” اعذرني سيد مراد لقد كان الطريق مزدحمآ .. ”
حسنآ لقد كان يكذب فالطريق لم يكن كذلك ولكنن ببساطه اراد العبث به قليلآ .. اومأ مراد برأسه وقال بأهتمام
” اذن سيد يوسف هل نتحدث بشأن العمل .. ”
رفع حاجبيه بلامبالاه وهو متشوق لرؤية وجه مراد عندما يعلم انه كان يخدعه طوال هذه المده قال ببرود
” بالتأكيد تفضل .. ”
باشر بأخراج بضع ملفات من حقيبته وقبل ان يتكلم سبقه بالقول
” اتسائل ما سبب لقائنا بمثل هذا المكان .. الم تكن تستطيع طلب رؤيتي بالشركه .. ”
هز رأس بالنفي وهو يجيبه
” كلا هذا انسب مكان فأنت تعلم لا اشعر بالراحه سوى بهذه الاماكن المنعزله .. انها تشعرني بأنني سأبقى في امان طوال حياتي ولن يكتشفني اي احد ”
اومأ برأسه وهو يشعر بالقرف منه ومن افكاره كم هو تافه لا قيمة له .. استند بجسده للخلف لقد بات يشعر بالملل من كل شيئ وما يزيد عليه ابتعاد سارا عنه ولا يعلم اين مكانها بالضبط .. لقد قالت بالحرف الواحد انه لن يجدها الا برغبتها هي .. تحدثا كثيرآ بشأن العمل وعن طريقة نقل حمولة السلاح التي سيتم تهريبها خلال الاسبوع القادم عن طريق سفن يوسف .. قال مراد
” وهكذا سينتهي الامر وسترى قيمة الارباح لأن هذه الحموله ستكون من افضلهن على الاطلاق .. ”
اومأ برأسه بتفهم ولكنه لا يزال لا يفهم شيئآ .. للمره الاولى يجد شيئآ لا يستطيع تفسيره .. قال بتساؤل
” انا لم افهم ما حاجة ذاك الرجل بهذا السلاح !! .. هل ثعقل انه يود بأفتعال انقلاب ؟ .. ”
اكتفى بأبتسامه صفراء ربما هو لم يتوقع ان يكتشف يوسف الامر لذلك ابتدر قائلآ
” كما هو معهود منك لا يخفىx عليك شيئ .. انت محق انه ثود عمل انقلاب ليستولي هو على السلطه .. ”
رفع حاجبيه وكأن الامر لم يعجبه .. يبدو ان مراد قد بدأ يتوسع جدآ بأعماله وكل هذا بفضله هو ولكن الاحمق لا يعلم انه قبل اكتمال هذه الصفقه سيكون قد ارسله لقعر جهنم .. قال ببرود
” فهمت .. علينا ان نكون حذرين اكثر فليس كل مره تسلم الجره .. ”
ضحك مراد على كلماته بطريقه استفزازيه غريبه اثارت حفيظته .. لسبب غريب يشعر انه مخادع ويدبر له مكيده فهو لا يخطئ لغة العثون وبريقهما .. وعيون مراد تبدو اليوم غريبه وبريق ماكر يتلاعب بها .. الاحمق يبدو انه لم يدرك بعد من هو رويس .. نهض بطوله الفارع وهو ينظر فصاعته ليبتدر قائلآ
” سيد مراد يتوجب الان ان اذهب .. المعذره ..”
صافحه بعد ان تبادلا بضع كلمات ليتوجه بعدها نحو سيارته حيث ينتظره عمر وهو غير مبالي بمن تركه خلفه .. سمع صوت من خلفه جعله يتجمد في مكانه
*
*
يجلس بمنزله بهدوء يضع ساعديه على منكبيه محني الضهر وهو ينظر لصوره بيديه ويبكي .. هتف بحشرجه وصوت مختنف
” لقد اشتقت اليك كثيرآ .. ولكن انظر الى ما يحدث الان .. انا اسف سامحني ارجوك .. ”
وجهه يعكس المآ فضيعآ وعقله شارد بعيدآ يسترسل بذكرياته التي رحلت ولن تعود .. ذلك الماضي الذي اعطاه الكثير وها هو يحرمه الكثير .. تنفس بعمق ومد يده يمسح دموعه ماذا عليه ان يفعل الان !! .. عاد ينظر لتلك الرساله الموضوعه على الاريكه .. تناولها مره اخرى ليقرأ محتواها من جديد وعثونه تركز بكل كلمه فيها ..
