الفصـل الـثـالـث لــ روايـة (( عـــذراء الـــشيطان ))
في احد الشوارع بمكان مظلم عدا عن ضوء القمر الذي ينيره ‘ رفع الرجل الغامض يده نحو القناع ليخلعه ‘ قال امين بحده
” هيا بسرعه اخلعه ”
خلعه الرجل وكم كانت الصدمه قويه بالنسبه لـ امين ‘ لم يكن رجلآ بل فتاة شابه ‘ انساب شعرها الاشقر الطويل على ضهرها ولمعت عينيها البنيه الزجاجيه تحت ضوء القمر كانت كالملاك الساحر جمالها شيئ نادر ‘ قالت بهدوء
” مالذي ستفعله الان ايها الرجل ”
عاد لرشده من جديد فـ صدمته بأن المقنع لم يكن سوى فتاة قد اذهبت بعقله ‘ قال بسخريه
” ياله من سؤال غبي ايتها الصغيره بالتأكيد سأخذك للسجن ”
لوت شفتيها بمكر لتقول بسخريه
” احقآ ستأخذني للسجن لكني لا اريد ذلك ”
هل هي مجنونه ايوجد مجرمه تقول مثل هذا الكلام بمثل هذا الموقف قال بحده
” واين تريدين اذن ”
زمت شفتيها وهي تفكر لتقول على الفور
” اعود لمخبئي هذا ما اريده ”
قطب حاجبيه يالها من لعينه هل تعتقد ان هذا مضحكآ افف انه يشعر بالضيق وكأنه كان بحاجه لمجرمه مهرجه قال من بين اسنانه
” ارفعي يديك عاليآ هيا ”
امتثلت لأوامره ورفعت يديها من دون ان تنطق بشيئ اخر ‘ اقترب منها بخطوات بطيئه ليمسكها من يديها ويديرها للخلف ‘ ليصبح ضهرها مقابل صدره لوى ذراعها وهو يقبض على رسغها بكل قوته مما جعلها تصرخ من الالم قالت بحده ممتزجه بالالم
” هييي انت على مهلك انت تؤلمني ”
وبخها بحده
” اخرسي فحسب ”
بدأت تتلوى محاوله تخليص ذراعيها من قبضته وهي تقول بصراخ
” اتركني ايها الحقير اتركني ”
بعد محاولات يائسه منها افلت يديها ‘ تحزكت لتبتعد عنه قليلآ ‘ كانت تشعر بالخوف منه ‘ حذرها بشده
” توقفي والا اطلقت النار ”
لم تتوقف بل استمرت بالتراجع للوراء وهي تنظر اليه كانت مرعوبه للغايه هي ليس لها اي ذنب بما حصل قبل قليل بينهم هي لم تقتل احدآ ‘ اطلق النار على فخذها ‘ احست بحرارة الطلقه تخترق جسدها فأمسكت بفخذها وهي تصرخ من شدة الالم ‘ في الواقع هو لم يصبها مباشرة بل اكتفى بخدش جسدها فهو لم يكن ينوي ايذائها ‘ قال ببرود
” لقد اضطررتني لفعل ذلك ”
انسابت دموعها بقوه وهي تئن من الالم اقترب منها وامسكها من ذراعها وهو يجرها امامه ‘ اقترب منه رجل ما من مجموعته وهو يقول بأنتصار
” لقد تمت العمليه بنجاح سيدي ”
انتبه للفتاه التي مع امين فقال بتسائل
” من هذه الفتاه ”
قال امين بسخريه
” انها من المنظمه كانت تحاول الهرب لكن ياللاسف ”
صرخت به بحده وهي تحاول من جديد الفكاك من قبضته
” هيي اخرس انا لست مجرمه اتفهم ”
لم يرد على كلامها ‘ وصل للسياره ورماها بها وهو يصر على اسنانه ويقول
” حذار من العبث معي فقد اقتلك بلحظة غضب ”
صفق الباب بقوه وقال للرجل الذي بجانبه
” خالد عد انت والمجموعه الى المقر اما انا سأتي غدآ ”
هز خالد رأسه بأنصياع وجرى بسرعه نحو المجموعه لينطلقوا بالسياره نحو المقر ‘ اما امين فما زال بموقع الاشتباك ‘ ركب سيارته شغل المحرك لينطلق بها بقوه سمع الفتاه تقول من خلفه
” انا لست مجرمه اقسم لك لقد كان تواجدي هنا بالصدفه ”
لم يقل شيئآ بقي صامتآ عادت للكلام من جديد
” هيي هل تسمعني ”
بقي صامتآ ولم يهتم بندائها المتكرر له وصل للمشفى نزل من السياره وجرها معه وهو يهمس بأذنها بصوت قاسي
” ان سألك احد ما علاقتي بك قولي اننا اقرباء أتفهمين ‘ وبالنسبه لأصابتك فقد كانت بالخطأ عندما كنت انظف المسدس هل هذا واضح ”
هزت رأسها بأنصياع فقد كانت تشعر بالالم ولا طاقه لها لتتشاجر معه اما هو فقد احضرها للمشفى لأنه شعر بالشفقه عليها حتى وان كانت مجرمه ولكنها تبقى شابه صغيرة السن
“”””””””””””””””””””””””””'””””””””””””””””” ‘
في احد المقاطعات الفقيره ‘ يسير بخطوات متفاوته في ذلك الشارع المظلم ركض نحوه طفلين وهما يصرخان بمرح
” ابي ابي ”
ابتسم بهدوء وركع على ركبتيه ليرميا نفسيهما بحضنه قال وهو يحتضنهما
” كيف حالكما ايها المشاكسيَّن ”
ابتعدا عنه قليلآ ليقول احدهما
” انا لست مشاكسآ ابي ”
قال الاخر وهو يزم شفتيه بطريقه مضحكه
” ولا انا ”
نهض وعدل من وقفته ليقول وهو يضحك
” حسنآ حسنآ انتما لستما كذلك ”
ساروا جنبآ الى جنب الى جهة المنزل ‘ دلفوا الى الداخل وتوجهوا نحو غرفه صغيره ‘ ركضا نحو والدتهما وهما يقولان بصوت واحد
” امي لقد عاد ابي ”
ابتسمت بهدوء وهي تقول بلطف
” آه آه انا ارى ذلك ”
اقترب من زوجته وطبع قبله دافئه على خدها وهو يقول
” اشتقت اليكِ عزيزتي ”
احتضنته بخفه ووضعت رأسها على صدره وهي تهمس له بحب
” افتقدناك كثيرآ ”
ابعدها عنه بخفه وهو يقول بمرح
” انا جائع هل العشاء جاهز ”
هزت برأسها وهي تجيبه
” اذهب استحم وغير ثيابك وسيكون جاهزآ ”
