عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



الــفـصـل الــرابـع لــ روايــة (( عــــذراء الـــــشيطان ))

في احدى الـشركات لأحد عائلات الطبقه الـراقيه كانت تذرع ارض المكتب ذهابآ وايابآ وملامح الغضب تغطي وجهها ‘ نظرات الحقد تملئ عينيها ‘ كاذب وغد حقير تافه بلا احساس ‘ هذا ما كانت تردده بداخلها ‘ لقد اهانها بـطريقه لا تـغـتـفـر وهي لن تسامحه ‘ لـن تسامحه ‘ كيف يتجرأ على قول تلك الكلمات ‘ وهي ؟ هـي الغبيه التي ضعفت امامه ولم تضربه على رأسه بحقيبتها ‘ وقفت بوسط الـغرفـه وهي تضرب بقدمها الارض بكل قوتها ‘ الحقير لقد تفوه بتلك الكلمات امام سارا ‘ مالذي ستفكر به الان ‘ لابد انها ستصدقه ‘ نعم ولما لا فهما عشيقان ‘ ستصدقه لأنه حبيبها ! حبيبها الذي تبادلت معه القبل ‘ صرخت بغضب
” اوه ســحقآ سـحـقـآ لكما ”
ابتلعت ريقها بغضب وكأنها تنتقم من نفسها ‘ انها تكره نفسها نعم تكرهها فهي التي احبت ذلك المتبلد المشاعر القاسي البارد اوه ربـاه ‘ لقد تعلقت نفسها بحب لا منفعه منه حب من المستحيل أن يكـون متبادلآ ‘ لقد كُتب على جبينها منذ البدايه انها ستحب يـوسـف وهو لن يبادلها مشاعرها ‘ هذا هو المكتوب وهي لا تستطيع الهرب منه او ان تقول عنه انه كَذِب لأنها الحقيقه ‘ الحقيقه الواضـحه كـ الشمس في وَضَحِ النهار ‘ لمست جبينها حرارتها مرتفعه للغايه ‘ هي ومنذ رأت يوسف وسارا معآ على الشرفه في ذلك اليوم وحرارتها مرتفعه والم رأسها لا يفارقها ابدآ ‘ توجهت نحو المكتب لـ تلتقط هاتفها وتتصل بـ امين ‘ هو الوحيد الذي يستطيع أن يخفف عنها ببضع كلمات يتلفظ بهما ‘ لـ يجعل من مزاجها السيئ ممتاز للغايه ‘ اتصلت به مرات عديده لكنه لم يرد على هاتفه ‘ شعرت بالقلق يعتريها يا اللهي ما به لماذا لا يجيب على اتصالاتها ‘ تذكرت انه بالامس لم يعد للمنزل ‘ سيطر الخوف على كيانها وعادت تتصل من جديد ولكن الهاتف مغلق هذه المره ‘ لماذا يا ترى ليس من عادة امين أن يفعل ذلك ‘ جلست خلف مكتبها الضخم وقامت بأرتداء نضارتها السوداء الكبيره وبدأت تتصفح الاوراق امامها وهي تفكر بـ اخيها ‘ رن الهاتف رفعت السماعه وهي تقول
” نعم ‘ لا بأس ادخليه ”
انهت الاتصال وهي تعيد السماعه لمكانها
دلف من وراء الباب شاب في نهاية العشرين من عمره ‘ اقترب منها وجلس على الكرسي وهو يبتدر بـالقول
” مرحبآ سيدتي الجميله كيف حالكِ ”
حولت نظراتها من الاوراق لتنظر اليه بحده وهي تقول بنبرة لامباليه
” اهلآ بك سيد منصور انا بخير ”
عادت تنظر للأوراق وهي تكمل
” هل لديك ما تود قوله ”
كان يحدق بها وعيناه تلتمعان كم سيسره لو كسرت القاعده وخرجت معه ولو لمره واحده تنهد بضجر فهذا مستحيل هي ليست من هذا النوع قال بهدوء
” لقد اتيت لمكتبك قبل ساعه ولم اجدك هنا ‘ قالت سكرتيرتك انك على موعد مع السيد رويس بشأن المشروع الجديد ”
اومأت بـرأسها من دون أن تتفوه بـحرف عاد ليكمل كلامه
” سيدتي الجميله ما رأيك أن نتناول الغداء في المطعم المقابل للشركه هاه انا جائع ولا بد أنكِ كذلك ”
ياله من احمق هذا الـ منصور فهو قد عاد وذكرها بـ الـحقير يوسف قالت وهي تتمالك نفسها من الغضب
” لقد تناولت غدائي ”
قال على الفور بصوت مملوء بالهلع
” كلا هذا مستحيل متى تناولته ”
تركت الاوراق ونظرت اليه وهي تتنهد بـصبر
” لقد كنت في مطعم هولي سموك مع السيد رويس ”
قطب منصور حاجبيه وعاد بجسده للخلف مستندآ على الـكرسي ‘ مـريـم مع يـوسـف ‘ تـتناول الغداء معه هذا شيئ لا يصدق ‘ مـسـتـحـيـل ‘ عادت لتكمل كلامها
” لقد كان لقائنا في المطعم هو اراد ذلك وانا لم يكن بوسعي فعل شيئ كما تعلم ”
حدق بها بطرف عينه وهو يزم شفتيه ‘ يـوسـف استطاع ان يكسر قاعدتها ويجعلها تخرج معه حتى لو كان غداء عمل ‘ آه يا اللهي تكلم بأنزعاج