-” سعود اوزان جميع ثروتك ذهبت للجحيم ويؤسفني ان اقول لك انها ستصبح ملكي من الان لأنني سأشتري كل اسهمك .. هذا جزء بسيط من رد الدين .. تذكر جيدآ مهما حاولت دفن الماضي سيعود ليلاحقك .. طوني ‘ شجن دمائهم لن تجف إلا بموتك وصدقني يومك قريب جدآ .. استمتع حتى يفتح لك الجحيم ابوابه .. YR يوسف رويس .. ”
استمر يحدق بالرساله بعمق .. مالت زاوية فمه بأبتسامه صغيره بالكاد تضهر .. نهض من مكانه والتقط سترته لينطلق للخارج ولكن ضهرت امامه ميرفات والقلق واضح على وجهها قالت بألم
” حبيبي الى اين انت ذاهب !! .. ارجوك اجلس انت لست بخير .. ”
اتسعت ابتسامته ووجهه يعكس دفئآ خاصآ رغم كل شيئ هو يحبها حقآ ولم يجعل الماضي يحطمه ربما لأنه وجد عندها ما كان يحتاج اليها .. وضع كفه على خدها يمرر اصابعه عليه يتحسس نعومته .. مال بجذعه عليها يقبلها من شفتيها بكل دفء وحب .. حملت قبلته كل المشاعر التي بداخله .. ابتعد عنها بينما احتضن وجهها ذو الملامح الرقيقه بين كفيه وهو يقول بلطف
” حبيبتي ميرفات انا بخير صدقيني ولكني يجب ان اذهب الان وفورآ .. ”
صمت لبضع لحظات وهو يركز نظراته بعينيها ليعاود القول بنبره تحمل معنى غامض عميق
” يجب ان اذهب الان واذا حدث لي مكروه ارجوك ان تحتملي .. تذكريني دومآ حسنآ .. ”
همت بالاعتراض وقلبها بدأ يتخبط بداخل صدرها والخوف وجد مكانآ ليتلاعب بها ولكن قبل ان تقل شيئآ رحل بسرعه وغاب عن انظارها
*
*
يقف على حافة الجنون بين الثانيه والاخرى ينظر لساعته لقد مضى نصف ساعه منذ ذهب سيده للقاء مراد وهو للأن لم يعد .. يذرع المكان ذهابآ وايابآ وجسده ينتفض بقوه ما هذا بحق الله يبدو انه سيقضى حياته كلها بالقلق هكذا امام عناد سيده ذو الرأس اليابس .. بات يشعر انه يجب ان يخرج عن السيطره ويعلن العصيان على بعض اوامر يوسف لعله هكذا يخفف من قلقه وثطمئن عليه اكثر بملازمته في اي مكان .. ولكنه لو فعل ذلك فلا بد ان سيده سيلقنه درسآ ويستغني عن خدماته في حمايته ويبعده عنه وهكذا ليس امامه سوى الصمت امام اوامر الاخر .. عاد مره اخرى ينظر لساعته ليضرب الارض بقدمه بقوه وهو يقول من بين اسنانه
” اعتقد ان نذا كثير .. يجب ان اذهب للأطمئنان عليه .. ”
سار متجهآ نحو سيده ليطفئ شرارة الخوف التي اتقدت بداخله
*
*
سمع صوت من خلفه جعله يتجمد في مكانه
” انتظر لحظه الى اين انت ذاهب رويس .. ”
استدار للخلف بعيون زائغه وسط خفقات قلبه الغير منتضمه .. رأى مراد يحمل سلاحآ ويوجهه نحوه .. تفاجأ من حركته هذه ليرفع رأسه بشموخ هل يفهم من ذلك ان هذا الوغد يود قتله .. هدر بصوت كالرعد بقوته
” ماذا تعني بتصرفك هذا سيد مراد !! .. ”
التوى شفتيه بمكر ودوت ضحكته بأرجاء المكان تعلن علن انه السيد هنا وليس احد اخر .. اجابه بملل
” ماذا ترى عزيزي رويس .. ”
مال برأسه لليسار قليلآ وهو يصغر عينيه ليبتدر قائلآ
” ارى رجلآ يرغب بقتلي .. ”
صفق بأحد اقدامه الارض رافعآ حاجبيه
” ذكي .. احسنت رويس انت محق .. كم يستفزني ذكائك هذا ولكن للأسف سيموت اليوم معك يابن طوني .. ”