خرج الجميع من الغرفه هو اتجه نحو غرفة نومه ليستحم وهي اتجهت نحو المطبخ لتسخن العشاء ‘ بعد فتره قصيره اجتمع الكل على مائدة الطعام وباشروا بتناول العشاء بكل هدوء قالت الزوجه
” حبيبي باري ما بك تبدو على غير عادتك هل هناك شيئ ”
نظر نحوها ولم يقل شيئآ ‘ في حين هي لاذت بالصمتxستكلمه لاحقآ عندما ينام الاطفال ‘ وبعذ ان انتهوا من تناول الطعام اخذت الصغيرين لغرفتهما لكي يناما ‘ عادت لزوجها بعد انا نام الطفلين لتجده في غرفة الجلوس الصغيره ‘ جلست بجواره ولم تقل اي شيئ بل استمرت بالنظر اليه فقط ‘ بعد فتره طويله من الصمت تفاجأ بحركتها حيث انها قامت بأحتضانه ووضع رأسه على صدرها ‘ دفن رأسه بصدرها بعمق وكأنه يريد ان يغوص بداخلها قالت بحنيه
” حبيبي باري ما بك ,, اخبرني ,, قل شيئآ ”
بعد احتضانها له شعر بأنه افضل قليلآ لا يعلم ولكنه يشعر بالضيق من دون سبب معين كل ما في الامر انه يشعر بأن شيئآ سيئآ سيحدث ,, لا يعلم ما هو ولكن هذا هو شعوره ,, انه شعور غير منطقي ولكن هذا ما ينتابه منذ بداية اليوم ,, قال بهمس متعدب
” اشعر بالتعبx ,, اشعر بتعب شديد ,, ضميني بقوه اكثر ارجوك ”
فعلت كما طلب منها وضمته بكل قوه تمتلكها
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
في الحفله الراقصه تأهب كل من السيد حسين ويوسف للعوده لمنزليهما ‘ بالنسبه لـ يوسف لم يكن يحب البقاء في مكان معين لفتره طويله ‘ اما السيد حسين فقد اراد العوده من اجل ابنته فهي لا تبدو بخير انه يعلم هذا لأن ابنته ومهما حاولت لا تستطيع اخفاء اي شيئ عنه ‘ بعد ان القوا التحيه على السيده اميره خرجوا من الحفله سويآ ‘ ساروا حتى وصلوا للكراج ‘ وقف الثلاثه بجانب بعضهم البعض ابتدر السيد حسين يقول
” هل يمكنني طرح عليك سؤال يا يوسف ”
هز رأسه بهدوء ليكمل السيد حسين وسط تسائل ابنته
” ما المشكله بينك وبين السيد اوزان ,, كلاكما لا يطيق الاخر حسب رؤيتي ”
نظر يوسف للسماء بشرود وهو يقول ببرود تام
” الامر لا يعنيك سيد ماليري ”
حملقت به مريم بصدمه كيف يتجرأ على الكلام مع والدها بمثل هذه الطريقه ,, بينما السيد حسين لم ينزعج فهو يعلم ان هذه هي طريقة يوسف بالكلام ,, لا يجيب ان كان الامر لا يعجبه ,, شدت على قبضتيها بكل قوتها وهي تتمير من الغضب كيف يهين هذا الوغد والدها ,, هي منزعجه منه بما يكفي فـ رؤيتها له وهو يقبل سارا قد اذهبت بعقلها وهي بحاجه لـ حركه صغيره لكي تنفجر بوجه احدهم ,, قالت بحده متناهيه وعيناها تشعان باليأس والحزن وليس الغضب
” سيد رويس لو سمحت ثَّمن الفاظك قبل التفوه بها انا لا اسمح لك بالتكلم مع والدي بهذه الطريقه ”
جذب نظراته المحملقه بالسماء لتتجه نحو مريم ,, حدق بها بكل برود ليقول اخيرآ
” انسه ماليري لا تتدخلي فيما لا يعنيك ,, فقط عندما اوجه كلامي لك فـ تحدثي ,, ولكن ان لم اتكلم معك فلا تفعلي انتِ ايظآ أتفهمين ”
تنهد السيد حسين وتركهم وذهب للسياره ليركب بها فهو يعلم انه لن يستطيع ايقافهما فأبنته لن تسكت ويوسف لن يستمع له ‘ قالت بتهكم
” اوه حقآ ولكن الامر يعنيني فأنت تقلل من احترام والدي ”
يالها من غبيه كأنه كان ينقصه فتاة سليطة اللسان مع سارا كان استخدام سحره قد اخضعها تمامآ وهذه الفتاه سيخضعها ايظآ ‘ قال بهدوء
” انسه ماليري انا لم اقلل من احترام والدك ولكنه سأل عن شيئ لا يخصه وانا قلت له ذلك ”
هي تعرف هذا ,, تعرف هذا جيدآ ولكنها تشعر باليأس لقد تحطمت احلامها اليوم على يديه هو وسارا وهي لم تعد تعي ما تفعله لم تعد ترغب بالبقاء على قيد الحياه فجأه تولدت لها هذه الفكره لتصبح محور تركيز لديها هي تشعر بالضعف ,, صرخت به بغضب عارم
” اخرس سيد رويس اخرس لا اريد سماع شيئ اتفهم انا اكرهك اكرهك بشده ”
استدارت على عقبيها وانهالت دموعها تغطي وجهها ركبت السياره وهي تشهق بقوه كانت تموت من الداخل شغلت المحرك وانطلقت بالسياره غير عابئه بالرجل الذي بقي يحدق بالسياره رغم انها اختفت عن انظاره ‘ لقد كانت غاضبه للغايه هو وللمره الاولى يرى انثى تحمل كل هذا الغضب ‘ للمره الاولى تصرخ امرأه في وجهه ‘ للمره الاولى يرى ذلك الحزن واليأس العميق في نظرات امرأه ‘ لم يشعر بالغضب مطلقآ فهو لا يعرفه ابدآ لا يعرف كيف يشعر بغيره ‘ ابتعد عمر من الظل الذي كان يقف فيه ليتجه نحو سيده ليقول بخفوت
” امرأه سليطة اللسان على خلاف ما يقال عنها في الصحف ”
لم يقل شيئآ بل توجه بهدوء نحو السياره ‘ هرع عمر ليفتح له الباب لينطلق بعدها بسيده متجها نحو المكتب فهو عليه ان يكمل اشغاله التي تركها قبل ان يذهب للحفله ‘ نظر عمر من خلال النافذه نحو سيده فوجده مستغرقآ بالتفكير ‘ يا ترى بماذا يفكر هل يعقل انه يفكر بتلك الانسه ماليري او ربما الانسه اوزان فهو قد قبلها من شفتيها لفد كان عمر يراقب سيده طوال الحفله خوفآ من ان يتعرض له احد ‘ كلا كلا ربما هو يفكر بـ وليد وخيانته او …. سحقآ هو لا يعرف بماذا يفكر سيده ‘ قال بهدوء محاولآ ضبط اعصابه