” الم يكن بـوسعك الرفض ‘ اعني كان بـأمكانك أن تجعلي اللقاء في شركته اليس هذا صحيحآ ”
اجابته بصدر رحب وكلماتها تنبع بـالصدق
” لقد حاولت قلت لـسكرتيرته انني اريد اللقاء بالشركه ولكنها قالت هو عندما يقول امرآ لا يتراجع عنه ولهذا انا رضخت للأمر وذهبت للقائه في المطعم ”
ادرك انها كانت مضطره للذهاب لذلك شعر بـالراحه ولو قليلآ تنهد بحزن وهو يقول وكأنه يكلم نفسه
” لا بأس انا سيئ الحظ على كل حال ”
نهض من كرسيه بتثاقل وهو يقول بـأعتذار
” انا اسف للأزعاج سيدتي الجميله ”
استدار لـيغـادر لكن صوت مـريـم اوقفه
” سيد منصور لا تفكر ابدآ بـأنني سعيده ولو قليلآ بـخروجي مع السيد رويـس على العكس انا مستاءه كثيرآ من ذلك ”
استدار نحوهـا وعلى وجهه ترتسم ملامح الصدمه ‘ نعم وكيف لا ‘ فـهو بـحياته كلها لم يتوقع أن يسمع امرأه تقول انها مستاءه لخروجها مع ملك الجاذبيه والاناقه يـوسـف رويـس ‘ ولكن ها هي ذا مـريـم تقول ذلك ‘ اكملت تقول
” انت لا تتخيل كم اكرهه ‘ وايظآ اكره ان يظن احدهم انني سعيده ولو قليلآ بخروجي معه ”
ابتسم بسعاده وهو يقول بمرح
” لقد كنت واثقآ من هذا انتِ لا تشبهين أي أمرأه اخرى انتِ استثنائيه بكل شيئ ”
عبث بشعره بطريقه جنونيه تعبر عن سعادته الغامره التي يشعر بها الان اكمل كلامه
” سأنصرف الان اعتني بنفسك سيدتي الجميله ”
خرج من المكتب بخطوات ثابته وهو يشكر الله أن مـريـم لم تتأثر بـسحر رويـس

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””

يسير بخطوات ثابته وسريعه للغايه مالذي يجري بحق الله هل ما سمعه صحيح طرق الباب ‘ سمع صوت من الداخل يقول
” تفضل ”
أمسك مقبض الباب بقوه وهو يطلب من الله أن يكون ما سمعه غير صحيح ‘ فتح الباب ودلف الى داخل المكتب ‘ تقدم نحو الرجل القابع خلف مكتبه الصغير قال وهو يؤدي التحيه العسكريه
” احترامي سيدي ”
اومأ برأسه وهو ينظر له ببرود
” مالذي تريده كرم ”
قال وهو ينظر بتركيز نحو المفتش احمد
” سيدي هل ما سمعته صحيح ‘ هل أمين ترك العمل ”
تنهد احمد بضيق هكذا اذن فـ كرم اتى الى هنا لـ يعرف ما سبب اختفاء امين قال بهدوء
” نعم هذا صحيح لقد قدم استقالته امس بعد منتصف الليل ”
شعر بالغضب ماذا يعني قدم استقالته ولكن لماذا هو ضابط ممتاز لما قدم استقالته قال بتسائل
” لماذا لـمـاذا فـعـل ذلـك ”
سؤال وجيه ولكن للأسف لا احد يعلم اجابته هذا ما فكر به المفتش احمد
” لا اعلم لماذا ‘ هذا السؤال لا يستطيع احد الاجابه عليه سوى أمين ”
تنهد بضجر ونظر لـ كرم المتجمد مكانه ابتدر يقول بأنزعاج
” كرم لما انت منزعج ‘ الست بهذا تخلصت من منافسك ”
صحيح ما يقوله المفتش ولكنه في نفس الوقت ازعجه ذلك هو لا يريد ان يخسر منافسه هو يريد أن تستمر المنافسه بينهما يريد أن يهزم أمين ويثبت أنه افضل منه ‘ قدم التحيه مره اخرى لكي ينصرف بعدها بكل هدوء ‘ اخرج هاتفه من جيب بنطاله اتصل بـ امين ولكنه لم يتلقى اجابه بل كان هاتفه مغلقآ ‘ تسائل لماذا قد يغلق هاتفه هاه ‘ حسنآ لا بأس سيتصل به فيما بعد ويطلب منه أن يلتقيا ‘ توجه نحو مكتبه وجلس على الكرسي القابع خلفه ‘ قال وهو يشعر بأنه سينفجر ان لم يعرف ما السبب الذي جعله يترك عمله ‘ اخرج ملفات من دُرِج في مكتبه وبدأ يراجعها ‘ انها تتعلق بذلك المجهول الذي تجرأ على ارتكاب ثلاث جرائم ولم تستطع الشرطه امساك ولو دليل واحد عليه ‘ ياله من محترف لقد اثار اعجابه حقآ مع انه مجرم ياللسخريه ‘ بدأ يقلب الاوراق وهو يهمهم ‘ ذلك الاحمق امين هل تخلى عن هذه القضيه ؟ الم يكن يطمع بها ويريد التحقيق بها هو بنفسه ! اذن لماذا ترك العمل ‘ ياله من حقير سيجعله يندم لأنه فعل ذلك نعم سيفعل

“”””'”””””””'”””””””””””‘”””””””””””””””””””” ‘