خفق قلبه بقوه واتسعت عينيه بدهشه لقد كانت صدمته واضحه جدآ وسط سخرية مراد اللاذعه .. لم يكن يعرف كيف تم اكتشاف امره قبل ان يحرك خيوط اللعبه للمره الاخيره .. ارتد رأسه للخلف لينتشر صوت ضحكته بالهواء .. كانت ضحكته مستمتعه ليقول من بينها
” انت تستحق الثناء مراد .. لم اكن اتوقع انك تملك عقلآ لتفكر به وتستكشف امري .. ”
اومأ برأسه يوافقه الرأي .. لقد بدأ سخيفآ حقآ اذا كيف له ان يوافقه الرأي وهو اهانه له لو قرأ ما تحت سطورها .. قال موافقآ
” انت محق كنت احمقآ لفتره طويله ولكن الله قد هداني وكشف لي مكرك ايها الحقير .. لقد كنت تحاول الاطاحه بي ولكنك وقعت قبل ذلك .. ”
اختفت ضحكته ليحل مكانها فم مزموم وعيون حاده كالصقر .. نبضاته انتضمت .. عقله متزن بأفكاره من دون ان يتخبط لا يعرف ما الحل .. هو قد يغفر الكثير منذ اكتشف مشاعره نحو سارا ولكن هذه الاهانه لا يمكن ان يغفرها له .. انه يقول بوضوح العباره انه هذا اخر يوم له .. يبدو انه قد اصيب بالجنون فهو لا يعرف من هو يوسف ليعتقده انه سيموت الان .. لا يزال الوقت باكرآ جدآ فهو لم يعثر على سارا بعد .. قال ببرود كالصقيع ونظراته تنبأ بالشر
” كيف اكتشفت حقيقتي ؟؟ .. ”
تنفس بعمق وهو يصوب المسدس نحو رأسه ليجيبه قائلآ
” سمعتك ذات مره تتكلم مع حارسك .. وما جعل الاوراق كلها تتوضح امامي عودة ماثيو ولقائاتكم السريه التي وصلتني اخبارها وكذلك لقاء حارسك بأمين .. هذا كله جعلني اكتشف انكم ترغبون بقتلي لذلك قررت ان اسبقكم بالحركه .. ”
لوى فمه بسخريه هكذا اذن لقد غفل عن العيون التي قد يغريها المال لتشي بهم .. اخذ نفسآ عميقآ بينما يضع يديه بجيب بنطاله احنى رأسه وعيناه غامت يتذكر وجه طوني قبل سنوات عندما رأه مضجعآ بدمائه وبجانبه شجن وهما يمسكان بأيدي بعضهما .. ما يزال يذكر اخر كلمه قالها له والده عندما اتصل به ذات مره .. قال -” يوسف الموت يطلب الجميع وجميعنا مصيرنا للفناء .. ان حدث لي مكروه بني فأنا اوصيك أن تكمل عملي وتنتقم لأسرتنا لقد اخبرتك قبل سنه تقريبآ عن تلك الملفات التي هي بحوزتك الان .. ان حدث لي شيئ فيمكنك ان تفتحها وتطلع على محتواها ونفذ ما هو صواب هل تعدني يوسف .. ” … وعده ذلك اليوم بأن ينفذ ما بداخلها وها هو يفعل ذلك ولكن ما لم يكن بحسابه ان امره سيتم اكتشافه .. عاد يهتف مراد بغيض
” استعد للموت ايها الحقير .. ”
رفع رأسه ينظر اليه وهو يتسائل بداخله لما منذ اختفاء سارا وجميع الامور تنقلب ضده .. وضع اصبعه السبابه على الزناد وجسده يرتعش بقوه من اثر الانفعال صرخ بحده
” فلتمت ايها الوغد .. ”
ضغط على الزناد بقوه لتنطلق الرصاصه باتجاه يوسف بينما اغمض عينيه بهدوء مستسلمآ لقدره واطياف ميخائيل وطوني وشجن تتلاعب تحت جفنيه وصوت طوني يهتف وهو يفرد ذراعيه
” تعال الى احضاني يوسف لقد اشقتنا اليك .. ”
دوى في المكان صوت عالي هز الارجاء وحطم حاجز الهواء
” سـيـدي .. ”
سقط على الارض والعيون من حوله جاحظه غير مصدقه للأمر !!! ….
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
(( نهاية الفصل التاسع عشر )) ..