” سيدي هل انت بخير ”
نظر يوسف لـ عمر وكأته للتو انتبه لوجوده قال بصوت مليئ بالغموض
” مالذي تعرفه عن هذه الصغيره يا عمر ”
اذا سيده كان يفكر بتصرف هذه الصغيره ياله من امر نادر الحصول فـ السيد يوسف لم يكن يشغل باله احد منذ ان تعرف عليه وهذا شيئ نادر شهده للتو في حياة سيده ‘ لطالما كان يوسف يجعله يقرأ الاخبار التي تخص الاخرين بتمعن ليخبره بعدها بكل شيئ وها هو ذا يود معرفة احد هذه الاشياء قال بتفكر
” سيدي في الواقع لم يسبق لي ان قرأت عن هذه الفتاة شيئآ ”
تفاجأ يوسف من كلامه كيف هذا وهي ابنة ماليري مما يعني لا بد ان تكون اخبارها منتشره في الصحف لذلك ابتدر ليقول ببرود
” كيف هذا ”
اجابه عمر على الفور
” سيدي الانسه ماليري التي كنت اقرأ عنها لا تشبه تلك الشابه الجميله التي كانت تتشاجر معك ”
لم يفهم يوسف اي شيئ وهذه المره الاولى التي يحصل له هذا قال وهو يشعر بالتعب حقآ
” كيف لا تشبهها ‘ السيد حسين لديه ولدان فقط وهما أمين ومريم فكيف الصوره لا تشبهها هاه ”
تكلم عمر وهو لا يعرف شيئآ اذ ان المرأتان مختلفتان
” سيدي المرأه التي رأيُتها في الصحف كانت سمراء ذات شعر قصير اسود وعينين بنيتين ‘ ولكن هذه اقل ما يقال عنها ملاك انها بيضاء شعرها بني طويل وعيناها صفراوين فكيف يمكن ان تكون هي ”
للمره الاولى في حياته يشعر بأنه محتار كيف يمكن ان تكونا مختلفتين هذا لا يصدق امره ببرود
” اخبرني ما تعرفه عن تلك السمراء ”
اجابه عمر بأنصياع
” سيدي يُقال عنها انها معقده وايظآ تعاني من ضعف في البصر ‘ ترتدي ثياب غريبه من نوعها وايظآx ‘ ينعتونها بالمتزمته ‘ ناجحه في عملها ‘ وبالحرف الواحد يا سيدي قرأت قبل اسبوع جمله في احد الصحف مكتوب فيها انها النقيض لـ سارا اوزان ”
عاد يوسف بذاكرته للوراء قليلآ ‘ نعم لقد كانت الانسه ماليري ترتدي ثياب غير مناسبه لحفله مطلقآ ” كانت ثيابها تجعل الرجل ينفر منها حقآ لم تكن جميله مطلقآ ‘ هل هي فعلآ النقيض لـ سارا ‘ ولكن لا يمكن انكار انها كانت اجمل امرأه رأتها عيناه ‘ لو لم يكن عديم الاحاسيس لوقع في غرامها على الفور ‘ نظر من خلال النافذه وهو يقول بهمس
” النقيض لـ سارا هاه ”
“””””'””””””””””””””””””””””””””””””””””””””‘
في صباح اليوم التالي اشرقت الشمس والعصافير تغرد بروعه ‘ في منزل كريم وسمر ‘
تململت في السرير ‘ استيقضت وفتحت عينيها ببطئ منزعجه من ضوء اشعة الشمس ‘ نهضت تعدل من جلستها وفجأه وقعت انظارها على كريم الراقد بجانبها ‘ نظرت نحوه بخوف وهي تتذكر احداث ليلة امس ‘ بدأ جسدها يرتجف بشده يا اللهي متى ستعتاد على زوجها ‘ تصرفاتها دومآ تجعله يعتقد انها لا تريده ولكن هذا ليس صحيحآ انها تحبه بشده ولكنها تشعر بالخوف ‘ مدت يدها نحو وجهه تتحسسه كان يبدو كالطفل وهو نائم ‘ نعم هذا هو حبيبها ‘ من الان وصاعدآ ستبذل جهدها لتتخلص من الخوف الذي يلازمها كلما اقترب منها ‘ نهضت من السرير بهدوء وتوجهت نحو الحمام لتستحم ‘ بعد فتره قصيره خرجت وارتدت ثيابها على عجل ‘ فرشت سجادة الصلاه لتصلي لـ ربها فهي قد تأخرت عن صلاة الفجر ‘ انهت صلاتها وتوجهت نحو كريم لـ توقضه ‘ فتح عينيه ببطئ شديد ‘ رأى امامه ملاكه البريئ سمر ‘ ابتسم بحب وهو يقول
” صباح الخير حبيبتي ”
احمرت وجنتيها وعادت لتتذكر احداث الامس اوه ربــاه هي ستموت من الخجل هذا غير معقول ‘ نكست رأسها وقالت بهمس يكاد لا يُسمع
” صـ صـباح الخـ الـخير ”
كلماتها الخجوله هذه حركت اشياء كثيره بداخله نهض وعدل من جلسته وجرها اليه ليحتضنها بكل قوته وهو يقول بسعاده غير متناهيه
” اُحــــبك اُقـــسم انني اُحـــبك ”
غاصت بين ذراعيه كلماته جعلتها تذوب تمامآ ‘ لم يتلقى اي رد المسكين فحاول ابعادها لينظر لوجهها ولكنها رفضت ذلك بقوه وتشبثت به ‘ حاول مجددآ ولكن بلا فائده ‘ مما اضطرته ليقول وهو يضحك
” لا اصدق الهذه الدرجه لا يمكنك الابتعاد عني ”
بعد كلماته هذه دفعته بكل قوتها ليستلقي على السرير وخرجت مسرعه من الغرفه ‘ علت الدهشه وجهه من تصرفها هذا لينطلق بضحكه قويه تجلجل بكل انحاء المنزل ‘ نهض وتوجه للحمام استحم بسرعه وخرج ليرتدي ملابسه ويذهب لتناول الطعام ‘ على المائده قال بصوت ملبئ بالجديه
” حبيبتي قد اتأخر اليوم في العوده لذلك لا تقلقي حسنآ ”
رفعت رأسها نحوه وهي تتسائل عن السبب
” لماذا ستتأخر ”
نظر لعينيها بنظرات عشق ابدي ليقول بحنان
” سأذهب لأستقبال سيده ستأتي من المانيا وسأرافقها طول اليوم لذلك قد اتأخر ”