يوسف هو الرجل الذي تحلم به جميع الفتيات وهو قد اعطاها الفرصه لـ تكون برفقته نعم هو يريدها معه هذا واضح للغايه ‘ لما قبلها ان لم يكن يرغب بذلك ‘ ستذهب وتخبر والدتها لابد انها ستكون سعيده فهي تحب يوسف ودومآ تتكلم عنه ‘ هذا ما كانت تفكر به وهي تنزل السلم ‘ وصلت لـغرفة الجلوس دخلتها بكل ثقه لـ ترى والدتها تقرأ مجله ما ‘ تقدمت وجلست على الكنبه المقابله لها ‘ تنحنحت بهدوء لتلفت انتباه والدتها ناحيتها ‘ وفعلآ نجحت في ذلك اذ نظرت اليها بطرف عينيها وهي تقول بهدوء
” ماذا هناك عزيزتي سارا ”
انتفضت سارا من السؤال ياللهي مالذي ستقوله الان ‘ حسنآ حسنآ ستعترف بالحقيقه ستخبر والدتها عن يوسف ‘ ‘ كانت تلعب بيديها بأرتباك وعيناها موجهتان نحو حضنها لتقول بهدوء وترقب
” أمي اود ان اخبرك شيئآ مهمآ بخصوص يوسف ”
قطبت حاجبيها شيئ بخصوص يوسف ‘ اثار الموضوع اهتمامها لـ ترمي المجله جانبآ وهي تقول بـ تسائل
” ما هو الامر حبيبتي هيا تكلمي ”
رطبت شفتيها بـ لسانها وهي تبتلع ريقها لا تعلم لما هي تشعر بـ الارتباك ولكنها اجبرت نفسها على القول
” امي في الواقع انا معجبه بـ يوسف ”
كانت تكذب ولكنها مضطره لذلك الان وهذه الكلمات كانت كفيله بجعل والدتها تحملق بها بدهشه ‘ ماذا قالت للتو ! هل قالت انها معجبه بـ يوسف ؟ اوه ياللهي هي لم تكن تتخيل ابدآ أن الامور ستسير بهذه السهوله ياله من امر ممتع قالت بعدم تصديق
” ماذا قلت سارا هل انتِ معجبه بـ السيد رويس ”
هزت رأسها من دون تفكير ‘ لقد قررت انها ستخاطر بأخبار والدتها عن كل شيئ اجابت بهدوء
” امي في الواقع لقد قبلني يوسف في حفلة السيده اميره عندما كنا على الشرفه وقال أن الله قد جمعنا مع بعض ”
حلقت والدتها من السعاده فور سماعها لهذه الكلمات ونهضت من مكانها لتجلس بجانب ابنتها وهي تقول
” كـ كيف هذا كيف تبـ تبادلتما القبل اعني كيف حصل هذا ”
زمت شفتيها بعبوس وهي تتذكر كيف انها رفضت صداقته وصفعت يده آه ليتها فقط لم تتصرف بتلك الحماقه ‘ لولا ذلك ربما لكانت الان تتحدث معه على الهاتف او بـرفقته في العمل تتشارك معه لحظاته قالت بهمس
” عندما حاولت صفعه لأنه سَخِر مني امسكني من معصمي وجرني اليه وبعدها حدث ما حدث ”
هذا رائع أن الامور تسير على احسن ما يرام ‘ سـارا و يـوسـف ‘ ياللهي لم تكن تتوقع أن هذا سيتحقق قالت تسألها
” وهو هو اعني هل هو معجب بكِ ”
هذا سؤال في محله ولكن هي لا تملك جوابآ له ‘ لو قلنا انه ليس معجب بها فـ لما قبلها اذن هـاه ‘ على الاقل معجب بمظهرهاx استجمعت ما لديها من كبرياء لتقول وهي ترفع رأسها
” امي لو لم يكن معجبآ بي فـ لماذا قبلني ”
هزت والدتها رأسها وهي تفكر نعم هذا صحيح لا بد انه معجب بأبنتها ‘ اذن الخطوه التاليه الأن هي أن تجعله يفكر بالزواج منها وهكذا سيتحقق كل ما ترغب به قالت بحماس
” اذن عليكِ أن تقتنصي الفرصه وتجعليه يرغب بكِ كـزوجه ”
تنهدت بـعمق هل يا ترى تستطيع فعل هذا ‘ انها وللمره الاولى تشك في قدراتها على جذب رجل ما وايقاعه في شباكها ‘ كيف لا ويـوسـف ليس اي رجل ‘ انه شخص يصعب ادراكه او الوصول اليه ‘ في المره الاولى قبلها ‘ وفي المره الثانيه عندما قبلته انتفض منها ووبخها ‘ ياله من رجل غريب ومتناقض ‘ مره يرغب بتقبيلها ومره اخرى ينزعج من ذلك ‘ اي رجل هذا ‘ أنه لغز غريب يصعب اي احد ان يحله ‘ قالت بشرود
” سأحاول أن اوقعه في شباكي ولكن هذا ليس سهلآ يا أمي ”
اومأت والدتها فهذا صحيح ابتدرت تقول وهي تنهض من مكانها
” انتِ محقه انه ليس شخصآ عاديآ يمكن ايقاعه بسهوله ‘ ولكن لا تنسي يا سـارا انك امرأه ومثيره للغايه ”
لوت شفتيها بـمكر وهي تكمل
” واي رجل مهما كان قويآ فـهو لا يستطيع مقاومة المرأه ‘ جميع الرجال يتساقطون عند خصر المرأه يا حبيبتي ويـوسـف ليس مستثنى انه رجل ولديه نزواته ”
