من أجمل أشعار و خواطر المتنبي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
من أجمل أشعار و خواطر المتنبي



أشعار و خواطر المتنبي في الحب ( 3 )

أبْلى الهَوَى أسَفاً يَوْمَ النّوَى بَدَني * وَفَرّقَ الهَجْرُ بَيْنَ الجَفنِ وَالوَسَنِ

رُوحٌ تَرَدّدَ في مثلِ الخِلالِ إذا * أطَارَتِ الرّيحُ عنهُ الثّوْبَ لم يَبنِ

كَفَى بجِسْمي نُحُولاً أنّني رَجلٌ * لَوْلا مُخاطَبَتي إيّاكَ لمْ تَرَني

نَشَرَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ من شَعْرِها * في لَيْلَةٍ فَأرَتْ لَيَاليَ أرْبَعَا

واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السّماءِ بوَجْهِها * فأرَتْنيَ القَمَرَينِ في وقْتٍ مَعَا

رُدّي الوِصالَ سقَى طُلولَكِ عارِضٌ * لوْ كانَ وَصْلُكِ مِثْلَهُ ما أقْشَعَا

يا طفلة الكف عبلة الساعد * على البعير المقلدِ الواخدْ

زيدي أذى مهجتي أزدك هوى * فأجهل الناس عاشقٌ حاقدْ

حكيت يا ليل فرعها الوارد * فاحك نواها لجفني الساهدْ

طال بكائي على تذكرها * وطلت حتى كلاكما واحدْ

أحْيَا وَأيْسَرُ مَا قاسَيْتُ ما قَتَلا * وَالبَينُ جارَ على ضُعْفي وَمَا عَدَلا

وَالوَجدُ يَقوَى كما تَقوَى النّوَى أبداً * وَالصّبرُ يَنحلُ في جسمي كما نَحِلا

لَوْلا مُفارَقَةُ الأحبابِ ما وَجَدَتْ * لهَا المَنَايَا إلى أرْوَاحِنَا سُبُلا

بمَا بجفْنَيْكِ من سِحْرٍ صِلي دَنِفاً * يهوَى الحيَاةَ وَأمّا إنْ صَدَدتِ فَلا

فَمَا أمُرّ برَسْمٍ لا أُسَائِلُهُ * وَلا بذاتِ خِمارٍ لا تُريقُ دَمي

تَنَفّسَتْ عَن وَفاءٍ غيرِ مُنصَدِعٍ * يَوْمَ الرّحيلِ وشَعْبٍ غَيرِ مُلْتَئِمِ

قَبّلْتُها وَدُمُوعي مَزْجُ أدْمُعِهَا * وَقَبّلَتْني على خَوْفٍ فَماً لفَمِ

قد ذُقْتُ ماءَ حَياةٍ مِنْ مُقَبَّلِها * لَوْ صَابَ تُرْباً لأحيا سالِفَ الأُمَمِ

تَرنو إليّ بعَينِ الظّبيِ مُجْهِشَةً * وتَمْسَحُ الطّلَّ فَوْقَ الوَرْدِ بِالعَنَمِ




6323 مشاهدة