هزت برأسها ببطئ ‘ سيده من المانيا هذا يعني انه سيكون برفقة امرأه واجنبيه ايظآ مما يعني انها قد تتحرش به او تقبله فهذا عادي بالنسبه لهم ‘ قطبت حاجبيها بأنزعاج والافكار السيئه تدور بها في كل اتجاه ‘ ابتلعت ريقها وهي تفكر هل من المعقول ان ينجذب لها كريم ويتركها ليذهب لتلك السيده ‘ اوه لا يا اللهي هي لن تتحمل ذلك ستموت بالتأكيد لو حصل هذا ‘ نظرت نحوه من خلال رموشها الكثيفه لتجده يأكل بصمت وعلى وجهه ترتسم ابتسامه دافئه ‘ ما هذا هل يعقل انه يفكر بصحبته لتلك السيده ‘ اوه ما هذه الافكار الغبيه تلك السيده اتت للعمل نعم للعمل لا يجب ان تفكر هي بهذا نعم لا يجب ان تفكر بهذه الطريقه بزوجها الذي يحبها ‘ انهى كريم طعامه ونهض من المائده وهو يقول بثبات
” سأذهب للعمل الان حبيبتي اعتني بنفسك ”
رافقته الى باب المنزل وعندما هم بالخروج نادته بصوت لطيف دافئ
” كـ كريم ”
استدار نحوها وهو يجيبها بتسائل
” هاه هل تريديـ ”
قاطعت كلامه بحركتها الجريئه والخجوله في نفس الوقت حيث قامت بتقبيله من شفتيه بكل لطف ‘ كريم كان مذهولآ بكل ما للكلمه من معنى لم يتوقع في حياته كلها ان تقوم سمر بمثل هذه الحركه معه ‘ حبيبته الخجوله للمره الاولى تقبله برغبتها هي وليس هو ‘ منذ ان اصبحت ملكآ له وهي لم تشعره يومآ بأنها تحبه او مهتمه لأمره ولكــن هنا وللمره الاولى ……
ابتعدت عنه ووجهها مصبوغ بالأحمر القاني قالت بتلعثم
” أ ممم أتمنى لك التوفيق في عملك ”
احتضنها بقوه في حين شدت بيديها على ضهره قال وهو غير مستوعب بعد لما حصل للتو
” لا اصدق يا سمر انا لا اصدق هذا ”
تذكرت سمر ليلة زفافهما كانت خائفه للغايه منه
****’ قبل شهر في غرفة سمر وكريم ‘****
دخلت للغرفه وهي ترتدي فستان الزفاف ليلحقها بعد دقائق كريم ‘ اقفل الباب بهدوء بينما هي ترتجف من الخوف ‘ كانت خائفه من فكرة الزواج بأكملها ولكنها احبته ولهذا وافقت عليه ليكون شريك حياتها الابدي ‘ قال بصوت اجش وهو ينظر لعروسه برغبه
” واخيرآ يا سمر اصبحتي ملكي ”
انسابت دموعها على وجهها بغزاره وهي ترتجف كـ ورقه في مهب الريح ‘ اقترب منها وجلس بجوارها على السرير ليقول بهمس
” سمر لا داعي لكل هذا الخوف صدقيني الامر ليس سيئآ لهذه الدرجه ”
كان يكذب فهو نفسه مرتبك جدآ ولكنه يريد ان يخفف من خوفها فهذه الليله سيتحذان ليكونا شخصآ واحدآ روحآ واحده ولكن بجسدين ‘ قالت وهي تشهق
” لا لا اريد انا لا اريد هذا ”
احتضنها بلطف ولكنها دفعته عنها بضعف ونهضت من السرير لتقف في زاوية الغرفه وهي تقول
” اريد العوده للمنزل انا اريد امي ”
عبث بشعره بحركات عشوائيه وهو يقول بأنزعاج
” سمر لا تكوني طفله ,, تعلمين ان هذا مستحيل انتِ الان متزوجه ولا يجب قول هذا ”
هرعت للباب لتخرج من الغرفه هي لا تستطيع ان تجعله يلمسها انها تخاف ‘ امسكها بقوه من معصمها وهو يقول بغضب
” سمر هذا ليس عدلآ تصرفك ليس منطقيآ انتِ زوجتي والأن سأثبت ذلك اتفهمين ”
عادت للواقع ‘ تلك الليله كانت قاسيه للغايه لقد تصرف معها كريم بوحشيه ‘ هي تعلم انه ارادها بشده ولكن إن يلمسها بتلك الطريقه حطمتها تمامآ جعلتها مرعوبه منه ‘ لذلك منذ تلك الليله وهي تخاف منه بشده تشعر انه سيؤذيها كما فعل في اول ليله لها ‘ كان من المفترض ان يعاملها بلطف في اول ليله لهما فهي لم تجرب عالم الحب من قبل وهو من جعلها تعرف تفاصيله ولكن طريقته كانت قاسيه ‘ ولكن ولله الحمد لقد بدأت ولو قليلآ تعتاد لمساته وطريقته في لمسها اصبحت اكثر لطفآ ‘ ابتعدت عن احضانه ودفعته لتخرجه من المنزل وتغلق باب المنزل خلفه بسرعه ‘ استندت عليها وهي تتنفس بعمق في حين سمعته يضحك بصوت عالي من وراء الباب وهو يقول
” لن تهربي مني يا سمر انتظريني حتى اعود فقط ”
ابتسمت بشرود وسارت بأتجاه غرفة الجلوس ‘ بينما هو ركب سيارته المتواضعه وانطلق متجهآ للمطار لأستقبال السيده الالمانيه
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
شركة رويس في ذاك المكتب الفخم كان منكبآ على بعض الاوراق يراجعها بهدوء وهو مقطب ‘ الاوراق تثبت ان وليد قد تجاوز حدوده ان الاموال التي قام بأختلاسها كبيره جدآ انها مبالع طائله ‘ بالطبع هو استطاع فعل ذلك بسهوله ولكن المشكله ليست هنا بل بعدم خوفه من يوسف ‘ كيف لم يحسب حساب ان يوسف قد يكتشقه اهو حقآ غبي لهذه الدرجه ‘ تنهد بقوه وهو يعود بجسده للوراء مسندآ ضهره على الكرسي ‘ سارا ‘ فجأه خطرت بباله وتذكر قبلتهما هو حاليآ يرغب بالاقتراب منها لابد من ذلك ولكن بروده يقف حاجزآ قويآ فهو لا يمكنه ان يعاملها بلطف لأنه لا يعرف كيف يفعل ذلك ‘ حسنآ عليه ان ينتظر بضع ايام لكي يفعل شيئآ بشأنها ‘ طرق احدهم الباب
” ادخل ”
دلفت من خلاله السكرتيره الخاصه به وتقدمت نحوه بخطوات رشيقه الى ان وقفت امام المكتب لتقول وهي تذكره