نعم ما تقوله والدتها صحيح يوسف ليس مستثنى فهو رجل في النهايه حتى وان كان مختلفآ عن الاخرين بطبيعته ولكنه يبقى رجلآ تحكمه نفس الضوابط التي تحكم جميع سكان الارض ‘ اذن كل ما عليها فعله هو جرعه كبيره من الاغراء وستنجح في جعله يرغب بالزواج بها لـيحصل عليها

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””

نزل من سيارته وبخطوات سريعه وثابته سار متجهآ نحو منزل كبير بعض الشيئ وعلى وجهه ترتسم ابتسامه غرور اوه يا الله كم يشعر بالسعاده عندما يراه ‘ وها هو الان اتى لـيرى الرجل الذي يجعله يبتسم دائمآ ‘ وقف امام باب المنزل وطرقها بهدوء ‘ انفرج الباب فورآ ليضهر امامه عبد الله واقفآ وعلى وجهه علامات الصدمه يبدو أنه لم يتوقع رؤيته ياللأسف ‘ لماذا دومآ يتصرف هكذا أنه متفاجأ تبآ له ‘ ابعد عبد الله عن طريقه ودلف الى داخل المنزل وهو يتقدم بـثبات غير ابه بالرجل الذي يقف خلفه مدهوشآ من الموقف بأكمله ‘ توقف امام غرفة الجلوس واستدار بنصف جسده ليقول بهدوء وكأنه رجل بربئ
” ما هذا عبد الله كيف ترحب بي بـهذه الطريقه ‘ انت فعلآ لا تتمتع باللباقه ”
عدل من وقفته ودلف الى داخل غرفة الجلوس ‘ استكان على احد الارائك وهو يضع قدمآ على الأخرى ‘ اخرج علبة سجائر وولاعه من جيب سترته الداخلي ‘ واخرج سيكاره من نوع فاخر ليشعلها بكل هدوء ‘ اعاد العلبه والولاعه الى مكانها في جيبه ‘ ليضع السيكاره في فمه وهو يستنشقها وكأنه يستمتع بفعل ذلك ‘ نفث الدخان من فمه ليشكل شكلآ مبعثرآ غريبآ في الهواء قال بسخريه لاذعه وهو يرى عبد الله يدخل للغرفه بخطوات متثاقله
” ما بك هل انت مريض أتحتاج للمال لتذهب للمشفى لا بأس اخبرني كم تريد وسأعطيك أنا لستُ بخيلآ كما تعتقد ”
جلس عبد الله على الأريكه ونظر بأتجاهه بنظرات تائهه ابتدر يقول بأسى
” لا تعاملني هكذا يـوسـف أنا أكره تصرفاتك هذه ”
ضحك بسخريه وكان هو الوحيد الذي سمع ضحكة يـوسـف عدا عن والده طوني طبعآ ‘ اجابه بـتسائل
” هممم تكره تصرفاتي ! لـكـن لـمـاذا ؟ ”
هل يمزح معه وهل يعتقد أنه يجب أن يحب تصرفاته البارده هذه انه يعامله على أساس أنه حشره اليس هذا فضيعآ ‘ هو لم يفعل له شيئآ ولكن ذنبه الوحيد أنه ….. قال بحزن وهو ينظر ليديه
” يـوسـف بحق الله هل تمرح معي انك كتله من الجليد لا تسعى سوى للأنتقام هل جربت يومآ أن تعيش كما الاخرين ‘ هل جربت أن تتصرف بلطف ولو لـمره واحده ”
اجابه يـوسف بتهكم وهو ينفث دخان سيجارته
” كلا لا اذكز انني فعلت ذلك من قبل ”
ليته يستطيع أن ينتزع منه الامه ويرميها بعيدآ ليت بأمكانه التخفيف عنه ولو قليلآ آه فقط لو لم يحدث ذلك الشيئ المؤلم لـ ربما استطاع أن يجعل يـوسـف يتخلى عن فكرة الانتقام ولـكـن تبآ تبآ لقد دمروا حياة يوسف دمروها تمامآ لقد مات يـوسـف منذ تلك الحادثه فقد روحه ‘ هو ميت نعم ميت انه ليس سوى جسد يتحرك بلا روح بلا هدى ‘ لقد سار بدرب الضلاله ولا يمكن اعادته للـنـور ‘ لا يمكن ذلك لقد خسره للأبد ‘ نظر اليه بهدوء وقال بصوت مستاء ولكن خافت
” اذن جرب أن تفعل ذلك جرب أن تتعامل بلطف مع الاخرين جرب أن تحب يا يـوسـف ‘ اخبرني هل جربت الحب من قبل اعني ان تحب امرأه وترغب بها لك ؟ ”
لم تـكـن نظراته تعبر عن شيئ لم يستطع عبد الله أن يكتشف مالذي يفكر به يـوسـف كان هذا صعبآ للغايه اكمل بأستياء واضح
” أخبرني يـوسـف قل شيئآ بحق الله ”
تنهد يـوسـف بضجر وهو يردد بأنزعاج
” هيي عبد الله كف عن ازعاجي لقد اتيت لأرتاح أتفهم لأرتاح وليس لأزعج رأسي بتفاهاتك عن الحب ”
اعاد بـرأسه للخلف وهو يسنده على ضهر الاريكه ليقول بهدوء وكأنه يكلم نفسه
” سارا هي عالمي الان هل تفهمني عبد الله ”
فغر فاه بقوه وعيناه متسعتان مالذي قاله ‘ هـ هل هو يعـ يعاني من مشكله بالسمع ام ان ما سمعه للتو صحيح ‘ يـوسـف يردد اسم سـارا ‘ لا يا اللهي هذا مستحيل يجب أن يوقفه الان هو سيدمر نفسه أن اقترب من سارا ‘ نهض بثباث وهو يهدر بغضب
” يـوسـف انا احذرك أن تقترب من سـارا أتفهم ‘ لا تجعلنا اعداء يا يوسف لا تضطر بي للوقوف بوجهك ”
عدل جلسته وهو ينتزع رأسه من الاريكه كان يشعر بالتعب حقآ لذلك استلقى على الاريكه واغمض عينيه ببطئ وهو يردد ببرود
” لـن نـصـبـح اعـداء ‘ وسارا ستدخل عالمي شئت ام ابيت والان دعني انا اشعر بالأرهاق لقد مضى يومان لم اذق طعم النوم ”
ياله من رجل عنيد ينفذ ما بـرأسه فقط ولكنه لن يسمح له لذلك سيقف في وجهه وهذا سيكون لـصالحه لـصالح يـوسـف ‘ يبذل كل جهده ليمنعه من سارا انها الفرصه الوحيده التي تبقت له لا بد من منع اتحاد يـوسـف مع سـارا فهذا خطير سيذهب به للجحيم ‘ تقدم بخفه نحو الرجل النائم على الاريكه ‘ وقف امامه وهو يبتسم بـعذوبه كما هو ولن يتغير ابدآ هو يعرفه اكثر من اي احد اخر ‘ مد يده وعبث بخصلات شعره بطفوليه ‘ ابعد يوسف يديه بغضب وهو يتمتم بأنزعاج
” ماذا اليس لديك شيئ تفعله لـتـأتي وتعبث بـشعري ثم لماذا لا تذهب لعملك هاه ‘ هيا هيا اخرج واغلق الباب ورائك ”
ضحك عبد الله على كلامه اذن لا مانع من استفزازه ولو قليلآ ‘ قال بخبث وهو يلوي شفته
” هممم يـوسـف رويـس الملقب بكتلة الجليد منزعج ؟ هذا ينافي ما سمعته بالصحف اذ يقال انك بارد وهادئ ولكنني الان ارى شخصآ منزعجآ متفاعلآ مع الاحداث حوله هذا يعيدني للماضي ”
تملكه الغضب الشديد ونهض من الاريكه ليجلس بأعتدال مما جعل عبد الله يجفل ويتراجع للوراء وهو يقول برعب
” تبآ لك لقد اخفتني بحركتك هذه ”
نظر له شزرآ وهو يردد من بين اسنانه
” انا المخطئ لأنني اتيت الى هنا ”
نهض من الاريكه برشاقه فقام عبد الله بدفعه بكل خفه ليعود للجلوس وهو يردد بمرح
” هييي لا تغضب هكذا هيا عد للنوم وانا لن اذهب للعمل بل سأعد لك عشاءآ لذيذآ سيعجبك جدآ ”
لوى شفتيه بقرف ماذا ؟ يعد له عشاءآ ‘ هو ؟ ‘ بيديه هو اوه هذا مستحيل لن يسمح له لذلك قال بقرف
” هذا مستحيل عبد الله هل تريد أن تسمم جسدي ‘ اتذكر تلك المره التي تَسممتُ بها ودخلت المشفى بسببك ‘ كلا كلا سأعطيك المال واطلب لنا بيتزا ”
صرخ بمرح وهو يقفز هنا وهناك من شدة سعادته ‘ يـوسـف قد عاد له اوه ربــاه هذا اروع شيئ يحصل معه للأن ‘ تقدم نحو يوسف واحتضنه بقوه وهو يقول بصوت مخنوق بالعبره
” يـوسـف يـوسـف اقسم انني سأطير من السعاده ”
ابعده عنه بقوه وهو يتذمر
” هل جننت هيا اخرج اريد النوم ”
اومأ برأسه وخرج من غرفة الجلوس لـيدع يوسف يرتاح وينام على الاريكه ‘ كان سيطلب منه أن ينام بغرفة نومه ولكنه يعلم انه سيعارض ويرحل من المنزل لذلك سيتقبل اي شيئ يفعله ‘ فقط من اجل بقائه قريبآ منه ‘ توجه نحو المطبخ وهو ينظر اليه بشرود ويزم شفتيه
” لو لم يرفض لكنت الان اعددت طعامآ شهيآ ولكنه لا يريد المخاطره ياله من جبان ”
ابتسم بمكر لقد اتخذ القرار ‘ بدأ يضحك بخبث ولكن بخفوت ‘ اليوم سـيجعل يوسف يجن تمامآ ‘ سيعيد الماضي سيعيد ذكرياتهما سويآ ‘ تقدم نحو البراد ولكن شلت حركاته صوت صرخه قويه ‘ انه يوسف تبآ انه صوت يوسف ‘ هرع لـغرفة الجلوس ليرى يوسف صريعآ على الارض وهو يضغط على رأسه بشده ويصرخ بصوت عالي من شدة الالم قال برعب
” يـ يوسف هـ هل أنت بخير ”
لم يجبه ولو بكلمه بل استمر بالصراخ وهو يضغط على رأسه وبدأت انفاسه تتسارع لم يعرف عبد الله مالذي يجب عليه فعله الان ‘ يوسف يوسف ‘ هو لا يصدق انه يرى يوسف بمثل هذه الحاله ‘ لقد رأه مسبقآ ونوبات مرضه تأتي بغته ولكن لم تكن بهذه الشده كانت نوبات قاسيه ولكنه لم يشهده يمر بمثل هذه النوبه
‘ يوسف ‘