” سيد يوسف الساعه 1:00 لديك موعد مع رئيس قسم العلاقات العامه الانسه ماليري ‘ والـ 5:00 ستلتقى بالسيد جورج ‘ والـ 6:30 سيأتي السيد اوزان لرؤيتك ‘ وباقي المواعيد طوال هذا الاسبوع جميعها قد الغيتها كما امرت ”
حدق بها ببرود انها تعمل معه منذ اكثر من 9 سنوات ولم تتذمر يومآ منه يالها من سكرتيره متفانيه ‘ اخذ يضرب بقلمه الفضي بخفه على زجاج مكتبه وهو يبدو شاردآ ‘ ليقول اخيرآ بهدوء مزعج
” اسيل اطلبي لي وليد حالآ اود التكلم معه ”
اومأت برأسها وخرجت من مكتبه بعد قرابة الخمس دقائق طُرق الباب ليدخل بعدها رجل طويل اسمر البشره ذو عينين حادتين كالصقر وقف امام يوسف وهو يقول بصوت رجولي
” سيد يوسف طلبتني ”
اشار له يوسف ليجلس وابتدر يقول
” كيف تريد قهوتك ”
اجابه بطريقه اليه
” ساده لو سمحت ”
رفع يوسف السماعه وقال امرآ
” اثنان قهوه ساده اسيل ”
اعاد السماعه لمكانها واخذ ينظر نحو الاوراق الموضوعه على مكتبه متجاهلآ وجود وليد ‘ لم ينزعج الاخر من يوسف فهو يعلم ان هذه عاده لديه وهو سيبدآ بالكلام متى يشاء هو فقط ‘ انفرجت الباب لتدخل اسيل وهي تحمل انيه فيها كوبين من القهوه وضعتها على الطاوله امام وليد لتحمل كوبآ وتضعه على مكتب يوسف وهي تقول بأحترام شديد
” قهوتك سيد يوسف ”
بعد هذا انصرفت ‘ ارتشف يوسف قهوته ببطئ وهو ينظر لـ وليد كان واضحآ عليه التفكير العميق ولكن مالذي يخطر برأسه لم يستطع وليد التوصل لذلك ‘ اخيرآ ابتدر يقول بهدوء
” كيف حال العمل يا وليد ”
اجابه وليد على الفور
” على احسن ما يرام سيد يوسف ”
هز يوسف رأسه بصمت ‘ فكر وليد ان يوسف يبدو على غير عادته ‘ انه يحترمه للغايه ويكن له مشاعر خاصه في قلبه كيف لا ويوسف قد زوجه من اخته المتبناه ولكن ……. ‘ لذلك بدأ يقول بأبتسامه
” شقيقتك تتمنى رؤيتك عما قريب كما ان الاطفال يقولون انهم اشتاقوا اليك كثيرآ ”
نعم كلامه صحيح مضى وقت طويل لم ير فيه شقيقته مع انه غير مهتم حقآ بها فهي لا تحمل دماء العائله كما انه لا يشعر بشيئ تجاهها انه لا يحبها ‘ قال ببرود كالصقيع
” ليس لدي وقت لزيارتها انا مشغول ”
ازعج هذا الكلام وليد كيف يقول هذا اليست هناء شقيقته ‘ زم شفتيه بضيق وهو يقول
” في النهايه هي شقيقتك وانا لا شأن لي بينكما ”
نظر نحو يوسف بجديه واكمل يقول
” بالنسبه للعمل هو يسير بشكل ممتاز ”
فتح فمه ليتكلم ليقول بهدوء
” وليد اريدك ان تتولى احد المشاريع المهمه هل ستكون كفئآ لها ام اختار شخصآ اخر ”
يتولى مشروع هو يتولى مشروع يالـ سعادته ها قد اتت الفرصه على طبق من ذهب اجابه بثقه
” سأكون عند حسن اختيارك سيد يوسف ‘ بما ان اختيارك وقع علي فهذا يعني انني كفئ ”
ناوله يوسف اوراق معينه وهو يقول
” راجعها جيدآ واعطني رأيك ”
اومأ برأسه واخذ الاوراق من يوسف ‘ بعد هذه المحادثه اشار له يوسف بالانصراف معلنآ نهاية لقائهما ‘ خرج بهدوء وهو يسير بخطوات ثابته وواثقه ‘
تناول هاتفه الموضوع على مكتبه واتصل بأحدهم
” عمر انتبه جيدآ فهذا الاسبوع اوشك على الانتهاء ”
اغلق هاتفه بعد هذه الكلمات الغامضه ونهض من كرسيه متجهآ نحو النافذه ‘ اذن ها قد بدأت اللعبه الان ياله من امر ممتع ان يحرك الجميع كالدمى ان هذا يشعره بالاثاره ‘ اثاره ؟ ‘ هذه الكلمه عادت به الى ليلة امس على تلك الشرفه حيث يقفان هو وسارا مع بعض ‘ غريب كل كلمه يلفضها تعود به لـ سارا ‘ لماذا يا ترى
“”””””‘”””””””””””””””””””””””””””””””””””””‘
في المشفى كان يسير داخل الغرفه ذهابآ وايابآ وكأنه اسد كاسر ‘ سحقآ سحقآ لماذا هي للأن لا تزال نائمه متى سـ تستيقظ بحق الله لقد نامت للأن 15 ساعه اليس هذا اكثر من كافٍ بالنسبه لها اقترب من السرير واخذ ينظر لها بغضب لقد كانت تنام كـ الأطفال انها تبدو بريئه للغايه وهي نائمه هكذا ولكنها مخادعه فهي مجرمه محتاله اه يا ليته لم يحضرها معه ليته اعطاها لخاليد ليتولى امرها ولكنه لا يستطيع حتى لو كانت مجرمه فهي في النهايه امرأه وقد يؤذيها احدهم وهكذا هو لن يسامح نفسه لذلك اخذها هو فهو يعلم انه لا يحب النساء ولن يؤذي احداهن مهما كانت الاسباب فهو يخاف من عقاب الرب ‘ كما ان لديه شقيقه وهو يخاف ان فعل شيئآ مشينآ مع احداهن فقط يعاقبه الله بأخته التي يحبها ‘ نفض الافكار من رأسه وبدأ يوقضها وهو يهز كتفيها
” هيي هييي انتِ استيقضي لقد تأخرنا هـــيا كفي عن النوم هييي ”
تململت في السرير لتفتح عينيها ببطئ وعندما وقعت انظارها عليه قالت بلطف وهي لا تزال تشعر بالنعاس
” ارجــوك يا سيد دعني قليلآ فقط ”
وعادت تغمض عينيها من جديد في حين قطب هو حبجبيه ما هذا هل هي مجنونه الا تدرك انها بموقف لا يسمح لها بذلك ‘ قال بغضب من بين اسنانه