ما هذا الالم يا اللهي مالذي يحدث له هل هذا الوقت مناسب ‘ انه يشعر بألم فضيع لم يعد يحتمله ‘ يشعر أن رأسه سينفجر من شدة الالم ‘ استلقى على الارض وهو يغمض عينيه بقوه مستشعرآ برودة الارض الصلبه ‘ لا يعلم لماذا ولكن عندما يستلقي على ارض عاريه تحمل ولو القليل من البروده تبدأ ألام المرض تختفي تدريجيآ ‘ سمع صوت عبد الله وهو يتكلم معه بخوف ولكنه لم يستطع أن يفهم مالذي يتفوه به ‘ بدأ الالم يختفي قليلآ وانفاسه بدأت تجد طريقها نحو الانتظام ‘ قليلآ وقليلآ وقليلآ واختفى الالم نهائيآ ‘ فتح عينيه ببطئ ليرى عبد الله جالس بجانبه ودموعه تغطي وجهه ‘ اعاد نظراته نحو السقف هذا صحيح ‘ نعم عبد الله يعلم انه يعاني من هذا المرض اللعين ‘ كله بسبب والدته لو لم تكن مصابه بهذا المرض لما انتقل اليه وها هو الان يعاني منه ‘ رفع يده ووضعها على جبينه ‘ كان متعرقآ للغايه ودرجة حرارته مرتفعه ‘ تبآ انه لا يطيق هذا ‘ كيف رجلآ مثله بجبروته وكبريائه يعاني من مرض يجعله صريعآ على الارض ناشدآ ان يختفي الالم ويرتاح ولو قليلآ ‘ كيف هذا بحق الله اين قوته اين هي في مثل هذا الوقت ‘ استند على ساعده الايسر وهو يحاول النهوض ‘ استطاع ذلك ولكن بضعف ‘ احتقر نفسه للغايه كيف لألم لعين أن يضعفه تبآ ‘ وقف بأعتدال وخطى نحو الاريكه ليستلقي عليها من جديد قال بهدوء وهو يغمض عينيه
” لا داعي للقلق عبد الله انها تحدث مره واحده خلال فتره طويله ‘ يمكنك أن ترتاح ”
نظر له بعيون تشعان بالحزن مليئه بالدموع لا يصدق أن يوسف يعاني هكذا ‘ اغلى شخص على قلبه يوسف يعاني وهو لا يستطيع أن يخفف عنه او يساعده ولو بشيئ صغير ‘ قال بهمس من بين دموعه
” انا تافه غبي احمق لا قيمة لي ‘ كيف هذا انت تعاني امامي وانا اقف عاجزآ غير قادر على مد يد العون ”
فتح يوسف عينيه لينظر بطرفهما الى عبد الله ‘ لقد كان وسيبقى كما هو لن يتغير ‘ أنه يحب يوسف للغايه ‘ يشعر انه قطعه منه صحيح أن شعوره غريب ولكن ما باليد حيله فهذا هو يوسف بالنسبه له ‘ ويوسف يعلم جيدآ بهذا ‘ فعلآ ومنذ سنين عديده وهو يحاول اجتذاب يوسف للنور ولكنه لم ينحج فيما مضى ‘ شعر بالشفقه على صديقه ‘ عاد ليشعر من جديد ‘ عادت تلك الاختلاجات تجول بخاطره من جديد ‘ ابتسم بلطف هذه المره وهو يتكلم بصوت اجش
” لا تكن احمقآ يا رجل ‘ هيا اذهب ودعني انت تزعجني ”
لم يكن كلام يوسف يزعجه ابدآ لا في الماضي ولا الان ولن يحدث في المستقبل ايظآ ‘ عندما رأى ابتسامته اللطيفه عرف تمامآ ان يوسف لا يزال كما هو ولم يتغير سوى انه بدأ يفكر بشيئ جديد وهو الانتقام ‘ وبالنسبه لـ بروده فهو منذ أن كان صغيرآ كان بارد وهادئ للغايه مع الجميع فقط هو من استطاع أن يرى جانب يوسف الاخر الجانب اللطيف الجانب الطيب ‘ هو فقط من استطاع ذلك هو وطوني ولكن هل سيستمر الحال هكذا ‘ هو يريد أن يكون لـ يوسف حياه طبيعيه ‘ زوجه واطفال ببساطه يريده أن يُكون عائله ‘ هل هذا مستحيل ‘ ربما فـ يوسف منذ الصغر وهو لا يؤمن بمفهوم الحب ‘ وأن لم يكن هناك حب فلا عائله ستتكون ‘ هو يعتبره كذبه تخدع الناس بعضها بها ‘ ولكن متى عليه ان يدرك أن الحب حقيقه حـقـيـقـه

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””” ”

** ‘ ليست تدري ان كان الشعور يكون صادقآ ام لا لم تكن تعلم لما تشعر بصدرها منقبض وكأن شيئآ سيئآ سيحدث سيغير مجرى حياتها انها تشعر بالخوف ‘ الخوف من المجهول ‘ صحيح أن والدها يغرقها بالنقود ولا يقصر معها في اي شيئ ولكن هي تشعر بالنقص ‘ انها بحاجه لشيئ ثمين ‘ شيئ يملئ لها حياتها بالسعاده ‘ وهي متأكده انه ليس المال ‘ هي طيبه لطيفه ومتحفظه كـ صديقتها مريم ولكن مع ذلك فهي تشعر بحب اقوى نحو سارا لا تعلم ما السبب رغم أن كلاهما صديقتاها ‘ على ذكر اسم مريم لما لا تتصل بها ‘ منذ عشاء السيده مناير وهي لم تتحدث معها ‘ تناولت هاتفها واتصلت بـ مريم ‘
” الو ,, مرحبآ مريم كيف حالك ,, انا بخير لقد اشتقت اليكِ كثيرآ ,, اوه حسنآ ان كنت اشتقت لي لما لم تتصلي هاه ,, لا بأس حبيبتي انا امزح معك فقط ,,بالمناسبه كيف حال سارا لم اتصل بها منذ فتره ,, ما بكِ مريم لما تبكين ,, لا بأس لا بأس سأتي لمنزلك الليله حسنآ ,, وداعآ حبيبتي ”
اغلقت الاتصال وهي تتسائل ما بها مريم لما هي تعيسه هكذا لقد كانت تبكي بشده ياللهي ‘ هل يعقل انها تعاني من شيئ خطير ولم تخبرها به ‘ ولكن ما عساه يكون ‘ نهضت من الاريكه وتوجهت نحو الاعلى تصعد السلالم لتذهب لغرفتها ‘ فتحت الباب لتتجمد مكانها ‘ امسكها بسرعه ووضع يده على فمها ليغلق الباب بكل هدوء وبدير المفتاح ‘ كان يرتدي ثيابآ سوداء وكأنه قادم من جنازه ابتدر يقول بصوت حاقد
” اياك والصراخ لأنني سأحطم عضامك حينها أتفهمين ”
هزت رأسها بذعر وتشكلت دموعها لـ تنبئ بشلال على وشك السقوط ‘ اخذها نحو السرير وقيد يديها ورجليها بأحكام ورمى رساله بجانبها على السرير ‘ نظر لها بحقد وتوجه نحو النافذه
قفز من خلال النافذه وهي لا تعلم كيف حدث هذا ‘ ياللهي هل هو مجنون كيف يفعل هذا هو سيموت هكذا ‘ كان لا بد أن يموت ولكن هي متأكده انه بخير وانه خبير جدآ بهذه الامور فلو لم يكن كذلك لما استطاع اقتحام منزلهم ‘ بذأت تصرخ بقوه وهي تطلب المساعده
” أمــــي أبـــــي ‘ ســاعــدانــي ”
هرع خلال دقائق والديها ليفتحا الباب ولكنه كان مغلقآ بأحكام قالت والدتها وصوت نشيجها يعلو
” ابنتي دارين هل انتِ بخير ‘ أفتحي الباب ”
كيف كيف ستفعل ذلك تبآ انها بموقف لعين كيف يحصل هذا معها هي ‘ صرخت برعب
” امي لا استطيع انا مقيده ارجوكما ساعداني ”
عندما سمعا هذا الكلام علت الصدمه وجهيهما ‘ ابنتها بخطر يا اللهي كيف هذا ‘ ادرك مراد أنهم بدأوا يسعون خلف عائلته ولكن من هم ‘ سحقآ ‘ جن جنونه بدأ يدفع الباب بقوه واخيرآ استطاع أن يحطم قفل الباب لتفتح بقوه كبيره ‘ ويرى ابنته على السرير وهي مقيده بأحكام ‘ هلع نحو النافذه واغلقها واسدل الستائر ‘ اما والدتها جلست بجوارها وهي تنتحب وتحاول فك ابنتها من هذا القيد اللعين ‘ اخيرآ استطاعت ذلك لتحتضنها بقوه وهي تطمئنها قائله
” لا داعي للخوف حبيبتي كل شيئ على ما يرام ”
ازدادت شهقاتها ودموعها تشكل خطآ على وجنتيها البرونزيه قالت بخوف خوف شديد
” أمي لقد كنت خائفه خـائـفـه للغايه ”
تذكرت الورقه ‘ ابتعدت عن حضن والدتها وهي تكفكف دموعها بدأت تبحث عن الرساله كالمجنونه واخيرآ وجدتها لتفتحها على الفور وسط نظرات والديها المدهوشه لتقرأ محتوى الرساله والتي كانت عباره عن
” هذا مجرد تحذير بسيط لـ تفهم أن أي حركه قد تؤدي بحياة افراد عائلتك للجحيم ‘ حذار من اللعب بذيلك ”
حدق الثلاثه ببعضهم ثم توجهت نظرة السيدتان نحو مراد والذي بدى شاحبآ ‘ قالت دارين بعدم استيعاب
” ماذا يعني هذا ابي مالذي يلمحون له ومن هم هؤلاء ”
لم يقل اي شيئ ‘ وماذا عساه يقول ‘ ستحتقره عائلته أن علموا بأنه فعل ذلك ‘ نكس رأسه وخرج من الغرفه من دون أن يتفوه بحرف ‘ اخرج هاتفه واتصل بأحدهم وبدأ يتكلم وهو يسير بخطوات مضطربه
” اسمعني جيدآ هناك احد تجرأ على عائلتي ويرسل لي بين الحين والاخر رسائل تهديد اريدك أن تعرف لي من هو أتفهم ”
اغلق الهاتف بأنزعاج بعد هذه الكلمات ‘ انه يشعر بأن الدنيا بدأت تغلق ابوابها بوجهه ‘ عليه الان أن يتصرف قبل فوات الاوان

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””” ”