” ان لم تنهضي الان فـ سأحملك على كتفي واخرج بك اتفهمين ”
بعد سماعها لهذه الكلمات فتحت عينيها على الفور واخذت تحدق به وهي ترمش بعينيها بسرعه هل سيفعل هذا حقآ هه وكأنه سيخدعها بمثل هذه الكلمات ‘ نهضت بتعب وعدلت من جلستها وهي تقول بهدوء محاوله ان تستفزه
” افكر بقضاء هذا الاسبوع هنا في المشفى انهم يعتنون بي جيدآ ”
حذق بها بقوه ان كانت تقصد ازعاجه فقد نجحت في هذا فعلآ قال وهو يصرخ بحده
” انهضي قبل ان افقد اعصابي ايتها اللعينه هــيا ”
حدقت به برعب يا اللهي انه حقآ مخيف يبدو مرعبآ ولكنها لا يجب ان تسمح له بأخذها للسجن ‘ هي ليست مجرمه وعليه ان يفهم هذا ولكن كيف ستقنعه ‘ قالت بخفوت
” سـ سيدي اقسم لك انني لست مجرمه ارجوك صدقني انا لست كما تعتقد ”
نظر لها بسخريه وهو يقول
” هذا ما يقوله جميع المجرمين ”
علمت ان مهما قالت ومهما فعلت فهي لن تقنعه بـ برائتها لذلك ستضطر لفعل ما لا يخطر بباله الان هه كم سيسرها ان ترى ملامحه بعد ان تنفذ خطتها قالت له بأنزعاج
” اذا هلا تفضلت وتركتني لأغير ثيابي ”
تذكر انها لا تملك غير تلك الثياب المليئه بالدم ‘ حسنآ سيجعلها ترتديها ولما لا هي بالنهايه مجرمه ولا تستحق ان يرأف بحالها ابدآ ‘ توجه نحو النافذه وقال بأنزعاج واضح
” هيا بسرعه ”
لم يشعر الا وصوت عالي يكاد يشق طبلة اذنه
” مــــاذا ”
استدار للخلف وتوجه نحوها وهي يتمير من الغضب امسكها من عنقها وهو يحاول خنقها ويداه ترتجفان بقوه همس بصوت خافت كـ فحيح الافعى
” اقسم اقسم يا هذه لو استمريتِ بالكلام اكثر من ذلك فـ سأقتلك من دون ان يرف لي جفن اتفهمين ‘ هيا كوني فتاه عاقله وغيري ثيابك بسرعه وانا لن اتزحزح من مكاني هذا ‘ اتعتقدين انني لا اعلم بما يدور برأسك الصغير هذه هاه ”
بعد كلماته هذه دفعها للخلف بكل قوته لـ تسقط على الارض وتبدأ دموعها بالأنهمار ‘ لم يأبه لها وعاد من جديد ليقف امام النافذه وهو يقول بحده
” هيا غيري ثيابك بسرعه لقد تأخرت عن عملي ”
نهضت بسرعه وهي تشعر بخوف عارم منه لقد حطم كيانها يا له من رجل قاسي انه عديم الرحمه كيف يعامل فتاة صغيره هكذا ‘ خلعت ثيابها وتوجهت نحو الخزانه الصغيره بالغرفه ولكنها لم تجد ثيابها قالت بصدمه
” ثـ ثيابي أ أيـ أين هي ثيابي ”
نظر نحوها وهو يقول
” كفي عن اللعــ ”
نظرت له بسرعه ورأته يحدق بها ‘ لقد كانت عاريه لا يسترها شيئ غير ثيابها الداخليه ‘ فتح عينيه على اتساعهما وهو يراها لقد كانت صغيره للغايه بجسدها الابيض الجميل الطفولي كأنها في الـ 15 من العمر ابعد نظراته عنها بسرعه وهو يشعر بالارتباك ‘ هو وللمره الاولى يرى امرأه بهذا الشكل ‘ لم يسبق له ان وقع بمثل هذا الموقف الغبي ‘ تعالت صوت شهقاتها وهي تقول بصوت باكي يخطم القلوب
” لا لا انا رخيصه نعم انا كذلك كيف سمحت لك برؤيتي هكذا اه يا اللهي انا اريد الموت ”
تفاجأ من كلماتها ولكنه كان حقآ في اعماقه يشعر بالذنب ما كان عليه ان يستدير هو المخطئ لأنه بقي بالغرفه اولآ ‘وثانيآ لأنه استدار وهو يعلم انها تغير ثيابها ‘ لقد كان غاضبآ ولم يفكر بطريقه سليمه ‘ قال بأسف شديد
” انا اسف ايتها الفتاه لم اكن اقصد اقسم لك ”
نظرت نحوه كان يعطيها ضهره ‘ هي تعلم انه لم يقصد ولكن ولكـن هو يخيفها ماذا لو بلحظة ضعف اذا ماذا لو انه عندما استدار الان فعل شيئآ مشينآ معها هي لم تكن لتستطيع فعل شيئ ‘ التفكير بالامر يجعلها تترنح من التعب هي ستنهار نعم هي ……
فجأه سمعت صوت ارتطام قوي بالارض نظر للخلف بهلع ليرى تلك الصغيره مغمى عليها ‘ ركض نحوها بسرعه غير ابه سواء اكانت ترتدي شيئآ ام لا فالاهم الان هي حياتها ‘ وضعها على فخذيه وهو يضرب وجهها بقوه محاولآ ايقاضها ولكنه لم ينجح ‘ نهض وحملها تفاجأ من وزنها الخفيف ‘ وضعها على السرير وقام بتغطية جسدها الضئيل ‘ توجه نحو كأس موضوع على الطاوله بجانب السرير حمله ورمى بالماء الذي يحتويه على وجه تلك الصغيره ‘ تقلص وجهها وضهرت عليه علامات الانزعاج ‘ ابتسم بخفه وهو يحمد الله على انها بخير لم يكن يتوقع انها ستكون متأثره لهذه الدرجه فقط لأنه رأها بثيابها الداخليه يا له من امر لطيف ‘ هذا يثبت ان الفتاة لا تزال طاهره ولم يلوثها اولئك الرجال ولكن مالذي كانت تفعله معهم ‘ هذا ما سيعرفه اثناء التحقيقات
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””‘””””””” ‘
****’ بعد مرور 3 ساعات في مطعم هولي سموك ‘
يجلس يوسف على الطاوله بكل هدوء وهو ينظر من النافذه ينتظر مجيئ الانسه ماليري ‘