توجهت نحو مكتب والدها بخطوات سريعه طلبت من السكرتيره أن تخبره انها تود رؤيته ‘ فعلت ذلك فسمح لها بالدخول ‘ سارت نحو الباب طرقته بخفه لتفتحه بعد ذلك متجهه نحو والدها القابع خلف مكتبه الضخم جلست امامه على الكرسي وهي تنظر له بقلق ‘ تفاجأ من نظراتها وعلم ان هناك شيئآ خطيرآ تود قوله ‘ اخذ نفسآ عميقآ وكأنه يؤهب نفسه لما ستقوله ابنته الحبيبه ‘ تكلمت بصوت اجش
” أبي لقد اتصلت بـ امين كثيرآ لكنه لا يجيب على اتصالاتي حتى انه في المره الاخرى كان هاتفه مغلقآ ‘ انا خائفه ابي ”
شحب وجهه وكأن الدم قد سُحب منه تمامآ ‘ ابنه امين منذ الامس لم يضهر لقد اعتقد أن هذا شيئ عادي ولـكـن أن لا يجيب على اتصالاته ثم يغلق هاتفه فهذا شيئ يدعوا للتوتر ‘ بدأ يدعوا الله أن يكون ولده بخير ‘ قال بصوته اللطيف المملوء بالحنان
” لا تخافي يا ابنتي ‘ سننتظر حتى الغد أن لم يضهر أمين فـ حينها سأخبر الشرطه حسنآ ”
اومأت برأسها بأحترام ‘ كادت على وشك النهوض الا أن صوت والدها جعلها تتوقف
” مـريـم ابنتي اود التكلم معك بـشأن يوسف ”
نظرت نحوه بصدمه ووجهها شاحب مالذي يقوله والدها ‘ هل يعقل أنه يعلم بمشاعرها نحو يوسف ولكن كيف هذا ‘ هي لم تخبر اي احد اذن كيف له أن يعلم ‘ على كل هذه فرضيه فقط قد لا يعلم اي شيئ وهي فهمت مقصده بالخطأ ‘ قالت بخفوت
” لا افهم ما تعنيه يا والدي ”
نظر لها بتمعن انها ابنته الصغيره اللطيفه هي بلسم جراحه انها تشبه والدتها للغايه ولكن هو يخاف عليها يخاف عليها أن تؤذي نفسها ابتسم بلطف وهو يكمل
” أتعلمين أنا لسبب ما الاحظ انك معجبه بـ يوسف واتمنى أن هذا غير صحيح فـ أنتي لستِ من النوع الذي يهتم له اتفهمين انا اعني أنني لا اريدك أن تفكري به او اي شيئ أنا اخاف عليك منه ”
لم يلاحظ اي شيئ عليها سوى فمها المزموم بقوه لماذا لماذا الجميع واثق أن يوسف لن ينضر اليها ‘ هل يعقل أنه واضح لهذه الدرجه اعجابه بـ سارا هل من الممكن أنه وسارا على علاقه والجميع يعلم ذلك ام ماذا ‘ ولكن كيف علم والدها بأنها تكن لـ يوسف مشاعر خاصه ‘ عاد ليكمل كلامه
” أبنتي يوسف رجل رائع وانا احبه واتمنى لك رجلآ يشبهه ولكن المشكله ليست هنا بل به هو ببروده أنه لا يبالي بأحد وفتاه رقيقه مثلك ستؤذي نفسها أن اقتربت منه لذلك ابتعدي عنه قدر الامكان حسنآ ”
رفعت رأسها لتواجه نظراته ‘ والدها الحبيب يطلب منها أن تبتعد عن يوسف ‘ حبيبها يوسف الذي عشقته قبل 5 سنوات ‘ لا تزال تتذكر عندما اتى لمنزلهم اول مره ولكنه لم يسبق أن رأها لأنه لم يحدث بينهما لقاء مباشر لقد اتى ذات كره ولكن كان يبدو غريبآ بعض الشيئ اذ بدى شاحبآ ‘ لم تكن تعرف السبب فـ والدها لم يتكلم عن هذا ابدآ ‘ قالت بصوت ثابت ينبع بالصدق
” اعدك ابي أنني سأفعل ذلك ”
ابتسم بهدوء وهو يردد بمرح
” هذه هي ابنتي حبيبتي ‘ بالنسبه لـلمشروع سأدع منصور هو من يتولاه عنك ‘ اقصد هو من سيكون على تواصل مباشر مع يوسف ”
اومأت برأسها جيد أن هذا حصل دون أن تطلب من والدها أن يعفيها من هذا الامر ‘ نهضت وهي تبتسم لتقول بكل هدوء
” اعذرني الان سيد حسين لابد أن اعود لعملي الان ”
قهقه بقوه وهي يهز برأسه ويقول بسعاده غامره
” حسنآ حسنآ أنسه مريم يمكنك الأنصراف ”
استدارت على عقبيها وخرجت بكل هدوء انها تشعر الان أنها سعيده جدآ تشعر أنها سعيده لأن والدها طلب منها أن تنسى يوسف ‘ لا تعلم ما السبب ولكن الارتياح بدأ يغمر قلبها ‘ ها هي اخيرآ بعد 5 سنوات من الحب الفاشل تتخذ خطوه جريئه وتقرر انها ستبدأ حياتها من جديد حياه خاليه من يوسف ‘ ياللهي كم هذا جميل أن تقرر النسيان فجأه تقرر أن تكون قويه لا يهزها شيئ والاجمل حقآ أن تنجح في ذلك ‘ السؤال الذي يطرح نفسه ولا بد منه ‘ هل هذا ممكن هل ما قررته الان ستنجح في تحقيقه ام أن حب يوسف بداخلها اقوى من اي قرار ويأبى الا أن ينتصر ويبقى حبآ ابديآ

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””




105229 مشاهدة