دلفت الى داخل المطعم بخطواتها الواثقه كـ امرأه اعمال بحثت عنه بعينيها وفورآ رأته يجلس على الطاوله وهو شارد خفق قلبها بقوه انها تحبه لا بل تعشقه ‘ عادت بها الافكار الى ليلة الامس على الشرفه وهي تراه يحتضن سارا ويقبلها كـ عاشق ‘ احست بألم في قلبها ‘ رفعت رأسها بقوه وهي تقسم انها لن تسمح لمشاعرها ان تسيطر عليها ستعامله على انه شريك لوالدها في العمل فحسب ستتصرف معه كما لو كان غريبآ ‘ ولكن تبآ له لقد اختار لقائها في المطعم هي وللمره الاولى تخرج مع رجل لمطعم ما ‘ منذ بدأت العمل وهي تنجز عملها في الشركات فقط ولم تسمح لأحد بأن يتجاوز حدوده معها ابدآ فهكذا قد رباها والدها ‘ والمرأه الشرقيه يجب ان تكون كذلك ‘ هي مثال المرأه الشرقيه المحافظه وليست سارا المنحرفه التي تعتبر خروجها مع الرجال حريه شخصيه ‘ تقدمت نحوه بثقه وقفت امام الطاوله
انتبه لوجود شخص بالقرب منه ادار رأسه ليراها ‘ ولكن مهلآ انها ليست تلك الشقراء الخلابه بل امرأه سمراء تشبه الوصف الذي قاله له عمر عن الانسه ماليري التي تتصدر الصحف ‘ ضَيّق عينيه وهو ينظر لها كانت امرأه متوسطة الطول ترتدي حذاء من دون كعب وبنطلون جينز اسود وقميص يصل لنصف فخذها باللون الابيض ‘ كانت امرأه محافظه بكل ما للكلمه من معنى وايظآ كانت ذا جمال عادي ‘ ان هذه المرأه لا تشبه تلك الفتاه ذات الملامح الطفوليه والجمال الصارخ الذي سلب عقله هو يعترف حقآ ان تلك الانسه جعلته مشدوهآ لـ ثواني امام جمالها عندما رأها بالامس ‘ قد يعتقد البعض ان سارا اجمل منها ولكن هذا ليس صحيحآ ابدآ فـ سارا لا يمكن مقارنتها بتلك الأميره الفاتنه المدعوه مريم صدقآ من ينظر لها بتركيز يرى جمالآ لا مثيل له انها العذراء الساحره ‘ لسبب ما عندما التقى بتلك الشابه بالامس اطلق فورآ في عقله الباطن لقب العذراء الساحره عليها ‘ لم يكن يعلم سبب ذلك ‘ كان ذلك رغمآ عنه ‘ حتى انه من حين لأخر كانت عيناه تنظران لها من دون ادراك منه ‘ كانت عينيه وعقله الباطن بالامس قد خرجا عن سيطرته لأول مره في حياته ‘ الاول يعطيها لقب والاخرى تنظر اليها ‘ عندما تذكر ذلك انزعج كثيرآ ‘ قطب حاجبيه بقوه ليتغضن جبينه ‘ ابتسمت بسخريه هه يبدو ان شكلها هذا لم يعجبه ابدآ هذا ما فكرت به فهو يبدو منزعجآ للغايه ‘ قالت بهدوء وثقه شديده
” مرحبآ سيد رويس كيف حالك ”
قالت هذه الكلمات وهي تجلس على الكرسي المقابل له ‘ لو كان يشك بأنها ليست تلك الساحره فـ الان قد تبدد شكه فـ صوتها يشبه تمامآ صوت تلك الفتاه ‘ تفاجأ من ادراكه لـ حقيقتها من خلال صوتها فهو بـ الامس لم يستمع لـ صوتها سوى مرتين عندما تكلمت مع اميره وعندما صرخت بوجهه ‘ تبآ كم تزعجه هذه الصغيره ‘ قال ببرود
” مرحبآ انسه ماليري انا بخير وانتِ كيف حالك ”
اجابته بطريقه اليه كـ امرأة اعمال
” بخير شكرآ لـ سؤالك ”
اومأ برأسه وكأنه يجيبها ‘ اشار بيده للنادل لـ يأتي على الفور ‘ قال يوسف موجهآ كلامه لـ مريم
” ماذا تريدين أن تأكلي يا انسه ”
ياله من موقف احمق وقعت به هي لم تتناول طعامها في مطعم ما منذ ان ولدت لذلك لم تعرف بماذا تجيب قالت بتلعثم فهي تشعر بالخجل من الموقف
” ممم أ اين القائمه ”
رفع يوسف حاجبيه بسخريه وهو يقول للنادل ببرود
” نريد تذوق جميع الأصناف التي تعدونها ”
اومأ النادل واعطى نظره للأنسه وهو يبتسم وذهب بهدوء ‘ قالت مريم بأنزعاج من تصرف يوسف
” لماذا طلبت جميع الاصناف ”
تنهد بضيق انه منزعج للغايه في الواقع هي تثير ازعاجه لدرجه جنونيه انه لا يطيق رؤيتها قال بتهكم
” هل لديك مانع انسه ماليري ”
نظرت اليه بحده وهي تتمير من الغضب فتحت فمها لتتكلم ولكن قاطعها رنين هاتفها ردت بسرعه
” الو ,, نعم سارا ,, كلا لا يمكنني المجيئ الان انا اعمل ,, كلا كلا لا تأتي انا لستُ بالشركه ,, في الواقع انا بـ مطعم هولي سموك لدي موعد للتناقش بأمور العمل ,, ماذا كلا ,, اوه سارا انتظري ”
ابعدت الهاتف عن اذنيها واخذت تنظر له وهو مقطبه ما هذا هل ستأتي سارا الان للمطعم ‘ هل ستلتقي من جديد مع يوسف ‘ لماذا لماذا لا يمكن ان تكون هي فقط بالقرب منه ‘ لماذا على القدر ان يجمع يوسف وسارا من جديد كما فعل بالامس ‘ شعرت بحراره تلسع جفنيها كلا يا الله لا يمكن ان تبكي الان امام يوسف ‘ تنفست بعمق تهدئ من غليان قلبها ‘ نظرت نحو يوسف لـ تراه يحدق بها بتركيز وعيناه تلتمع بقوه ‘ هكذا اذن فهو سعيد لـ سماع اسم سارا يلفظ امامه ‘ لابد انه سيكون اكثر سعاده بما ستخبره الان
” ستأتي سارا الى هنا لتناول الغداء معنا اتمنى ان هذا لا يزعجك ”
ياله من كلام سخيف تلفظت به ‘ يزعجه ‘ هذا مستحيل انه سيكون سعيدآ جدآ برؤيتها ‘ قالت ببرود شديد
” سيد رويس هل يمكننا ان نبدأ العمل الان ”
تكلم بهدوء وهو ينظر لعينيها مباشرة
” سيكون افضل لو باشرنا العمل بعد الغداء ”
كلا هي لن تنتظر كل هذا الوقت فهذا سيمنعها من تنفيذ ما تفكر به قالت بأصرار
” كلا سيد رويس سنباشر به الان ”
تنهد بصبر في حين اخرجت هي اوراق العمل وبدأوا يتناقشون بشأن امور العمل وبعد نصف ساعه انتهوا تمامآ من العمل قال يوسف بأعجاب حقيقي
” انتِ مثال المرأه العامله انسه ماليري ”
ابتسمت بسعاده من كلامته هذه فتحت فمها لتتكلم ولكنها عادت واغلقته وهي تراه يحدق نحو باب المطعم ونظراته تشعان ببريق غريب ‘ فكرت بتعاسه اذن لقد وصلت ضالته وصلت المرأه التي يريدها ‘ سارا ‘ تقدمت سارا بخطوات متناسقه نحو الطاوله وهي ترتدي فستان قصير باللون الاسود يلتصق بجسدها بأغراء ‘ عندما رأت يوسف صدمت ولم تعرف ماذا تفعل نظرت اليه بأنشداه وبدأت انفاسها تتسارع نهض يوسف من مقعده وعلى وجهه ترتسم ابتسامه مثيره ولكن بارده قال بصوت هادئ
” مرحبآ انسه اوزان يسرني رؤيتك من جديد ”
بادلته الابتسام وهي تقول بخفوت
” وانا كذلك تسرني رؤيتك ”
هذا الموقف جعل مريم تشعر بالاختناق كانت تشعر بأنها ستنهار في اي لحظه ‘ اغتصبت ابتسامه بسيطه لترسمها على وجهها الذي بدى عليه التعب ‘ فهي رغم قرارها بأنها ستكون قويه ولكن هذا الموقف كان اكبر من ان تتحمله طاقتها ‘
اشار يوسف للنادل ليجلب لهم كرسي ثالث لتجلس عليه سارا ‘ جلس الثلاثه حول مائدة الطعام وقد اخبرهم النادل ان الطعام سيكون على المائده بعد خمس دقائق فقط ‘ بدأوا بالحديث ولكن مريم لم تشاركهم في ذلك ‘ قالت سارا بلطف
” لم اتوقع انكما تعملان معآ سيد رويس ”
اجابها بهدوء
” من فضلك نادني بـ يوسف فحسب لا داعي للرسميات بيننا ”
كم هو وسيم يا اللهي انه رجل بكل ما للكلمه من معنى وها هي الان تجلس معه على نفس الطاوله قالت بخجل
” يـو يـوسف ”
ابتسم ببرود وهو يقول
” سـارا ”
بادلته الابتسام ‘ كم هو امر رائع لقد بدأت علاقتهما ولسبب ما تتطور ‘ نفس المطعم الذي جمعهما لأول مره ها هو يجمعهما للمره الثانيه ولكن كـ اصدقاء ياله من امر رائع ‘ قالت بسعاده لم تستطع اخفائها
” من يصدق بأننا تشاجرنا هنا والان ايظآ نحن هنا ولكننا اصدقاء ”
اجابها على تساؤلها الاحمق ببضع كلمات بارده
” لو لم تتدخلي لما حدث ذلك ”
شعرت سارا بالرجفه من كلماته البارده والتي تحمل نوعآ من الأتهام نكست رأسها وهي تفكر كم هو مخيف هذا الـ يوسف انه يجعلها ترتجف منه ‘ نظر يوسف ناحية مريم التي لاحظ للتو انها لم تشاركهم الحديث ليجدها تنظر لحضنها وهي تضغط على صدغيها بقوه ‘ نفس الحركه التي فعلتها بالحفله ‘ هل هذا معقول انها امرأه لعوبه تحاول جذب انتباهه نحوها قطب حاجبيه من هذه الفكره المزعجه ‘ وايظآ عاد للأنزعاج لأنه تذكر حركتها هذه في الحفله ‘ لماذا بحق الله يتذكر اصغر الامور التي تخصها لماذا هاه ‘
تقدم النادل وبدأ بوضع الاطباق على الطاوله كان منظر الطعام شهيآ للغايه ‘ طبق الاحد ‘ ارز الباميلا ‘ الحساء واصناف كثيره ‘ بعد ان انتهى من وضع الاطباق رحل بهدوء وهو يتمنى ان يعجبهم الطعام ‘ نظرت سارا نحو يوسف وجدته مستغرقآ بالنظر لـ صديقتها مريم انزعجت للغايه من نظراته لها ‘ وجهت انظارها نحو مريم لـ تجدها تفرك صدغيها بقوه ‘ هنا فقط حمدت الله اذ ان يوسف ينظر لها لأنه مستغرب حركة مريم ‘ قالت بمرح وهي تشاكسها
” اوه مريم ما هذا هل تحاولين جذب انتباه يوسف بهذه الحركه ”
رفعت مريم رأسها وكأنها استفاقت من حلم ما للتو طوال فترة حديث يوسف وسارا كانت تستمع لهما ولكنها كانت بعالم اخر بعيد عن هنا كانت وحيده يلفها الحزن من كل جانب ‘ ولكن كلام سارا قد اعادها للواقع اعادها للعالم الذي تعيش به قالت بصعوبه فهي لم تسمع جيدآ ما قالته سارا لها
” عن ماذا تتكلمين ”
نظرت لها سارا بخبث ومن ثم وجهت انظارها لـ يوسف وهي تقول بضحكه مثيره
” لا شيئ هل نتناول الطعام الان ام ننتظر شخصآ اخر ”
اجابها يوسف بهدوء وهو يوجه نظراته نحوها
” كلا عزيزتي سارا يمكنك المباشره الان ”
عزيزتي هه يالها من كلمه جميله كانت من نصيب سارا ‘ نهضت من الطاوله وهي تبتسم بصعوبه وتقول
” اعذراني الان علي الذهاب للعمل لقد تأخرت كثيرآ ”
نفس النظرات التي كانت تعتلي وجهها بالامس تعتلي وجهها الان ولكنها اليوم اعمق بكثير ونظرة الحزن واليأس اقوى لماذا يا ترى لما هي منهاره هكذا ‘ نظر لها بقوه كأنه يحاول اختراقها ‘ لماذا يصعب عليه ان يدرك ما بها لماذا هو لا يستطيع ان يفهم مالذي تعانيه شقيقة امين ماليري ‘ قالت سارا بهدوء
” الى اين مريم انتي لم تتناولي الغداء بعد ”
نظرت لسارا بشرود ‘ هذه هي التي حطمت سعادتها ولكن ما شأنها هي ‘ كلا الذنب ليس ذنبها فـ يوسف من شعر بالانجذاب نحوها وهذا شيئ خارج عن ارادتنا نحن البشر ‘ لا احد مسؤول عن اعجابهما ببعض هذا من صنع القدر ‘ على كل يجب ان تتمنى لهما السعاده فهو مناسبين لبعض فتحت فمها لتتكلم ولكن سبقها يوسف بالقول
”
“””””””””””””'”””””””‘”””””””””””””””””””” “””